• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  2909
اماسا
زووم

للحقيقة وجوه عديدة...!

التقيت به يوماً عند بوابة نادي المريخ، كان قادماً لتوه لحضور إجتماع من إجتماعات مجلس شورى النادي، بينما كنا ومجموعة من الشباب في تدريبات رياضية على ملعب خماسيات النادي، وبعد انتهاء الحصة جئنا لأداء صلاة العشاء بمسجد النادي قبل أن يذهب كل منا إلى بيته، فالتقيت الرجل عند الباب تماماً، فألقيت عليه التحية، فلم يكتف بالرد عليها فقط وإنما فتح موضوعاً عن حال المريخ ودلف مباشرة في رأيه الواضح في طريقة وأسلوب الرئيس في إدارة هذا النادي العريق، وكيف أن الأخطاء الإدارية قد تجاوزت المعقول، والفساد قد أزكم الأنوف والوضع ما عاد يحتمل، واستمر الرجل حتى تمنيت ألا يظهر رئيس النادي في تلك اللحظة، خوفاً من الإشتباك معه، فقد كان مندفعاً بطريقة غريبة لم أجد معها بداً من محاولات تهدئته وتطييب خاطره بعبارات وكلمات قبل أن استأذنه للحاق بصلاة العشاء، وبعد أقل من نصف ساعة من ذلك النقاش والخطبة العصماء، والنقد اللاذع والهجاء عدت أدراجي إلى الصالة الكبرى حيث كان الرواد يتجمعون عندما تكون الأجواء ماطرة، وثمة مفاجأة كانت في انتظاري هناك.. فعندما عبرت الباب لفت نظري جمع من الرواد يستمعون بتركيز لحديث رجل تبدو عليه الهيبة والوقار، فاقتربت من المشهد وتمعنت في المتحدث فإذا به هو نفسه، ذات الرجل الذي ماتزال كلماته ترن في آذاني وقد تبدلت هنا لتكون النقيض، فبدلاً أن كان ناقداً، تحول إلى مادح مجيد، فبدأ يعدد مآثر الأخ جمال الوالي وبطولاته حتى ظننت أنه سيهب من مكانه ليبدأ العمل في بناء تمثال ضخم له في فناء النادي من فرط ما حشد من كلمات للمدح والثناء..!
فركت عيني، وأمعنت النظر، وأعدت الكرة، وفي كل مرة كنت أتأكد من الحقيقة أكثر، أنني لم أخطيء النظر أو السمع، فهو نفس الرجل الذي انتقد رئيس النادي في مدخل النادي وقد ظن أنني انصرفت إلى منزلي فعاد ليخاطب الجمع بزاوية إنقلاب وصلت إلى (180) درجة، وكنت أظن أن الرجل بصدد إطلاق مبادرة إصلاحية ليقود المريخ إلى عصر الإحتراف بسلاسة بدون تعقيدات، وإلى محطة يتحاشى فيها مثل الظرف الذي يمر به الآن، رئيس مستقيل لأسباب يتجاهلها الناس ويركزون فقط على عودته، ولكنني صدمت بحقيقة واحدة في غاية المرارة وهي: أنهم يقولون ما تقتضيه الظروف فقط، حتى لو جاء الكلام ذاته بعيداً ومفرغاً من الموضوع، وبالأمس أمسكت بصحيفة من الصحف الرياضية التي أصبحت تثير الغثيان في هذه الأيام، فقرأت فيها خبرين متناقضين، الأول تحدث عن أن مجلس المريخ رفض مبادرة من لجنة التعبئة لتكريم جمال الوالي، أما الخبر الثاني فقد ركز على أن المجلس نفسه الذي رفض تكريم الوالي قد صاغ خطاباً بواسطة مولانا أزهري وداعة الله إلى الجهات المسؤولة يطالب فيها بمنح الوالي وسام الجمهورية تقديراً لجهوده وخدماته للرياضة والرياضيين، فتحولت إلى صفحة أخرى لأقرأ خبراً آخراً عن مبادرة قادها صديقي أبوهريرة حسين وآخرين ذهبوا إلى منزل جمال الوالي...!!

سأركز هنا على خطاب مجلس المريخ الذي صاغه مولانا أزهري وداعة الله، وهو رجل صديق أحترمه وأقدره بلاحدود، ولكنه رجل غير واضح في كثير من مواقفه، يمنحك أحياناً الرأي ونقيضه، ففيما يخص قضية الفساد المالي في نادي المريخ وتواضع قدرات البعض ممن توكل إليهم المهام الإدارية الكبيرة، أعرف كل آراءه المسبقة، بإعتبار أننا لم ننقطع عن التواصل فكرياً منذ العام 1996، لذلك أثار الخبر الكثير من الإستفهامات لدي على الأقل، كما أن عصام الحاج الذي يعرفه الكثيرون أكثر مني لن يقدم على خطوة كهذه إلا لمآرب أخرى، خاصة أنه يعرف تمام المعرفة أن الدولة التي يحكمها حزب المؤتمر الوطني ليست بحاجة إلى خطاب ممهور من مولانا أزهري وغيره ممن دفعوا جمال الوالي للإستقالة حتى يمنحوا الرجل وساماً من الطبقة الأولى أو الثالثة، كما نعرف نحن وغيري من القراء والمشجعين والمتابعين أن مسيرة جمال في المريخ لم تنته حتى يتم تكريمه ووداعه وما شابه من مراسم ذات إيحاءات وإشارات، ولكن من يستحقون الوداع حقيقة وليس التكريم هم أعضاء المجلس الحالي الذين آثروا البقاء برغم الفشل الذريع، ورغم أنهم كمجموعة تتوفر فيهم كل أسباب الفشل... حتى لو عاد جمال، وإلا لما كانت الإستقالة..!

من مشاكل المريخ الحالية أن غالبية رجاله الذين اعتلوا المسرح هم من أصحاب الوجوه المتعددة، والآراء ذات الألوان والأشكال، فهم في العادة يحملون أكثر من رأي في الموضوع الواحد، رأي للونسة في المجالس، وآخر للتصريحات في الصحف، وآخر يصمتون ويسكتون عليه.. والساكت عن الحق طبعاً (.......)..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019