من هنا يبدأ دور الاعلام الرياضي الناضج

اخيرا اسدل الستار على افضل مشاركة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في نهائيات امم افريقيا بعد 4 عقود من الزمان .
اخيرا ترجل الفرسان بعد ان بعثوا في دواخلنا الامل لقادم احلى باذن الله تعالى .
اخيرا فرض الواقع نفسه في عالم المستديرة وتاهلت زامبيا على حسابنا باعتبار انها الافضل على الورق .
لن نقول ان منتخبنا فشل في التاهل للدور نصف النهائي ولن نلوم اللاعبين ولا حتى جهازهم الفني على الاداء الباهت الذي ظهروا عليه امام زامبيا لكن لا بد من التننبيه لبعض السلبيات التي حدثت حتى لا تتكرر مستقبلا خاصة ونحن مقبلون مباشرة على التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2014 بالبرازيل .
اولى الملاحظات على اداء منتخبنا في مباراة الامس تمثلت في الشرود الكبير والسرحان الذي بدا عليه اللاعبون الامر الذي مكن لاعبي الخصم من السيطرة على ذمام المباراة تماما بعد ان شعروا بان منتخب السودان يحترمهم اكثر من اللازم بل يمكن ان نقول يهابهم .
ثاني الملاحظات تمثلت في الانخفاض الواضح لمعدل اللياقة البدنية بين اللاعبين لدرجة شعرنا معها ان هناك شيء ما حدث للاعبين في فترة الايام الاربعة الماضية ، فالاداء الذي ظهر عليه لاعبونا بالامس اختلف تماما عما ظهروا عليه في المباريات الثلاث الماضية وهو الامر الذي يتطلب مراجعة سريعة من الجهازين الفني والاداري للمنتخب .
الملاحظة الثالثة هي تباطؤ الجهاز الفني في تبديل التكتيك الفني الذي بدأ عليه المباراة خاصة في ظل الخطة المحكمة التي دخل بها المدرب الزامبي والتي عزل من خلالها كاريكا عن وسط الملعب تماما وكلنا لاحظنا ان الكرات التي وصلت لكاريكا على قلتها جاءت من الدفاع او الحارس مباشرة .
يضاف الى ذلك عدم تنظيم اللاعبين داخل الملعب بعد طرد مساوي حيث كان الجميع يتوقع ان يقوم مازدا بتغيير هيثم مباشرة وارجاع مهند لوسط الملعب ليقوم بدور صانع اللعب مع ارجاع امير كمال ورمضان عجب وتحرير بشة الذي كان من الممكن ان يفعل بعض الشيء في المقدمة لكن كل هذا لم يحدث .
عموما تاهل المنتخب للدور ربع النهائي انجاز كبير يحسب لهذا الجيل من اللاعبين ولجهازهم الفني بقيادة مازدا ولجهازهم الاداري بقيادة معتصم جعفر الذي كان متواجدا معهم في كل لحظة ... فقط نتمنى ان تكون هناك مراجعة متانية للاداء حتى نتحصل على الاهم في قادم المنافسات .


الاعلام الرياضي مطالب بالقيام بدوره كاملا تجاه المنتخب وذلك لن يتأتى الا اذا نزع كثير من الزملاء العدسات الزرقاء والحمراء التي ظلت تغطي اعينهم عن كل ما هو جميل في المنتخب خاصة اذا ما كان لونه مختلفا عن ما يعشقون
المنتخب الوطني منتخب لكل السودانيين لذلك علينا جميعا ان نعمل على توحيد افئدة ابناء السودان من عشاق الرياضة خلفه .
هي فرصة لتحمل المسئولية كاملة في هذا الظرف الاستثنائي حتى نساهم جميعا في مساعدة القائمين على الامر للاستفادة القصوى من مكاسب هذه البطولة وجعلها رصيدا جيدا نبني عليه منتخب الاحلام للمشاركات القادمة .
دعم المنتخب اعلاميا ليس بالضرورة ان يكون بتدبيج مقالات الثناء على صفحات الصحف وانما يمكن ان يكون بالارتقاء لمستوى الحدث وعدم استخدام الهمزات واللمزات التي يمكن ان تبخس ما انجز .
اضف الى ذلك النقد الهادف والبناء الذي يمكن ان يعين الجهازين الفني والاداري على القيام بدورهما على الوجه المطلوب .


شكرا معتصم وزملائه في الجهاز الاداري لاتحادنا العام لكرة القدم
شكرا مازدا ورفاقه في الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني
شكرا هيثم واخوانه لاعبي منتخبنا الوطني
فقد كنتم جميعا عند حسن الظن بكم ... اثبتم للكل انكم في مستوى الحدث تماما
وصيتنا الوحيدة لكم ان تاخذوا ما يمكن ان يفيد مسيرة المنتخب وتطوير كرة القدم في سوداننا الحبيب على محمل الجد وان تتجاوزوا كل ما من شانه ان يثبط الهمم ويدعو لتراجع للخلف .
كونوا كبارا كما عهدناكم وقابلوا من يواجهكم بالاساءة او التجريح بابتسامة هادئة فقطعا سياتي اليوم الذي يجتمع فيه عليكم كل عشاق كرة القدم ودونكم ما كنتم عليه قبل هذه البطولة وما وصلتم اليه الان .
واعلموا ان أي نجاح تحققوه عبر هذا المنتخب سيفعل مفعول السحر في توحيد قلوب ابناء الوطن ونبذ الفرقة والعصبية عن الوسط الرياضي .... والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل