زووم
عصام الحاج... القديم الجديد...!
شغلت نفسي في سابق الأيام بالفرجة والإستماع إلى ما يفعله ويقوله سكرتير نادي المريخ عصام الحاج عثمان وأنا أحاول مقارنة ذلك بما كان يحدث في أول فترة له بالمريخ في منتصف التسعينات، وأسأل نفسي بإلحاح: هل حدث تغيير في الشخصية وأبعادها، أم أن الماضي يعيد نفسه بذات النمط والتفاصيل؟
إنطباعاتنا عن هذا الرجل في تلك الحقبة كانت لا تخرج عن الوصف التالي: رجل عدواني، غير شفيف، يفتعل الأزمات والشاهد على ذلك أنه كان وراء القرار الذي شطب العشرات من اللاعبين بطريقة حيرت الجميع، وأتت بالعشرات غيرهم بطريقة أدهشتهم أكثر، وكانت النتيجة في خاتمة المطاف ما سمي بعام الرمادة، ثم افتعل صراعاً مع محمد الياس محجوب نسف به استقرار النادي لأكثر من ثلاث مواسم انتهت بذهابه واعتزاله، وحتى على مستوى ما اطلقه مؤخراً بإسم سياسة التقشف واستنفار قواعد النادي ومقدراته للدعم كانت صورة طبق الأصل من مشروع المليار لإعمار الدار، ذلك المشروع الذي أطلق في عهد عصام الحاج وطبعت اللجنة المكلفة بذلك عشرات الآلاف من التذاكر بشكل جذاب وفخم من لتوزيعها، وعلى ما أذكر كانت التذاكر مصممة في شكل شهادة تقديرية تسمح لصاحبها بالإحتفاظ بها أو وضعها في برواز للذكرى، لذلك كانت بالفعل ذكرى وناقوس يدق في عالم النسيان عندنا، حيث أننا نجدها أمامنا كلما دخلنا منزلاً أو مكاناً يخص المريخاب المعتقين والمخلصين، ولكن خلاصة المشروع أنه أصبح سبباً في ثراء الكثير من الأسماء، وسجلت عشرات الدفاتر بأسمائهم، تسلموها لكي يوزعوها على المريخاب داخل وخارج البلاد ويوردوا مقابلها في خزينة اللجنة، ولكنها ذهبت بلا رجعة لم تورد ولم تظهر، وبعد شهور قليلة ظهرت ملامح الثراء على غالبية تلك الأسماء، بينما راح المشروع إلى حيث لا أحد يسأل أو يبحث وينقب مثلما حدث لمليارات القصر والأمن الوطني الآن، والعجيب في الأمر أن مولانا أزهري وداعة الله عضو المجلس الحالي والمقرر للجة المليار لإعمار الدار على ما أذكر كان قد ذكر لي في أكثر من مرة أنه يملك كل المستندات والمعلومات التي تؤكد مستحقات المريخ من ذلك المشروع على بعض الأسماء، لا سيما أن غالبيتها على الواجهة الآن، وأنه سيأتي يوم يخرج فيه ذلك الملف.. ولكنني أعرف أزهري جيداً، فهو يحب الونسة فقط في الغرف المغلقة.. ولكن في أوقات الجد يظهر بثوب المثالية ويحاول تمييع الأمور وإضفاء أبعاد أخرى عليها حتى لو كانت متعلقة بمصلحة المريخ العليا...!
بعد كل هذه السنوات يأتي عصام الحاج ليعتلي منصات القرار ويصدر الفرمانات بدعوة الحق التي لا نعرف ما وراءها من مخفيات، فالترهل الإداري بنادي المريخ ليس بالمسألة الجديدة ولا أحد ينكره، ولكننا نتفق تماماً على أنها أخطاء تراكمية لعشر سنوات من غياب المنهج والرؤية، وعلاجها لا ياتي بحملة دفتردار إنتقامية وإنما بطريقة تتقبلها العقول وتهضمها أفضل من طريقة عصام الحاج، من زاوية شخص واحد فقط من قائمة الصالح العام التي نفذها بن الحاج وهو العم أحمد حمد، ولمن لا يعرف أحمد حمد فهو رجل هاديء للغاية، إرتبط بالمريخ كمدير تنفيذي من عام 1969، وحتى تأريخ فصله لم يتجاوز مرتبه 700 جنيه، ولكن، ما هو مردوده في السنوات الأخيرة؟... الإجابة عندي أن مردوده التنفيذي قد تقلص مع عمليات المد والجذر وأمواج الموظفين المعينين والمقالين في هذا النادي، ومع ابتعاد إدارة النادي عن داره بات العم أحمد حمد الرجل الوحيد الذي يحضر إلى دار النادي من الصباح الباكر وحتى نهاية دوام العمل ليمثل حلقة الوصل مع الإدارة، في دوام عمل رسمي، ثم يغادر إلى منزله بحي العرب سابقاً وأم بده حالياً ويعود مرة أخرى في الفترة المسائية ليختلط دوره الإجتماعي الكبير بوظيفته، وكان هو الشخص الوحيد من جهة المسؤولين يكون حاضراً لمقابلة ضيوف النادي، خاصة عندما يكون الضيف من الشخصيات القديمة التي لا يعرفها أي من العناصر الجديدة إلا هو، فيكرم وفادته.. وكثير من الضيوف وخطابات الجهات الرسمية كانت ترد إلى النادي حيث أن المكتب التنفيذي في الخرطوم 2 غير معروف للكثيرين، فلا يجدون إلا أحمد حمد ليحفظ ماء وجه النادي.. ومع ذلك تمت إقالته دون أدنى احترام لماقدمه من جهد عبر فترة تكبر أعمارنا.. وكان يستحق التكريم على أرفع المستويات وليس جزاء سنمار.. فهذه ليست أخلاق المريخ..!!
هذه العملية لا علاقة لها بسياسات التقشف لأنه لا يكلف النادي ملايين طائلة مثل الآخرين، ولم يكن جزء من صراع إداري في يوم من الأيام، ولكن أحدهم قد أوصل لعصام الحاج رأي الرجل فيما يجري الآن في ساحة النادي، وما يمكن أن يحدث في المستقبل إذا استمرت السياسات على هذا الوضع الكسيح، فكانت النتيجة أن ألحق بكشف التطهير، وثمة تناقض هنا ما بين سياسات المجلس التقشفية وما يفعلونه في الجانب الآخر، وعلى سبيل المثال: سفر عضو المجلس ونائب الأمين العام متوكل أحمد علي إلى تونس لإيصال بقية النثريات التي احتاجتها البعثة.. أرجو أن يأتي كل منكم بآلة حاسبة ليجمع تكاليف التذاكر على الإقامة والنثريات ويقارن بعد ذلك... هل كان الأنسب للمريخ أن تحول هذه الأموال بالنظام المصرفي.. أم يسافر المندوب بالطائرات عبر المطارات؟
هنالك الكثير من الأمور التي تستفز كل مريخي حريص ليعلق عليها وينتقدها في الوقت الراهن، ولكننا نكتفي بهذا القدر الآن، عسى الأيام تؤكد ما ذهبنا إليه حيال سياسات تكيل بمكيالين يدفع بها عصام الحاج ليكرر نفسه من جديد لتؤكد أنه عصام الحاج القديم نفسه ولاتغيير قد طرأ عليه، وأنه ليس (كلومبوس) ليكتشف لنا دنيا جديدة في المريخ وإنما كان مطلوباً منه أن يرفع من إيرادات المريخ من أجل الإيفاء بالإلتزامات، والتدرج في الإستغناء عن الموظفين أو الفائض منهم بشكل محترم لا يخلف ضغائن ولا شتائم، ولكنه بادر ببعض العبارات النابية فردوها عليه وبدأت المهاترات في الخفاء وهو ما يعني أن القضية لم تنته بعد...!
عصام الحاج... القديم الجديد...!
شغلت نفسي في سابق الأيام بالفرجة والإستماع إلى ما يفعله ويقوله سكرتير نادي المريخ عصام الحاج عثمان وأنا أحاول مقارنة ذلك بما كان يحدث في أول فترة له بالمريخ في منتصف التسعينات، وأسأل نفسي بإلحاح: هل حدث تغيير في الشخصية وأبعادها، أم أن الماضي يعيد نفسه بذات النمط والتفاصيل؟
إنطباعاتنا عن هذا الرجل في تلك الحقبة كانت لا تخرج عن الوصف التالي: رجل عدواني، غير شفيف، يفتعل الأزمات والشاهد على ذلك أنه كان وراء القرار الذي شطب العشرات من اللاعبين بطريقة حيرت الجميع، وأتت بالعشرات غيرهم بطريقة أدهشتهم أكثر، وكانت النتيجة في خاتمة المطاف ما سمي بعام الرمادة، ثم افتعل صراعاً مع محمد الياس محجوب نسف به استقرار النادي لأكثر من ثلاث مواسم انتهت بذهابه واعتزاله، وحتى على مستوى ما اطلقه مؤخراً بإسم سياسة التقشف واستنفار قواعد النادي ومقدراته للدعم كانت صورة طبق الأصل من مشروع المليار لإعمار الدار، ذلك المشروع الذي أطلق في عهد عصام الحاج وطبعت اللجنة المكلفة بذلك عشرات الآلاف من التذاكر بشكل جذاب وفخم من لتوزيعها، وعلى ما أذكر كانت التذاكر مصممة في شكل شهادة تقديرية تسمح لصاحبها بالإحتفاظ بها أو وضعها في برواز للذكرى، لذلك كانت بالفعل ذكرى وناقوس يدق في عالم النسيان عندنا، حيث أننا نجدها أمامنا كلما دخلنا منزلاً أو مكاناً يخص المريخاب المعتقين والمخلصين، ولكن خلاصة المشروع أنه أصبح سبباً في ثراء الكثير من الأسماء، وسجلت عشرات الدفاتر بأسمائهم، تسلموها لكي يوزعوها على المريخاب داخل وخارج البلاد ويوردوا مقابلها في خزينة اللجنة، ولكنها ذهبت بلا رجعة لم تورد ولم تظهر، وبعد شهور قليلة ظهرت ملامح الثراء على غالبية تلك الأسماء، بينما راح المشروع إلى حيث لا أحد يسأل أو يبحث وينقب مثلما حدث لمليارات القصر والأمن الوطني الآن، والعجيب في الأمر أن مولانا أزهري وداعة الله عضو المجلس الحالي والمقرر للجة المليار لإعمار الدار على ما أذكر كان قد ذكر لي في أكثر من مرة أنه يملك كل المستندات والمعلومات التي تؤكد مستحقات المريخ من ذلك المشروع على بعض الأسماء، لا سيما أن غالبيتها على الواجهة الآن، وأنه سيأتي يوم يخرج فيه ذلك الملف.. ولكنني أعرف أزهري جيداً، فهو يحب الونسة فقط في الغرف المغلقة.. ولكن في أوقات الجد يظهر بثوب المثالية ويحاول تمييع الأمور وإضفاء أبعاد أخرى عليها حتى لو كانت متعلقة بمصلحة المريخ العليا...!
بعد كل هذه السنوات يأتي عصام الحاج ليعتلي منصات القرار ويصدر الفرمانات بدعوة الحق التي لا نعرف ما وراءها من مخفيات، فالترهل الإداري بنادي المريخ ليس بالمسألة الجديدة ولا أحد ينكره، ولكننا نتفق تماماً على أنها أخطاء تراكمية لعشر سنوات من غياب المنهج والرؤية، وعلاجها لا ياتي بحملة دفتردار إنتقامية وإنما بطريقة تتقبلها العقول وتهضمها أفضل من طريقة عصام الحاج، من زاوية شخص واحد فقط من قائمة الصالح العام التي نفذها بن الحاج وهو العم أحمد حمد، ولمن لا يعرف أحمد حمد فهو رجل هاديء للغاية، إرتبط بالمريخ كمدير تنفيذي من عام 1969، وحتى تأريخ فصله لم يتجاوز مرتبه 700 جنيه، ولكن، ما هو مردوده في السنوات الأخيرة؟... الإجابة عندي أن مردوده التنفيذي قد تقلص مع عمليات المد والجذر وأمواج الموظفين المعينين والمقالين في هذا النادي، ومع ابتعاد إدارة النادي عن داره بات العم أحمد حمد الرجل الوحيد الذي يحضر إلى دار النادي من الصباح الباكر وحتى نهاية دوام العمل ليمثل حلقة الوصل مع الإدارة، في دوام عمل رسمي، ثم يغادر إلى منزله بحي العرب سابقاً وأم بده حالياً ويعود مرة أخرى في الفترة المسائية ليختلط دوره الإجتماعي الكبير بوظيفته، وكان هو الشخص الوحيد من جهة المسؤولين يكون حاضراً لمقابلة ضيوف النادي، خاصة عندما يكون الضيف من الشخصيات القديمة التي لا يعرفها أي من العناصر الجديدة إلا هو، فيكرم وفادته.. وكثير من الضيوف وخطابات الجهات الرسمية كانت ترد إلى النادي حيث أن المكتب التنفيذي في الخرطوم 2 غير معروف للكثيرين، فلا يجدون إلا أحمد حمد ليحفظ ماء وجه النادي.. ومع ذلك تمت إقالته دون أدنى احترام لماقدمه من جهد عبر فترة تكبر أعمارنا.. وكان يستحق التكريم على أرفع المستويات وليس جزاء سنمار.. فهذه ليست أخلاق المريخ..!!
هذه العملية لا علاقة لها بسياسات التقشف لأنه لا يكلف النادي ملايين طائلة مثل الآخرين، ولم يكن جزء من صراع إداري في يوم من الأيام، ولكن أحدهم قد أوصل لعصام الحاج رأي الرجل فيما يجري الآن في ساحة النادي، وما يمكن أن يحدث في المستقبل إذا استمرت السياسات على هذا الوضع الكسيح، فكانت النتيجة أن ألحق بكشف التطهير، وثمة تناقض هنا ما بين سياسات المجلس التقشفية وما يفعلونه في الجانب الآخر، وعلى سبيل المثال: سفر عضو المجلس ونائب الأمين العام متوكل أحمد علي إلى تونس لإيصال بقية النثريات التي احتاجتها البعثة.. أرجو أن يأتي كل منكم بآلة حاسبة ليجمع تكاليف التذاكر على الإقامة والنثريات ويقارن بعد ذلك... هل كان الأنسب للمريخ أن تحول هذه الأموال بالنظام المصرفي.. أم يسافر المندوب بالطائرات عبر المطارات؟
هنالك الكثير من الأمور التي تستفز كل مريخي حريص ليعلق عليها وينتقدها في الوقت الراهن، ولكننا نكتفي بهذا القدر الآن، عسى الأيام تؤكد ما ذهبنا إليه حيال سياسات تكيل بمكيالين يدفع بها عصام الحاج ليكرر نفسه من جديد لتؤكد أنه عصام الحاج القديم نفسه ولاتغيير قد طرأ عليه، وأنه ليس (كلومبوس) ليكتشف لنا دنيا جديدة في المريخ وإنما كان مطلوباً منه أن يرفع من إيرادات المريخ من أجل الإيفاء بالإلتزامات، والتدرج في الإستغناء عن الموظفين أو الفائض منهم بشكل محترم لا يخلف ضغائن ولا شتائم، ولكنه بادر ببعض العبارات النابية فردوها عليه وبدأت المهاترات في الخفاء وهو ما يعني أن القضية لم تنته بعد...!
