• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-25-2024
اماسا

زووم

اماسا

 6  0  2601
اماسا
زووم
سنه أولى كووره...!
يعتقد الألمان في دولتيهم سابقاً.. والتي توحدت فيما بعد سقوط الجدار، أن حالة الفوضى الوحيدة التي عاشتها الكرة الألمانية كانت في الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية، ووقتها كانت ألمانيا الهتلرية خارجة للتو مهزومة من الحرب العالمية، مقطعة الأوصال تدب فيها فوضى غريبة جعلت (الرويبضات) يسيطرون على مقاليد الأمور ويقودون البلاد على أزمتها ومأساتها إلى ما يستحق تسميته بالمصير المجهول، وكان أحد المدربين الألمان قد شبه أوضاع الكرة السودانية بتلك الحقبة من الكرة الألمانية في فترة مابعد الحرب، فسارع بعض السطحيين بالإحتفال بهذا التشبيه الذي كان له ما بعده من توضيحات، ولكنهم إهتموا بالتشبيه مجرداً، بينما ذهب بعض الحصيفين إلى المدرب الألماني بفندق (الأكروبول) وطلبوا منه شرحاً لذلك التشبيه فلم يبخل عليهم فقال:
(في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا منهكة إجتماعياً ورياضياً وإقتصادياً، ولم يكن هناك قطاع كبير من الأثرياء، ولا تنظيمات إجتماعية كافية يمكن أن تثمر أندية تظهر القدرة على التنظيم إقتصادياً ليكون وضعها المادي مميزاً، ولم يكن هنالك حلولاً كثيرة سوى أن يعتمدوا على بعضهم من أصحاب الحرف والمهن التجارية، فاتجه بايرن ميونيخ مثلاً إلى انتخاب (كبير الجزارين) ليكون رئيساً للنادي، وذهب شالكا بدوره إلى (نجار) وصاحب موبيليات مشهور، وهكذا.. وكان ذلك سبباً كافياً لإشاعة المزيد من الفوضى، لأن الرؤساء الجدد يجهلون تفاصيل اللعبة ويريدون فرض نفوذهم وسطوتهم بحسب ما يدفعونه من أموال، فكان بعضهم يسجلون أبنائهم مثلاً... واستطرد المدرب الألماني ذلك بالقول: الكرة السودانية تعيش ذات الملامح والتفاصيل.. يقودها من ضاعت منه بوصلة التطور، وتسيطر عليها الفوضى من كل جانب...!
الآن وبعد عقود على ذلك الحديث والتقييم نعود لنحلل ونستذكر العبر والدروس من مشاوير كرة القدم، وقد ارتفعت أرقام الإنفاق عليها، مع ارتفاع أعداد المقتنعين بتدهورها وأنها حالة ميئوس منها حقيقة، وأذكر أن شريطاً طويلاً من الأحداث قد مر أمام عيني وأنا أقف أمام مكاتب الإتحاد بشارع البلدية بعد مرافقتي للصديق ناصر بشير إلى هناك، وأنا غير معتاد على حضور توقيعات اللاعبين، ومع ذلك شاهدت العشرات من المشاهد، والألوف من الجماهير قد تقاطرت على شارع البلدية وكل يغني على ليلاه، (أهلة) يبكون ماصارت إليه الأمور في النادي الأزرق، ويريدون الوقوف على حقيقة ما سيحدث ما بين مصدق ومكذب بأن قائدهم وملهمهم ومفتاح انتصاراتهم سوف يرتدي شعار الند والغريم، وغيرهم من المريخاب يريدون التنديد بالخطوة، وهنالك من يتنازل عن مواقفه السابقة تجاه علاء الدين فيريد أن يرحب به في الكشوفات الحمراء بعد العودة، والغالبية من المريخاب تريد أن تشاهد هيثم مصطفى يتوشح بالونين الأحمر والأصفر بغض النظر عن رأيه في حقيقة الصفقة، بإعتبار أن المسألة تخدم أجندة المغايظات بين جمهور الفريقين.. بينما كانت الكواليس تزدحم بالآلاف من القصص والحكاوي والمواقف المأساوية في إدارات الناديين، في الهلال حيث بدا ذلك الرجل كالثور في مستودع الخزف، وبدأ يهدم كل مكتسبات النادي الكبير منذ أن لكم حكم الجزائر ووجد سنداً من السيد عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، والذي أنقذه من عقوبة تجميد النشاط لسنتين، وفي المريخ حيث تحولت الساحة إلى مسرح عرائس، وقادنا البعض إلى الرجوع القهقري إلى زمن كان الناس فيه يحلفون بالطلاق و(سفة الصعوط) تملأ الفم، وبعضهم قد تحول لأكثر من مرة ما بين مؤيد ومعارض لمبدأ التسجيل.. ليس لأنهم متنازعين بين الصحيح والخطأ وأن هنالك ميزاناً فكرياً يتأرجح لضبط العملية، ولكن السبب في ذلك أنهم لا يملكون (قوتهم) وبالتالي لا يملكون قرارهم... فماذا تتوقعون من عضو مجلس إدارة يتقاضى راتباً للعمل هو ليس خبيراً أجنبياً استقدمه النادي من الخارج لأنه يفوق الآخرين علماً ومعرفة، بل كان وسيظل مجرد أداة كـ(سلم) يصعد به الآخرين إلى مقاصدهم..!
طبعاً رفضت التعليق على صفقة التعاقد مع ثنائي الهلال هيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف هدو، وذلك لأن قضايا ومشكلات المريخ لا يجب أن تتجزء وتناقش بالقطاعي، كما يجب علينا وضع قراءات تقريبية للنهايات لكل ما نقوم به الآن من عمليات إدارية في هذا النادي الكبير، فما حدث في المجمل لا يليق بنادٍ في حجم وقامة المريخ، ابتداءً من طريقة النقاش التي نسفت كل الود بين أفراد المجلس، وأظهرت مجموعات عديدة كانت تدير صراعاً خفياً بينها فيما سبق... والأهم من ذلك أن كل المريخ الحلم الذي في ذهن المريخاب على امتداد البسيطة أكبر من قدرات من يتولون أمره اليوم، إذا كان عصام الحاج أو غيره من الأفراد الذين أثاروا غبار الأيام الماضية، وإذا قلنا أننا سنتعامل مع صفقة علاء الدين وهيثم بأدب المريخ القديم والذي يفرض على أنصاره دعم اللاعب الذي يرتدي شعار النادي ولو كان له رأي في انضمامه، فإن هنالك الكثير من الترتيبات التي تنتظر عقليات تقوم بها من أجل إنجاح الصفقة من كل جوانبها الإقتصادية والجماهيرية... فمن شأنها أن تنعش خزانة النادي التي هجرها الفئران.. من المؤتمر الصحفي لتقديمهما وحتى مهرجان استقبال اللاعبين الجدد.. ولكن للفشل المعروف مسبقاً لهذا المجلس فإنهم لن يتعاملوا مع المسألة بهذه الطريقة وإنما هي صفقة وانتهت ليموت الهلالاب بغيظهم...!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 6  0
التعليقات ( 6 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ahmed 12-24-2012 09:0
    والله فعلا صحفى بمعنى الكلمة تهذيب وادب واحترام وكلام فى الصميم وقلم من رصاص زى مابقولو ربنا يحفظك ونحنا هلالاب وبنقراء ليك ع طول
  • #2
    ابو نادين 12-24-2012 09:0
    حلوة شديد يحلفون بالطلاق و(سفة الصعوط) تملأ الفم، ولي عودة
  • #5
    ابومحمد 12-24-2012 10:0
    انت الباقي من الصحفيين العظام الذي لايبدل رأيه بين يوم وليله من اجل مصلحته وفقك الله وثبتك. امانحن تركنا مريخ عصام الحاج لاننا شجعنا المريخ المتفرد وليس المريخ المقلد وكفي
  • #6
    صهيب 12-24-2012 12:0
    اخي و جاري العزيز بابو عشر من قال لك ان الهلالاب مغتاظين من تسجيل هيثم بالمريخ. ماذا كان يتوقع من الهلالاب من هيثم بعد كل الذي عمله ليشطب . كل الهلالاب فرحين لتسجيل هيثم بالمريخ لانه سوف يقفل الباب نهائيا للعودة مرة اخرى لخلق مشاكل بالهلال مستغلا المعارضة الهدامة و بعض الجماهير العاطفية. و ثانيا اسكات المعارضة الهدامة من استغلال هيثم بالمعارضة الهدامة للهلال.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019