• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1160
اماسا
زووم
دوري المحترفين.. الأمر الواقع..(4)..!
في ثلاث حلقات ماضيات تحدثنا عن مقومات الأندية السودانية قبل الإنتقال إلى دوري المحترفين في موسم 2012 -2013، وما هو موقف إتحاد كرة القدم وماذا أعد لهذه المرحلة المفصلية من عمر الكرة السودانية، ولكن من ردود الأفعال التي أعقبت ما تناولت في الحلقات الأولى توصلت إلى أن الغالبية تتهيب التجربة وتتخوف أن تتسبب في إخراج الاندية السودانية من مضمار السباق في المنافسات الخارجية نسبة لجهل الغالبية العظمى بمعنى أن يكون النادي محترفاً، وما هو الفرق بين النادي المحترف والهاوي.. لذلك كتبنا في اتجاه تبسيط الفكرة وإيصال معلومة في غاية الاهمية بأن العمل في إطار الفكر الإحترافي ممتع من حيث الوضوح الذي يلتزم به الجميع، ومن حيث أن الادوار موزعة بعناية فائقة بين كل الشركاء في العملية الرياضية، والإعتراف بشكل أساسي بمبدأ تحديد التخصصات والإلتزام بها، وهذا غير ما يحدث في نظام الهواية الذي يغلب عليه فكر النفير كما يعرف عندنا كسودانيين، وفيه يحدث تداخل مخل في الإختصاصات، وتضارب ضار في أدوار العاملين في الحقل الإداري مما يخلق أجواءً من الصراعات والصدامات وفي نهاية المطاف نفور الناس والكوادر من الأندية لتسير فيما بعد نحو إضمحلال واضح.
الأندية السودانية وبما فيها المريخ والهلال وبعض الاندية الصاعدة في الدوري الممتاز بحاجة إلى الإعتراف بضرورة الإنتقال من هذا الوضع إلى التقليدي إلى ما هو مقترح كمرحلة من مراحل التطور، وثورة يجب الإنخراط فيها قبل أن يجرفها طوفان التغيير، وليس هنالك ما هو مخيف من حيث الإمكانيات والقدرات وما يمكن إنفاقه وصرفه من أموال في ظل الإحتراف ربما يقل بكثير عن الأموال الطائلة التي تنفقها الأندية الآن، وربما زادت أيضاً، ولكن يجب عدم إهمال الجانب الأهم من هذه وتلك.. وهو أن الإنفاق في ظل نظم وسياسات إحتراففية يختلف عن الإنفاق في نظام الهواية والفارق الاهم يكمن في أنه في الوضع الإحترافي يحسب الإنفاق بشكل أدق يستصحب معه الجدوى والعائدات، بينما يتم الصرف عشوائياً في نظام الهواية.. والدليل على ذلك أن المريخ والهلال قد أنفقا في السنوات الأخيرة أكثر من خمسين مليوناً من الدولارات، ولكن لا أحد يستطيع الجزم بعائدات جناها الناديين من ذلك الإنفاق، كما أن أحداً منهم لم يضع الأرقام على ميزان إقتصادي ليحدد الفروقات في ميزان المدخلات والمخرجات، في الوقت الذي نتابع فيه من السودان ما يحدث في أندية كبيرة مثل مانشيستر وريال مدريد وبرشلونه وميلان وغيرها من الأندية التي تحسب أرباحها وتعلن الأرقام لمريديها في نهاية كل موسم، وطالما أننا إخترنا أن تكون أنديتنا كبيرة، او على الأقل تنافس وتتسابق من أجل أن تكون كذلك فلابد لها ان (تقلد) تلك الأندية على الأقل، فالتقليد كما هو معروف هو الخطوة الاولى في التعلم في أي مجال، ومن المخجل أن ندعي العالمية لأنديتنا وهي في الواقع تسبح في بحر متلاطم من الفوضى والعشوائية، وإداراتها تستكثر عليها الإنتقال بها إلى حيث تكون كبيرة حقاً بأنظمتها.
لذلك نختتم حلقاتنا بالدعوة إلى إدارة حلقات من الحوار بين كل الأطراف المعنية بالأمر، وعلى رأسها إتحاد كرة القدم السوداني، وهو المعني بجانب تأهيل الموظفين الذين هم بصدد العمل في الأندية المحترفة كموظفين متفرغين، لأن بعضاً من أنديتنا لم تخض هذه التجربة من قبل، كما أن هنالك فروق كبيرة جداً بين موظف متفرغ في مؤسسة رياضية وآخر يعمل في أي مجال آخر غير الرياضي على الأقل من ناحية أن هذه ترتبط بمجموعة من اللوائح والنظم والأعراف التي يجب معرفتها تجاوزاً للأخطاء، كما أن هنالك صيغ إجرائية في حالة البعثات والمخاطبات الخارجية مع المؤسسات والهيئات الرياضية الأخرى.. والاهم في الأمر أن العمل في الهيئات الرياضية يتم بإيقاع أرسع منه في المؤسسات الأخرى.. أما الأطراف الأخرى من حلقات الحوار المقترحة فهي الأندية وقدامى الإداريين فيها والإتحادات المحلية الكبيرة والصغيرة معاً بإعتبار أن النقلة الآن تبدأ في نطاق محدود، ولكنها في المستقبل ستكون بمثابة منهج يعمم على كل الأندية في السودان، أو على الأقل ستشمل المائتي نادٍ على امتداد الوطن الكبير بعد اتجاه برز في وزارة الشباب والرياضة بتذويب كل الأندية البالغ عددها زهاء الثمانية ألف نادٍ لتكون في حدود مائتي نادٍ فقط وهو مايتطلب الحيظة والحذر من طوفان قادم لا محالة.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019