• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
ياسر احمد مختار

مانشيت

ياسر احمد مختار

 6  0  2428
ياسر احمد مختار
اعتداء مرفوض وسلوك همجي

واحدة من اكبر الاخطاء التي ارتكبتها حكومة الانقاذ خلال العشرين سنة الماضية سماحها لبعض كوادرها بالعمل على اضعاف الاحزاب الطائفية التي كانت قائمة ظنا "وهو ظن خاطئ في اعتقادي" ان اضعافها سيمكنهم من الهيمنة على الدولة بشكل اكبر .
ظل هذا الفهم سائدا طيلة العشر سنين الاولى من عمر الدولة السودانية الحديثة فكان انعكاس ذلك ان انشغل السودانيين الذين عرف عنهم ولههم بالسياسة وكل ما يلف لفها باشياء اخرى تعوضهم الفراغ الذي حصل خاصة بين اولئك الذين رفضوا الانتماء للمؤتمر الوطني .
ولما كان المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد الحاكم والمتسيد للساحة بحكم الاغلبية خاصة في ظل الانجازات الكثيرة التي ظل يقدمها سواء كانت في مجال البنية التحتية او تحقيق السلام او غيرها من الانجازات كان لابد للمواطن السوداني من شيء يدير حوله نقاشاته فظهرت الجهوية والقبلية في اسواء صورها واصبح الافتخار بالقبيلة هو الثقافة السائدة بين السودانيين بطريقة احس معها بعض المثقفين بالخطر ونبهو لذلك في وقت مبكر جدا .
الصراع القبلي والتفاخر بالانساب وحده لم يشبع غريزة بعض السودانيين خاصة بعد محاولات الحكومة لملمة امر الجهوية وتحريمه في بعض الاحيان .. فكان ان ظهرت العصبية الرياضية بطريقة لم يشهد لها الوسط الرياضي مثيلا منذ ان تاسس الناديين الكبيرين فاصبح البعض يصور هلال مريخ بالقطبين الكبيرين في ثمانينيات القرن الماضي "امريكا والاتحاد السوفيتي" او هكذا كان الامر لكثير من عشاق الرياضة .
وما ساعد في ذلك الامر بعض الوسائط الاعلامية التي درجت لتكريس هذه العصبية المقيتة بطريقة صورت معها لبسطاء المشجعين ان الذي يخالف ملاكها او المهيمنين عليها في الانتماء الرياضي هو من ملة اخرى غير الملة الاسلامية التي ينتمون اليها هم وهو امر اصبحت المجاهرة به من دوافع زيادة التوزيع بالنسبة لبعضها .
وبدا واضحا ان الذين يروجون لمثل هذه الامور يستهدفون الربح المادي بالدرجة الاولى لذلك لم نرى لهم هما او تحمل مسئولية في الصراعات التي تحدث بين المشجعين والتي وصلت في احايين كثيرة لمخافر الشرطة وهو الامر الذي تبعه شرخ كبير في المجتمع السوداني عجز عن لملمة اطرافه كبار الحكماء .
عصبية هلال مريخ اصبحت مهدد امني شانه شأن كل المهددات التي تحيط ببلادنا احاطة السوار بالمعصم وان لم نضطلع جميعنا بدوره كل فيما يليه ستحل الكارثة لا محالة .
لا اريد ان ابدو متشائما اكثر من اللازم لكنه واقع معاش لدرجة اصبح معها اطفال مدارس الاساس يتعاركون بسبب هلال مريخ .
صحيح ان الممارسات التي تبدو عليها الصحافة الرياضية حاليا لعبت دورا كبيرا في الحال الذي وصلنا اليه الان لكن وصول بعض المشجعين لكراسي مجالس ادارات الاندية هي القشة التي قصمت ظهر البعير بل شخصيا احملهم المسئولية الاكبر في الذي يحدث الان اذا لا يعقل ان يتحدث اداري يفترض ان يتصف بالكياسة والفطنة والاتزان بلغة المشجع ويجد من وسائل الاعلام كل الترحيب لنشر غثاءه التحريضي على الملأ .
ثم ماذا يمكن ان يفعل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ويعالج في داء استشرى ووصل حتى داخل البيوت الصغيرة بل متى ستتحرك الدولة خاصة وان السيل قد بلغ الذبى .
وكيف لعاقل ان يتصور ان كل الارث التاريخي الكبير الذي سطرته الاجيال السابقة يمكن ان يتلاشى في لحظة بسبب اداري متهور او كاتب عمود غير مدرك لما يخطه يراعه وما يمكن ان يحدثه في صبية صغار يمكن ان يفعلوا كل شيء في سبيل الكيان الذي يعشقونه .

مانشيت اول
اكتب هذا الحديث وانا اطالع بكل اسف ما تم نشره عبر هذه الصحيفة من اعتداء بغيض وغاشم من قبل مجموعة من مشجعي الهلال على دار صحفية الزعيم ، والمؤسف حقا ان الذين اعتدوا كانوا قد بادروا وسلكوا مسلكا حضاريا في بداية خطوتهم وذلك بتقديم مذكرة للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات لاعادة حقوق مهضومة حسب مطلبهم لكنهم في لحظة طيش اضاعوا كل مطالبهم التي كانت من الممكن ان تكون اساس لمطالب عادلة في المستقبل القريب .
الاعتداء على مباني صحيفة الزعيم من قبل جماهير الهلال امر مرفوض بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لانه وببساطة شديدة يمثل فتحا لابواب يحاول الكثيرون مدراتها بطرق مختلفة ولا نستبعد ابدا ان تقوم فئة مماثلة من جماهير المريخ بالاعتداء على احدى الصحف الهلالية طالما ان الامور اصبحت تؤخذ هكذا ، وبعدها سيعلم الذين عملوا على تحريض هذه الفئة أي منقلب سينقلبون .

مانشيت اخير
ثلاثة حلول ساطرحها هنا علها تجد التداول عند بعض صناع القرار واتمنى تكون بداية لطرح اكبر من بعض الزملاء المدركين لخطورة هذه المسالة حتى نحاول جميعا التغلب على الجهوية الرياضية التي بدأت تجتاح وسطنا الرياضي في الفترة الاخيرة .
اول هذه الحلول هو عدم السماح للفاقد التربوي وغير المؤهلين من تولي مناصب تنفيذية في الاندية .
وثانيها اعادة الصحافة الرياضية لجادة الطريق بعد ان اصبحت في مجملها صحافة رأي واثرت مباشرة على الذوق العام للقارئ الذي اصبح يشتري الجريدة وفقا للكاتب الذي يكتب فيها وهنالك من بين الفنون الصحفية ما هو اهم بمراحل من الراي والمتابع البسيط يدرك ان ما يحققه التحقيق والحوار وما يعالجانه من قضايا لن يستطيع الرأي مهما علا ان يسهم فيه علما بان ليس كل كاتب رأي هو صحفي .
الامر الثالث والاهم هو ان يكون هناك تشريع واضح وصريح من الدولة للحفاظ على النسيج الاجتماعي الرياضي من هكذا ممارسات .
مقترحات بسيطة ربما تكون بداية لعمل ممنهج وممرحل نخرج به من النفق الضيق الذي نحن فيه الان .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر احمد مختار
 6  0
التعليقات ( 6 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    الشريف ابوكساوي 08-24-2011 03:0
    ليس قريب على صحفى ودارس ومدرك وصاحب منحا فكرى رصين ان نعمل نحن الدهماء ونقتدى بة وباثرةواقول وانا مسؤل عن ما اقول اخى ياسر كلامك دا كلام اطروحة اكادمية ونحن الدهماء والاقزام نتبع منهجكم لذلك نحن ومانملك من وراء هذة الحكمة والنصيحة الصادقة للامام اخى ياسر ونحن جند نحمل العتاد لرجال امثالكم وانا جد معجب بالطرح واخترح محاضرة ومتبرع بها لكم حتى نعضض هذا الموضوع الرائع والسلام
  • #2
    bader 08-23-2011 12:0
    اذيد فى حلولك ان توقف جميع الصحف الرياضية وتكتفى بصحف الاندية والسياسية
  • #3
    عوض 08-22-2011 05:0
    يا حليلو ابو عاج الله يرحمه لو كان موجود كان فرتق ليكم الصحف ابلنتشرو فيها البذات بتاعتكم دى...........كوره ما عندكم بس طولة لسان وقلة ادب حال كل السودانيين حتى فى السياسة كلو محصل بعضو
  • #4
    د.الشريف 08-22-2011 12:0
    الشمولية بيئة صالحة لآزدهار الجهوية و العنصرية و التعصب القبلى البغيض ...اكثر من عشرين عاما هى عمر الآنقاذ الشمولى تحول فيها الصراع من سياسى اقتصادى الى صراع قبلى و طائفى و دينى ترتب عليه خراب وفساد اجتماعى هائل ... على الرغم من الرهق المالى الذى تكبده الشعب السودانى والتضحيات الجسام الا ان ما قدمته الآنقاذ طيلة حكمها الشمولى لا يرقى الى مستوى الآنجاز بل هو تطور طبيعى حدث حتى فى دول تعانى التمزق مثل الصومال ... اقسى ما تمخض عن شمولية الآنقاذ هذا الفساد الآجتماعى الضارب فى كل مناحى الحياة ... ما تتناوله الصحافة الرياضية هو نتاج طبيعى لشمولية الآنقاذ ... سب وتجريح علنى ... شراء ذمم لبلوغ القمم ... اعمدة ومقالات الدفع المقدم ... الدلقان صاحب الشريان ... سمسرة و شمشرة ... لا فرق بين لغة رئيس و خفير النادى ... و ما خفى اعظم ... كفر ووتر تتحمل جزءا من هذا الوزر بأفساحها المجال لنشر مقالات لا تستحق سوى القذف بها فى برميل الزبالة ... ما طرحته من حلول لن يجد طريقه فى ظل شمولية الآنقاذ !!!!
       الرد على زائر
    • 4 - 1
      الخواجة 08-23-2011 07:0
      تحية طيبة يا دكتور لكم كنت اتمنى ان تكتب بهذا المستوى منذ فترة طويلة لان اغلب المدونون يشتقون كتاباتهم من مقالاتكم وكل ما كانت المقالات ميالة للموضوعية انصب ذللك فى مصلحة الكل وفى كل المجالات نامل فى المزيد من الموضوعية مع شكرى وتقديرى
  • #5
    حسن حلفا 08-22-2011 11:0
    يا ىاسر مختار لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم ؟ لماذا لا تتوقفوا فى كفر ووتر عن نشر المقالات المشاتره ؟ الاجابه والله اعلم ظنا منكم ان المناكفه تجذب القرا/
  • #6
    عطباوى 08-22-2011 11:0
    كلام كبير لا يصدر الا من شخص كبير يا ليت كل صحفىُ السودان مثلك
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019