اعتداء مرفوض وسلوك همجي
واحدة من اكبر الاخطاء التي ارتكبتها حكومة الانقاذ خلال العشرين سنة الماضية سماحها لبعض كوادرها بالعمل على اضعاف الاحزاب الطائفية التي كانت قائمة ظنا "وهو ظن خاطئ في اعتقادي" ان اضعافها سيمكنهم من الهيمنة على الدولة بشكل اكبر .
ظل هذا الفهم سائدا طيلة العشر سنين الاولى من عمر الدولة السودانية الحديثة فكان انعكاس ذلك ان انشغل السودانيين الذين عرف عنهم ولههم بالسياسة وكل ما يلف لفها باشياء اخرى تعوضهم الفراغ الذي حصل خاصة بين اولئك الذين رفضوا الانتماء للمؤتمر الوطني .
ولما كان المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد الحاكم والمتسيد للساحة بحكم الاغلبية خاصة في ظل الانجازات الكثيرة التي ظل يقدمها سواء كانت في مجال البنية التحتية او تحقيق السلام او غيرها من الانجازات كان لابد للمواطن السوداني من شيء يدير حوله نقاشاته فظهرت الجهوية والقبلية في اسواء صورها واصبح الافتخار بالقبيلة هو الثقافة السائدة بين السودانيين بطريقة احس معها بعض المثقفين بالخطر ونبهو لذلك في وقت مبكر جدا .
الصراع القبلي والتفاخر بالانساب وحده لم يشبع غريزة بعض السودانيين خاصة بعد محاولات الحكومة لملمة امر الجهوية وتحريمه في بعض الاحيان .. فكان ان ظهرت العصبية الرياضية بطريقة لم يشهد لها الوسط الرياضي مثيلا منذ ان تاسس الناديين الكبيرين فاصبح البعض يصور هلال مريخ بالقطبين الكبيرين في ثمانينيات القرن الماضي "امريكا والاتحاد السوفيتي" او هكذا كان الامر لكثير من عشاق الرياضة .
وما ساعد في ذلك الامر بعض الوسائط الاعلامية التي درجت لتكريس هذه العصبية المقيتة بطريقة صورت معها لبسطاء المشجعين ان الذي يخالف ملاكها او المهيمنين عليها في الانتماء الرياضي هو من ملة اخرى غير الملة الاسلامية التي ينتمون اليها هم وهو امر اصبحت المجاهرة به من دوافع زيادة التوزيع بالنسبة لبعضها .
وبدا واضحا ان الذين يروجون لمثل هذه الامور يستهدفون الربح المادي بالدرجة الاولى لذلك لم نرى لهم هما او تحمل مسئولية في الصراعات التي تحدث بين المشجعين والتي وصلت في احايين كثيرة لمخافر الشرطة وهو الامر الذي تبعه شرخ كبير في المجتمع السوداني عجز عن لملمة اطرافه كبار الحكماء .
عصبية هلال مريخ اصبحت مهدد امني شانه شأن كل المهددات التي تحيط ببلادنا احاطة السوار بالمعصم وان لم نضطلع جميعنا بدوره كل فيما يليه ستحل الكارثة لا محالة .
لا اريد ان ابدو متشائما اكثر من اللازم لكنه واقع معاش لدرجة اصبح معها اطفال مدارس الاساس يتعاركون بسبب هلال مريخ .
صحيح ان الممارسات التي تبدو عليها الصحافة الرياضية حاليا لعبت دورا كبيرا في الحال الذي وصلنا اليه الان لكن وصول بعض المشجعين لكراسي مجالس ادارات الاندية هي القشة التي قصمت ظهر البعير بل شخصيا احملهم المسئولية الاكبر في الذي يحدث الان اذا لا يعقل ان يتحدث اداري يفترض ان يتصف بالكياسة والفطنة والاتزان بلغة المشجع ويجد من وسائل الاعلام كل الترحيب لنشر غثاءه التحريضي على الملأ .
ثم ماذا يمكن ان يفعل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ويعالج في داء استشرى ووصل حتى داخل البيوت الصغيرة بل متى ستتحرك الدولة خاصة وان السيل قد بلغ الذبى .
وكيف لعاقل ان يتصور ان كل الارث التاريخي الكبير الذي سطرته الاجيال السابقة يمكن ان يتلاشى في لحظة بسبب اداري متهور او كاتب عمود غير مدرك لما يخطه يراعه وما يمكن ان يحدثه في صبية صغار يمكن ان يفعلوا كل شيء في سبيل الكيان الذي يعشقونه .
الاعتداء على مباني صحيفة الزعيم من قبل جماهير الهلال امر مرفوض بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لانه وببساطة شديدة يمثل فتحا لابواب يحاول الكثيرون مدراتها بطرق مختلفة ولا نستبعد ابدا ان تقوم فئة مماثلة من جماهير المريخ بالاعتداء على احدى الصحف الهلالية طالما ان الامور اصبحت تؤخذ هكذا ، وبعدها سيعلم الذين عملوا على تحريض هذه الفئة أي منقلب سينقلبون .
اول هذه الحلول هو عدم السماح للفاقد التربوي وغير المؤهلين من تولي مناصب تنفيذية في الاندية .
وثانيها اعادة الصحافة الرياضية لجادة الطريق بعد ان اصبحت في مجملها صحافة رأي واثرت مباشرة على الذوق العام للقارئ الذي اصبح يشتري الجريدة وفقا للكاتب الذي يكتب فيها وهنالك من بين الفنون الصحفية ما هو اهم بمراحل من الراي والمتابع البسيط يدرك ان ما يحققه التحقيق والحوار وما يعالجانه من قضايا لن يستطيع الرأي مهما علا ان يسهم فيه علما بان ليس كل كاتب رأي هو صحفي .
الامر الثالث والاهم هو ان يكون هناك تشريع واضح وصريح من الدولة للحفاظ على النسيج الاجتماعي الرياضي من هكذا ممارسات .
مقترحات بسيطة ربما تكون بداية لعمل ممنهج وممرحل نخرج به من النفق الضيق الذي نحن فيه الان .
واحدة من اكبر الاخطاء التي ارتكبتها حكومة الانقاذ خلال العشرين سنة الماضية سماحها لبعض كوادرها بالعمل على اضعاف الاحزاب الطائفية التي كانت قائمة ظنا "وهو ظن خاطئ في اعتقادي" ان اضعافها سيمكنهم من الهيمنة على الدولة بشكل اكبر .
ظل هذا الفهم سائدا طيلة العشر سنين الاولى من عمر الدولة السودانية الحديثة فكان انعكاس ذلك ان انشغل السودانيين الذين عرف عنهم ولههم بالسياسة وكل ما يلف لفها باشياء اخرى تعوضهم الفراغ الذي حصل خاصة بين اولئك الذين رفضوا الانتماء للمؤتمر الوطني .
ولما كان المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد الحاكم والمتسيد للساحة بحكم الاغلبية خاصة في ظل الانجازات الكثيرة التي ظل يقدمها سواء كانت في مجال البنية التحتية او تحقيق السلام او غيرها من الانجازات كان لابد للمواطن السوداني من شيء يدير حوله نقاشاته فظهرت الجهوية والقبلية في اسواء صورها واصبح الافتخار بالقبيلة هو الثقافة السائدة بين السودانيين بطريقة احس معها بعض المثقفين بالخطر ونبهو لذلك في وقت مبكر جدا .
الصراع القبلي والتفاخر بالانساب وحده لم يشبع غريزة بعض السودانيين خاصة بعد محاولات الحكومة لملمة امر الجهوية وتحريمه في بعض الاحيان .. فكان ان ظهرت العصبية الرياضية بطريقة لم يشهد لها الوسط الرياضي مثيلا منذ ان تاسس الناديين الكبيرين فاصبح البعض يصور هلال مريخ بالقطبين الكبيرين في ثمانينيات القرن الماضي "امريكا والاتحاد السوفيتي" او هكذا كان الامر لكثير من عشاق الرياضة .
وما ساعد في ذلك الامر بعض الوسائط الاعلامية التي درجت لتكريس هذه العصبية المقيتة بطريقة صورت معها لبسطاء المشجعين ان الذي يخالف ملاكها او المهيمنين عليها في الانتماء الرياضي هو من ملة اخرى غير الملة الاسلامية التي ينتمون اليها هم وهو امر اصبحت المجاهرة به من دوافع زيادة التوزيع بالنسبة لبعضها .
وبدا واضحا ان الذين يروجون لمثل هذه الامور يستهدفون الربح المادي بالدرجة الاولى لذلك لم نرى لهم هما او تحمل مسئولية في الصراعات التي تحدث بين المشجعين والتي وصلت في احايين كثيرة لمخافر الشرطة وهو الامر الذي تبعه شرخ كبير في المجتمع السوداني عجز عن لملمة اطرافه كبار الحكماء .
عصبية هلال مريخ اصبحت مهدد امني شانه شأن كل المهددات التي تحيط ببلادنا احاطة السوار بالمعصم وان لم نضطلع جميعنا بدوره كل فيما يليه ستحل الكارثة لا محالة .
لا اريد ان ابدو متشائما اكثر من اللازم لكنه واقع معاش لدرجة اصبح معها اطفال مدارس الاساس يتعاركون بسبب هلال مريخ .
صحيح ان الممارسات التي تبدو عليها الصحافة الرياضية حاليا لعبت دورا كبيرا في الحال الذي وصلنا اليه الان لكن وصول بعض المشجعين لكراسي مجالس ادارات الاندية هي القشة التي قصمت ظهر البعير بل شخصيا احملهم المسئولية الاكبر في الذي يحدث الان اذا لا يعقل ان يتحدث اداري يفترض ان يتصف بالكياسة والفطنة والاتزان بلغة المشجع ويجد من وسائل الاعلام كل الترحيب لنشر غثاءه التحريضي على الملأ .
ثم ماذا يمكن ان يفعل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ويعالج في داء استشرى ووصل حتى داخل البيوت الصغيرة بل متى ستتحرك الدولة خاصة وان السيل قد بلغ الذبى .
وكيف لعاقل ان يتصور ان كل الارث التاريخي الكبير الذي سطرته الاجيال السابقة يمكن ان يتلاشى في لحظة بسبب اداري متهور او كاتب عمود غير مدرك لما يخطه يراعه وما يمكن ان يحدثه في صبية صغار يمكن ان يفعلوا كل شيء في سبيل الكيان الذي يعشقونه .
مانشيت اول
اكتب هذا الحديث وانا اطالع بكل اسف ما تم نشره عبر هذه الصحيفة من اعتداء بغيض وغاشم من قبل مجموعة من مشجعي الهلال على دار صحفية الزعيم ، والمؤسف حقا ان الذين اعتدوا كانوا قد بادروا وسلكوا مسلكا حضاريا في بداية خطوتهم وذلك بتقديم مذكرة للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات لاعادة حقوق مهضومة حسب مطلبهم لكنهم في لحظة طيش اضاعوا كل مطالبهم التي كانت من الممكن ان تكون اساس لمطالب عادلة في المستقبل القريب .الاعتداء على مباني صحيفة الزعيم من قبل جماهير الهلال امر مرفوض بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لانه وببساطة شديدة يمثل فتحا لابواب يحاول الكثيرون مدراتها بطرق مختلفة ولا نستبعد ابدا ان تقوم فئة مماثلة من جماهير المريخ بالاعتداء على احدى الصحف الهلالية طالما ان الامور اصبحت تؤخذ هكذا ، وبعدها سيعلم الذين عملوا على تحريض هذه الفئة أي منقلب سينقلبون .
مانشيت اخير
ثلاثة حلول ساطرحها هنا علها تجد التداول عند بعض صناع القرار واتمنى تكون بداية لطرح اكبر من بعض الزملاء المدركين لخطورة هذه المسالة حتى نحاول جميعا التغلب على الجهوية الرياضية التي بدأت تجتاح وسطنا الرياضي في الفترة الاخيرة .اول هذه الحلول هو عدم السماح للفاقد التربوي وغير المؤهلين من تولي مناصب تنفيذية في الاندية .
وثانيها اعادة الصحافة الرياضية لجادة الطريق بعد ان اصبحت في مجملها صحافة رأي واثرت مباشرة على الذوق العام للقارئ الذي اصبح يشتري الجريدة وفقا للكاتب الذي يكتب فيها وهنالك من بين الفنون الصحفية ما هو اهم بمراحل من الراي والمتابع البسيط يدرك ان ما يحققه التحقيق والحوار وما يعالجانه من قضايا لن يستطيع الرأي مهما علا ان يسهم فيه علما بان ليس كل كاتب رأي هو صحفي .
الامر الثالث والاهم هو ان يكون هناك تشريع واضح وصريح من الدولة للحفاظ على النسيج الاجتماعي الرياضي من هكذا ممارسات .
مقترحات بسيطة ربما تكون بداية لعمل ممنهج وممرحل نخرج به من النفق الضيق الذي نحن فيه الان .