زووم
بله جابر وموسى الزومه.. لا سبيل لنسخ مطورة..!
برغم أنني لا أعرف نجم المريخ بله جابر معرفة عميقة.. إلا أنني لم أتردد في رفض التصريح الذي نقل على لسانه، ذلك الحديث الضجة الذي وردت فيه عبارة (البوفيه المفتوح).. فهذا اللاعب الموهوب لم يجد ما يستحق من إحتفاء من أنصار فريقه، ربما بسبب أجواء إنعدام الثقة في هذا النادي خلال السنوات التي شهدت عمليات الإحلال والإبدال العشوائية، حيث لم يعد هنالك لاعب يطمئن إلى أن مجهوده وغيرته وقدراته ستكون كافية لإبقاءه على قائمة اللاعبين في الموسم التالي، وربما تقلبت الأمور بين ليلة وضحاها ليكون الأفضل مرشح للشطب أو الإعارة بينما يبقى الأقل عطاء في الكشوفات، لذلك لم يحتل بله جابر أو أي لاعب آخر من نجوم المريخ الحاليين مرتبة يمكن مقارنتها بتلك التي حظي بها أقرانهم من نجوم الهلال المدللين من جماهيرهم حقيقة، مثل عمر بخيت وسيف مساوي وعلاء الدين يوسف.. والأخير لو كتب له الإستمرار في المريخ لكان الآن جزءً من أجواء إنعدام الثقة هذه ولكان أقل نجومية مما هو عليه في الهلال.. وقد استبعدت أن يكون ذلك الحديث قد صدر من بله جابر لأسباب كثيره أولها أنه إنسان بسيط للغايه ولا يملك في مخزونه تلك العبارات، والسبب الثاني أنني أعرف طريقة بعض الزملاء في فتل المعلومة وشتلها لتينع وتعلو رؤوس الشياطين منها لذلك قلت ومازلت أؤكد أنه لم يطلق ذلك الحديث.
أحياناً أجلس في مباريات المريخ وأفكر في طريقة تحول بيني وما يقول البعض من أنصار الفريق، وما يتفوهون به من شتائم في حق لاعبيهم، نعم.. في حق لاعبيهم وليس لاعبي النادي الآخر ومبدأ الشتيمة من أساسه غير مقبول، فأي لاعب في هذه الدنيا يمكن أن يؤدي بتوازن عصبي وتكامل وتوافق عضليين وهو يرى أنصار فريقه يشتمونه ويثبطون من همته ولا يدعمونه ويساندونه إلا وهو في القمة، فالثنائي بله جابر وموسى الزومه لم يأت بهما المريخ من جامعة الخرطوم، ولم يسألهما أحد عن مؤهلاتهما الأكاديمية والعقلية ودرجات ذكائهما بل تم ضمهم إلى الفريق بالحالة الراهنة كلاعبين (خام)، أي بتلك المستويات التي كانا يلعبان بها وهما في صفوف حي العرب بورتسودان والزومه الخرطومي، ولكن بسبب أن غالبية الأنصار لم يروهما مع فريقيهما قبل الإنتقال للمريخ فإنهم يطلبون منهما مستويات ربما تكون أكبر من قدراتهما الحقيقية وهو ما يدفعنا لأن ننادي بضبط المعايير والمطالب على معلومات تستقى من ثقاة نبني عليها انتقاداتنا، ولا يجوز لأحد من الزملاء أو الأنصار أن يصرخ في وجه موسى الزومه وبله جابر ليطالبهما بفعل شيء أكبر من قدراتهما.. كأن يقول لموسى ألعب بطريقة أبيدال مثلاً.. أو يابله جابر لماذا لا تلعب بنفس طريقة مايكون البرازيلي مثلاً؟
المريخ يوفر لأي لاعب مهما كان مستواه التطور والتدرج إلى الأفضل، وبوصفي أحد الذين تابعوا الزومه وبله جابر قبل انضمامهما للفريق ومن ثم بعد التوقيع مباشرة وحتى الآن يمكنني القول أنهما تطورا كثيراً، خاصة موسى الزومه الذي جاء من نادٍ صغير، ومن حي طرفي فقير للغايه، ومنذ أن انضم للمريخ في موسم 2006 كان من أكثر لاعبي الفريق انضباطاً والتزاماً في التدريبات، وكنا نعلق عليه عندما يحدد المدرب موعد التدريب في الخامسة عصراً مثلاً، فنجده قد وصل إلى الملعب في الرابعة، أي قبل اللاعبين الذين يقطنون بأم درمان وبرغم أنه يأتي من أقصى جنوب ولاية الخرطوم ومن منطقة الدخينات جنوب الكلاكلات بمحلية جبل الأولياء، لذلك لم أكن مندهشاً عندما احتل موقعه في تشكيلة المريخ سريعاً ووصل محطة المنتخبات الوطنية وأصبح بعد ذلك عنصراً لا غنى عنه، وقد تذكرت بهذه القصة لاعب منتخب البرازيل وأحد نجومه في كأس العالم 2002 بكوريا واليابان واسمه (سيزار سامبايو).. فقد كان لاعباً فوجيء الشعب البرازيلي بضمه للمنتخب وهو يلعب بالدوري الياباني، وبالكاد يأتي ترتيبه ضمن المائة الثانية في قائمة اللاعبين البرازيليين الكبار والمحترفين والموهوبين، وعندما تألق في تلك البطولة وأسهم بقدر وافر في حصول السامبا على اللقب بدأ الناس يتحدثون عن ذكاء المدرب في اختيار هذا اللاعب، وكيف أنه أفضل لاعب تكتيكي في العالم، ووصفوا المدرب زاجالو وقتها بكلمات ترقى لعبارات وصف الحبيب لمحبوبته بما فيها من مبالغات لأنه أتى بلاعب من الظل ودفع به ليكون الأفضل في اكتشاف فريد، وهذا الثنائي الذي أتحدث عنه ظل في كثير من الأحيان موضوع سخرية وتندر في منتديات المريخ وأعمدة كتاب النادي في دور سالب للإعلام الأحمر لأن ما كتبه انتقل إلى المدرجات والمنتديات، ومع ذلك هما من النجوم الدوليين البارزين مع المنتخب الوطني الأول، وأساسيان معه في معظم مبارياته وهو ما يؤكد أنهما الأفضل في الساحة ولو كان هنالك من هو أجدر منهما لما استمرا، وكان حري بأنصار الفريق أن يتعاملوا مع المسألة بمعيار محلي وأنهما الأفضل مقارنة بزملائهما من اللاعبين السودانيين وليس من العقل المقارنة بنجوم الدوري البرازيلي والإسباني والإنجليزي مثلاً.. وهذا الحديث مبني على أساس مهم جداً لا يمكن تجاوزه وهو ان اللاعب السوداني الذي لم يتدرج بشكل منطقي ومرحلي في المدارس السنية وفرق البراعم والناشئين والشباب سيؤدي بعدد أكبر من الأخطاء البدائية لأن المرحلة التي كان يستطيع فيه تلافي هذه الأخطاء ليكون لاعباً متكاملاً قد مرت من سنوات وحتى لو تعاقد المريخ مع كارلوس البيرتو بيريرا بشحمه ولحمه فإنه لن ينجح في صنع (زومه) نسخه مطوره بل سيبذل جهداً للإستفادة من إيجابياته التي ضمته للمريخ، وهما الآن يجتهدان فقط ويجب أن نمنحهما أجر هذا الإجتهاد إحتراماً وتقديراً وتصفيقاً وتشجيعاً.. وإذا أردنا مستويات أعلى فهي متوفرة بالدوريات الأوربية.. إنما هي كورتنا ذات السقف القصير.. وحدود إمكانياتنا مؤقتاً إلى حين أن نقتنع بضرورة تعليم الصغار بعض المهارات الأساسية مثلما نعلمهم الحروف الهجائية.
بله جابر وموسى الزومه.. لا سبيل لنسخ مطورة..!
برغم أنني لا أعرف نجم المريخ بله جابر معرفة عميقة.. إلا أنني لم أتردد في رفض التصريح الذي نقل على لسانه، ذلك الحديث الضجة الذي وردت فيه عبارة (البوفيه المفتوح).. فهذا اللاعب الموهوب لم يجد ما يستحق من إحتفاء من أنصار فريقه، ربما بسبب أجواء إنعدام الثقة في هذا النادي خلال السنوات التي شهدت عمليات الإحلال والإبدال العشوائية، حيث لم يعد هنالك لاعب يطمئن إلى أن مجهوده وغيرته وقدراته ستكون كافية لإبقاءه على قائمة اللاعبين في الموسم التالي، وربما تقلبت الأمور بين ليلة وضحاها ليكون الأفضل مرشح للشطب أو الإعارة بينما يبقى الأقل عطاء في الكشوفات، لذلك لم يحتل بله جابر أو أي لاعب آخر من نجوم المريخ الحاليين مرتبة يمكن مقارنتها بتلك التي حظي بها أقرانهم من نجوم الهلال المدللين من جماهيرهم حقيقة، مثل عمر بخيت وسيف مساوي وعلاء الدين يوسف.. والأخير لو كتب له الإستمرار في المريخ لكان الآن جزءً من أجواء إنعدام الثقة هذه ولكان أقل نجومية مما هو عليه في الهلال.. وقد استبعدت أن يكون ذلك الحديث قد صدر من بله جابر لأسباب كثيره أولها أنه إنسان بسيط للغايه ولا يملك في مخزونه تلك العبارات، والسبب الثاني أنني أعرف طريقة بعض الزملاء في فتل المعلومة وشتلها لتينع وتعلو رؤوس الشياطين منها لذلك قلت ومازلت أؤكد أنه لم يطلق ذلك الحديث.
أحياناً أجلس في مباريات المريخ وأفكر في طريقة تحول بيني وما يقول البعض من أنصار الفريق، وما يتفوهون به من شتائم في حق لاعبيهم، نعم.. في حق لاعبيهم وليس لاعبي النادي الآخر ومبدأ الشتيمة من أساسه غير مقبول، فأي لاعب في هذه الدنيا يمكن أن يؤدي بتوازن عصبي وتكامل وتوافق عضليين وهو يرى أنصار فريقه يشتمونه ويثبطون من همته ولا يدعمونه ويساندونه إلا وهو في القمة، فالثنائي بله جابر وموسى الزومه لم يأت بهما المريخ من جامعة الخرطوم، ولم يسألهما أحد عن مؤهلاتهما الأكاديمية والعقلية ودرجات ذكائهما بل تم ضمهم إلى الفريق بالحالة الراهنة كلاعبين (خام)، أي بتلك المستويات التي كانا يلعبان بها وهما في صفوف حي العرب بورتسودان والزومه الخرطومي، ولكن بسبب أن غالبية الأنصار لم يروهما مع فريقيهما قبل الإنتقال للمريخ فإنهم يطلبون منهما مستويات ربما تكون أكبر من قدراتهما الحقيقية وهو ما يدفعنا لأن ننادي بضبط المعايير والمطالب على معلومات تستقى من ثقاة نبني عليها انتقاداتنا، ولا يجوز لأحد من الزملاء أو الأنصار أن يصرخ في وجه موسى الزومه وبله جابر ليطالبهما بفعل شيء أكبر من قدراتهما.. كأن يقول لموسى ألعب بطريقة أبيدال مثلاً.. أو يابله جابر لماذا لا تلعب بنفس طريقة مايكون البرازيلي مثلاً؟
المريخ يوفر لأي لاعب مهما كان مستواه التطور والتدرج إلى الأفضل، وبوصفي أحد الذين تابعوا الزومه وبله جابر قبل انضمامهما للفريق ومن ثم بعد التوقيع مباشرة وحتى الآن يمكنني القول أنهما تطورا كثيراً، خاصة موسى الزومه الذي جاء من نادٍ صغير، ومن حي طرفي فقير للغايه، ومنذ أن انضم للمريخ في موسم 2006 كان من أكثر لاعبي الفريق انضباطاً والتزاماً في التدريبات، وكنا نعلق عليه عندما يحدد المدرب موعد التدريب في الخامسة عصراً مثلاً، فنجده قد وصل إلى الملعب في الرابعة، أي قبل اللاعبين الذين يقطنون بأم درمان وبرغم أنه يأتي من أقصى جنوب ولاية الخرطوم ومن منطقة الدخينات جنوب الكلاكلات بمحلية جبل الأولياء، لذلك لم أكن مندهشاً عندما احتل موقعه في تشكيلة المريخ سريعاً ووصل محطة المنتخبات الوطنية وأصبح بعد ذلك عنصراً لا غنى عنه، وقد تذكرت بهذه القصة لاعب منتخب البرازيل وأحد نجومه في كأس العالم 2002 بكوريا واليابان واسمه (سيزار سامبايو).. فقد كان لاعباً فوجيء الشعب البرازيلي بضمه للمنتخب وهو يلعب بالدوري الياباني، وبالكاد يأتي ترتيبه ضمن المائة الثانية في قائمة اللاعبين البرازيليين الكبار والمحترفين والموهوبين، وعندما تألق في تلك البطولة وأسهم بقدر وافر في حصول السامبا على اللقب بدأ الناس يتحدثون عن ذكاء المدرب في اختيار هذا اللاعب، وكيف أنه أفضل لاعب تكتيكي في العالم، ووصفوا المدرب زاجالو وقتها بكلمات ترقى لعبارات وصف الحبيب لمحبوبته بما فيها من مبالغات لأنه أتى بلاعب من الظل ودفع به ليكون الأفضل في اكتشاف فريد، وهذا الثنائي الذي أتحدث عنه ظل في كثير من الأحيان موضوع سخرية وتندر في منتديات المريخ وأعمدة كتاب النادي في دور سالب للإعلام الأحمر لأن ما كتبه انتقل إلى المدرجات والمنتديات، ومع ذلك هما من النجوم الدوليين البارزين مع المنتخب الوطني الأول، وأساسيان معه في معظم مبارياته وهو ما يؤكد أنهما الأفضل في الساحة ولو كان هنالك من هو أجدر منهما لما استمرا، وكان حري بأنصار الفريق أن يتعاملوا مع المسألة بمعيار محلي وأنهما الأفضل مقارنة بزملائهما من اللاعبين السودانيين وليس من العقل المقارنة بنجوم الدوري البرازيلي والإسباني والإنجليزي مثلاً.. وهذا الحديث مبني على أساس مهم جداً لا يمكن تجاوزه وهو ان اللاعب السوداني الذي لم يتدرج بشكل منطقي ومرحلي في المدارس السنية وفرق البراعم والناشئين والشباب سيؤدي بعدد أكبر من الأخطاء البدائية لأن المرحلة التي كان يستطيع فيه تلافي هذه الأخطاء ليكون لاعباً متكاملاً قد مرت من سنوات وحتى لو تعاقد المريخ مع كارلوس البيرتو بيريرا بشحمه ولحمه فإنه لن ينجح في صنع (زومه) نسخه مطوره بل سيبذل جهداً للإستفادة من إيجابياته التي ضمته للمريخ، وهما الآن يجتهدان فقط ويجب أن نمنحهما أجر هذا الإجتهاد إحتراماً وتقديراً وتصفيقاً وتشجيعاً.. وإذا أردنا مستويات أعلى فهي متوفرة بالدوريات الأوربية.. إنما هي كورتنا ذات السقف القصير.. وحدود إمكانياتنا مؤقتاً إلى حين أن نقتنع بضرورة تعليم الصغار بعض المهارات الأساسية مثلما نعلمهم الحروف الهجائية.