رحل العندليب وسكت الكنار
مشهد مهيب لم تشهده البلاد منذ عهد طويل ذلك الذى شهدناه فى انتظار وصول جثمان الفنان زيدان ابراهيم بغرض ألقاء النظرة الاخيرة وكان المشهد الاكبر فى العباسية بامدرمان وباتحاد الفنانين و بمقابر الحاج يوسف التى ورى ثراها جثمان المبدع زيدان فنان كل الازمان .. زيدان لم يكن فنانا عاديا مر على تاريخ الاغنية السودانية بل كان رمزا للتجديد ورمزا للوفاء ورمزا للشجن ورمزا للفن الراقى ورمزا للعطاء ورمزا لكل ما هو جميل .. علم الناس المحبة من خلال كنوز محبة وعلمهم الريدة من باب الريدة وعلمهم كيف يشتاقون وكيف يتعاملون مع تلك الليلة فى الليلة ديك , علمهم كيف يحزنزون وكيف يفرحون , كانت كل اغنياته ذات مضمون وفحوى , عبقها بالصوت الشجى الجميل والموهبة الالهية التى لون بها سماوات السودان عبر خمسة قرون مضت , لذلك ظل زيدان فنان السودان الاول يسمعه الشيب ويطرب له الشباب .. زيدان لون كل الشعب السودانى بلونه الجميل بما له من قدره على ذلك وبصوته الرائع وادائه الرصين وكلماته المنتقاة والحانه الجميلة .. رحل زيدان وترك رصيدا كبيرا من الفن يستكيع ان يتعلم منه الشباب لسنوات طويلة قادمة وليتهم .. زيدان كان فنانا ذو قيمة كبيرة فلم يكن يكن جشعا فى تعامله بل على العكس من ذلك كان يؤمن بان الفن رسالة وان الفنان يجب ان ينثر روائعه وفنه دون مقابل وان رسالة الفنان اهم من كنوز الدنيا وكنوز المحبة هى الاهم وهى الابقى .. لحظات وداع زيدان اكدت صدقه وعطاءه واخلاصخ لفنه ولأهله .. زيدان هو من وحد السودان قبل كل من حاول باغنياته فغنى لشعراء الشرق والغرب واطرب ابناء الجنوب ورقص معه اهل الشمال زيدان وحد اللغة باعغنياته الرائعة ووحد القلوب بادائه المتميز وتلك هى راسلة الفن والفنانين .. رحل زيدان و وجف القاش وحار الفراش وانسد باب الريدة الذى فتحه من سنين .. الا رحم الله زيادن ابراهيم بقدر ما قدم لهذا الشعب الطيب الابى . زيدان سيبقى فى الوجدان لأنه ترك ارثا كبيرا من الاعمال الجميلة التى ستخلد ذكراه ..

+++ التحية للأخوة فى تجمع الفنانين والموسيقيين بالرياض على مبادرتهم ووفائهم لأهل العطاء بتقبل العزاء فى وفقيد الوطن زيدان ابراهيم طيب الله ثراه , والعتبى على الفنان الكبير صاحب العمامة الكبيرة الذى لم يشارك فى هذا العزاء رغم تواجده بالرياض وعلمه التام بوقت ومكان العزاء .. نتمنى ان يكون المانع خير .

naji84@ruh.kanoosa.com