فوز من رحم المعاناة
غياب قسري فرضته ظروف المرض فاعتل الجسد وغاب القلم لعجزه عن الكتابة ولكن القلب كان حاضراً مع صقور الجديان في غينيا الاستوائية والجابون وكذلك لساننا الذي ظل يلهج بالدعاء وهذا ما نملكه ويجب علينا أن نقدمه من أجل الوطن الذي نتمنى له الرفعة والتقدم في كل المجالات .. الحمد لله على توفيقه أن منّ علينا بانتصار منتخبنا وتأهله للدور الثاني في بطولة " الكان" الأمم الإفريقية .. وما أجمله من انتصار وما أحلاه وهو يولد من رحم معاناة قاساها منتخبنا في الإعداد المتأخر والمتعثر وشح الإمكانيات المزمن .. وذهابه للبطولة في أعقاب المشاركة المخيبة للآمال لبعثة السودان التي شاركت في البطولة العربية التي أقيمت في دولة قطر مؤخراً ومن ضمنها منتخب كرة القدم الذي شارك معه لاعبون في المنتخب الحالي .. وكلنا يعلم ردة الفعل وعلى جميع المستويات وأقساها على اللاعبين تلك التي كانت من الجالية السودانية المقيمة في قطر أثناء قيام المعسكر الإعدادي بها وإذا وجدنا العذر لأفراد الجالية هناك والذين أهملوا المنتخب ولم يؤازروه أثناء تواجده بينهم وذلك نظراً لحالة الإحباط التي يعيشونها فيجب ألا ننسى الأثر النفسي الذي وقع على اللاعبين جراء ذلك .
لقد ذهب صقور الجديان لخوض غمار المنافسة الإفريقية الكبرى والشرسة وهم يقاسون الأمرين من تلك المعاناة السالفة الذكر وقد استشعروا المسؤولية فتولد لديهم العزيمة والإصرار فانعكس ذلك على الأداء داخل المستطيل الأخضر أداءً ونتيجة " فالهزيمة بهدف وحيد أمام منتخب ساحل العاج المرصع بالنجوم والمرشح بقوة للظفر بكأس البطولة تعتبر نصراً" .. وكذلك التعادل غير العادل أمام منتخب أنغولا يتعبر نصراً وذلك من واقع ضربة الجزاء المشكوك في صحتها" .. أما النصر المستحق على منتخب بوركينا فاسو فهو المفخرة وهو عرق الجبين وهو ساعة النصر التي منح فيها صقورنا بطاقة التأهل للصعود أعلى ضمن الثمانية الكبار في القارة السمراء .. ونحن الذين كان طموحنا إحسان التمثيل والظهور المشرف والخسائر بأقل عدد من الأهداف نظر لواقعنا وظروفنا .. فهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً يحسب لنا .
لقد نال منتخبنا الإشادة من الخبراء والمحللين غير السودانيين في القنوات الفضائية والصحف الأجنبية ومؤكد أن ذلك لم يكن مجاملة منهم على الأقل باعتبارهم محايدين .. فالتهنئة لصقور الجديان بتلك الإشادات "الأجنبية" إن صح التعبير.
ونحن من جانبنا يجب علينا أن نهنئ وأن نفخر وأن نشد من الأزر حتى يتحقق النصر .. وبقدر ما كنا ننتقد يجب علينا أن نشيد وأن نعرض بالإحسان وننوه به .. وفي هذا المقام يجب علينا أن نعترف وبكل شجاعة أن المدرب محمد عبد الله مازدا قد أحسن وهو الذي انتقدناه كثيرا وطالبنا بتغييره ويشهد الله أن ذلك لم يكن لغرض شخصي لأننا لانعرف الرجل إلا في حقل العمل العام .. لقد تخلص مازدا من عقدة الموازنات وهلال مريخ فاعتمد على اللاعب الجاهز والأصلح وهذا هو الصحيح لأن الإنجاز سيحسب لمازدا كمدرب ولن ينفعه ناديا الهلال والمريخ إذا جاملهما .
التحية والتقدير لصقور الجديان الذين أدوا فأحسنوا وساعدوا مدربهم بالانضباط التكتيكي والتخلي عن الكثير من عيوبهم ولا أقول كلها والباقي سنتعرض له لاحقاً .. وكذلك التحية للجهاز الفني "مازدا ومبارك سليمان وإسماعيل عطا المنان".
nafafeer@yahoo.com
غياب قسري فرضته ظروف المرض فاعتل الجسد وغاب القلم لعجزه عن الكتابة ولكن القلب كان حاضراً مع صقور الجديان في غينيا الاستوائية والجابون وكذلك لساننا الذي ظل يلهج بالدعاء وهذا ما نملكه ويجب علينا أن نقدمه من أجل الوطن الذي نتمنى له الرفعة والتقدم في كل المجالات .. الحمد لله على توفيقه أن منّ علينا بانتصار منتخبنا وتأهله للدور الثاني في بطولة " الكان" الأمم الإفريقية .. وما أجمله من انتصار وما أحلاه وهو يولد من رحم معاناة قاساها منتخبنا في الإعداد المتأخر والمتعثر وشح الإمكانيات المزمن .. وذهابه للبطولة في أعقاب المشاركة المخيبة للآمال لبعثة السودان التي شاركت في البطولة العربية التي أقيمت في دولة قطر مؤخراً ومن ضمنها منتخب كرة القدم الذي شارك معه لاعبون في المنتخب الحالي .. وكلنا يعلم ردة الفعل وعلى جميع المستويات وأقساها على اللاعبين تلك التي كانت من الجالية السودانية المقيمة في قطر أثناء قيام المعسكر الإعدادي بها وإذا وجدنا العذر لأفراد الجالية هناك والذين أهملوا المنتخب ولم يؤازروه أثناء تواجده بينهم وذلك نظراً لحالة الإحباط التي يعيشونها فيجب ألا ننسى الأثر النفسي الذي وقع على اللاعبين جراء ذلك .
لقد ذهب صقور الجديان لخوض غمار المنافسة الإفريقية الكبرى والشرسة وهم يقاسون الأمرين من تلك المعاناة السالفة الذكر وقد استشعروا المسؤولية فتولد لديهم العزيمة والإصرار فانعكس ذلك على الأداء داخل المستطيل الأخضر أداءً ونتيجة " فالهزيمة بهدف وحيد أمام منتخب ساحل العاج المرصع بالنجوم والمرشح بقوة للظفر بكأس البطولة تعتبر نصراً" .. وكذلك التعادل غير العادل أمام منتخب أنغولا يتعبر نصراً وذلك من واقع ضربة الجزاء المشكوك في صحتها" .. أما النصر المستحق على منتخب بوركينا فاسو فهو المفخرة وهو عرق الجبين وهو ساعة النصر التي منح فيها صقورنا بطاقة التأهل للصعود أعلى ضمن الثمانية الكبار في القارة السمراء .. ونحن الذين كان طموحنا إحسان التمثيل والظهور المشرف والخسائر بأقل عدد من الأهداف نظر لواقعنا وظروفنا .. فهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً يحسب لنا .
لقد نال منتخبنا الإشادة من الخبراء والمحللين غير السودانيين في القنوات الفضائية والصحف الأجنبية ومؤكد أن ذلك لم يكن مجاملة منهم على الأقل باعتبارهم محايدين .. فالتهنئة لصقور الجديان بتلك الإشادات "الأجنبية" إن صح التعبير.
ونحن من جانبنا يجب علينا أن نهنئ وأن نفخر وأن نشد من الأزر حتى يتحقق النصر .. وبقدر ما كنا ننتقد يجب علينا أن نشيد وأن نعرض بالإحسان وننوه به .. وفي هذا المقام يجب علينا أن نعترف وبكل شجاعة أن المدرب محمد عبد الله مازدا قد أحسن وهو الذي انتقدناه كثيرا وطالبنا بتغييره ويشهد الله أن ذلك لم يكن لغرض شخصي لأننا لانعرف الرجل إلا في حقل العمل العام .. لقد تخلص مازدا من عقدة الموازنات وهلال مريخ فاعتمد على اللاعب الجاهز والأصلح وهذا هو الصحيح لأن الإنجاز سيحسب لمازدا كمدرب ولن ينفعه ناديا الهلال والمريخ إذا جاملهما .
التحية والتقدير لصقور الجديان الذين أدوا فأحسنوا وساعدوا مدربهم بالانضباط التكتيكي والتخلي عن الكثير من عيوبهم ولا أقول كلها والباقي سنتعرض له لاحقاً .. وكذلك التحية للجهاز الفني "مازدا ومبارك سليمان وإسماعيل عطا المنان".
nafafeer@yahoo.com
