• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
اماسا

زووم

اماسا

 5  0  1405
اماسا
زووم
غريقان في عرض البحر..!
وإن حقق الهلال أفضل النتائج في دوري الأبطال في هذا الموسم وكرر المريخ الإنجاز في الموسم التالي، فذلك لا يغير من الحقيقة شيئاً ، ولا يعني أن وجه الكرة السودانية قد تغير وأصبحت مصنفة ضمن النخبة على مستوى القارة، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى الكثير من عمليات التجميل حتى تعود إلى المضمار الصحيح، وتحتاج لمجهودات مضاعفة من أجل أن تزيد سرعتها وتسابق مع قريناتها داخل القارة، ومساحات وآفاق أرحب للخيال حتى تنافس على المستوى العالمي، وهذا الحديث ثابت لا تغيره العوامل الجانبية، ولو كان المريخ مع الهلال في دور الثمانية الآن.. ومع ذلك نضيع الكثير من الوقت في أمور لا تخدم أغراض التطور للكرة السودانية، وننفق الكثير من الأموال في برامج تجمل مسارح الظهور لإداريين آخر زمن، وتدر بالمال الوفير لصحافة بات همها الأول هو ابتزاز الجمهور الرياضي المغلوب على أمره بهدف تحقيق أعلى رقم ممكن من المبيعات لصحفهم التي اختارت الطريق الأقصر في هذه المهنة وتركوا إلتزاماتهم الأخلاقية تجاه المهنة والشعب.
80% من صحافتنا الرياضية التي سادت في العشر سنوات الأخيرة وحققت ملايين الدولارات كأرباح من عائدات البيع والإعلان كانت ترقص على جراحات الكرةالسودانية، وما من صحيفة رياضية كبيرة أو صغيرة إلا وفتحت أبوابها وأفردت صفحاتها وسخرتها للتندر والسخرية من أحد طرفي القمة.. وكلما مر يوم من أيامها زادت جرعة المتلقي من التعصب عبر ما يروج له البعض من الزملاء الكتاب في أعمدتهم اليومية، ونتيجة ذلك أن مؤشرات التعصب قد فاقت قدرة العقول على التخيل والإحتمال، وارتفعت حالات العنف والكراهية ضد (الآخر) والقادم أدهى وأمر بكل تأكيد بعد أن نشأت صحف كاملة وانتشرت واحتلت موقعها في المكتبات لتوزع على القاريء والرياضي سم جديد إسمه التعصب الأعمى، وتعتمد في توزيعها بشكل أساسي على مفاهيم إجرامية تحفز على الكراهية والعنف.
القمة السودانية وإعلامهما أصبحا يشكلان لوحة تراجيدية عبارة عن غريقان يبحث كل منهما عن طوق النجاة على حساب الآخر، كل منهما يتعلق بتلابيب الثاني حتى غرقا وفارقا الحياة بسبب الأنانية وآحادية التفكير.. والأخطر هنا أن الصحافة التي نعني أصبحت رسمية تصدر تصديقاتها من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحافية وتسمى (هلالية) أو (مريخية) من أجل حشد أنصار الناديين العملاقين، ليس بطرح محترم وواجب أخلاقي مهني يجبرهم على إحترام الطرف الآخر، ولكن بأسلوب آخر رخيص يلغي الكثير من القيم والعادات والتقاليد وينشر الكراهية بين بني البشر بالتقليل من شأنه والزج ببعض العبارات التي تقلل من قيمة المنافسة ذاتها، ففي السابق مثلاً كانت هنالك صحيفتان تتبعان لثنائي القمة هما الهلال والمريخ، يحتويان على طرح محترم وكتابات ملتزمة تحرص على المحافظة وتنمية الحد الأدنى من مستلزمات البيئة التنافسية، خاصة وأنهما كانا يعبران عن أدبيات عميقة جعلت من الهلال نادٍ للتربية والمريخ دار وقلعة تحفها الكثير من المباديء التي أرساها أدباء ومعلمين لم يقروا يوماً مبدأ تدمير الآخر.. بينما أصبحت الأمور الآن (سايبة) على حل شعرها، عدد مهول من الصحف التي تتبارى في الإبتزاز العاطفي لجماهير الناديين من أجل الحصول على أعلى رقم من المبيعات في غياب تام للرقيب والحسيب.. اللهم إلا في حالة أن تحل طامة كبرى ويمس طرف السوط أحد المتنفذين في السلطة السياسية، ولأن القاريء السوداني بريء من تهمة الغباء، وفطنته سليمة وحريص على التعاطي مع الأشياء التي لا تصيبه بالإغماءات الفكرية وتغبش أمامه الرؤية هجر هذه الصحف فأصبحت مستمرة في غيها، تكتب في إتجاه واحد فقط.. فهي تمتدح الإداريين ومجالسهم لدرجة تجعلهم يتضايقون بوصفهم بما ليس فيهم ويؤكدون على أن هذه الصحف (سجمانه).. وتحاول في بعض الأحيان افتراض الغباء في قرائها فتفبرك لهم بعضاً من الأخبار.. فكانت النتيجة أن هجرها القراء الكرام لتصبح الصحف ذات الإتجاه الواحد تتفاخر بمبيعاتها عندما ترتفع إلأى عشرة آلاف نسخة في اليوم.. ونحن كسودانيين نفتخر بأننا شعب يحب القراءة، وتعدادانا يفوق الخمسة وثلاثين مليوناً.. فكيف للصحف الرياضية أن تكتفي بعشرة آلاف نسخة من كل هذا العدد؟
الصحف الرياضية مجتمعة لا توزع إلأ رقماً أقل من مائة ألف نسخة.. وقد اجتهد البعض في البحث عن اسباب التدهور المريع في هذا الصدد، فقال بعضهم أن السودانيين قد هجروا الصحف وما عادوا مثقفين يلتهمون الصحف التهاماً صباح كل يوم.. والصحيح أن السوداني لبيب يتميز بالوعي، ومثقف بفطرته، وراشد بشكل يجعله يتحاشى الغث من الكتابات، وقد حاول البحث في الصحف الرياضية عن الطرح الذي يحترم عقليته ولم يجد سوى خطابات غرامية وعرضحالات تكتب بشكل متكرر فآثر أن يهجر قراءة الصحف لحين عودة ما يجذبه فيها.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    فزاري 08-02-2011 10:0
    هذا الكلام الجميل الراقي والنبرة التصالحية لا تنفع في هذا الزمان .. فلابد تشتم الهلال عشان تبيع لناس المريخ وبالعكس تشتم المريخ عشان تبيع لناس الهلال هذا منطق اليوم فالحكاية ليست رياضة بل هو سباق مبيعات . زمان كان الجماهير في الملعب هي التي تقود الاعلام وتجبره علي نقل نبض الملاعب .. اما الان اللاعلاميين هم الذين يوجهون الجماهير ويجعلون من الجماهير ماذا يقولون غدا وياءججون المواقف وتزداد المبيعات!!!ياستاذ والله نحن مقدرين سعيكم ولكن لا حياةلمن تنادي !!!
  • #2
    ود البرعي 08-02-2011 10:0
    ..نحن مجتمع مسلم والمسلم لا يبخس الناس اشياؤهم ولا يظلمهم ولا يجافي الحق ولايغتب والمسلم اخو المسلم ان حاد عن الصواب ارشده .البعض يفترضون ان الرزق الحرام هو ان تاكل مال الناس مباشرة . السؤال للذين اغتنو من اهل الصحف وكنزور الاموال بسبب اثارة النعرات والعصبية لذيادةمبيعاتهم .... هل ماحصلو عليه من اموال حرام ام حلال .. ارحو ان يستفتي كل صحفي نفسه او من اهل العلم ان كنتم لا تعلمون .. والله من وراء القصد]
  • #3
    حسن حلفا 08-02-2011 10:0
    شكرا أبوعاقله ورمضان كريم /علي اصابع اليد الواحده يحسبون من يدمرون الكره الجميله و القيم السودانيه الراسخه في عمق التاريخ /قله وأقليه في العدد والفهم والوعي هم من يبيعون الاوهام للرياضيين بحجه الأنتماء . انتقل بنا الأنتماء الى هاوية التعصب وامتلأت كروش من هم يعدون علي اصابع اليد الواحده/ وبركة الشهر الكريم انتقم لكل من اساء للاعب او مدرب اواداري بقصد الاثاره والكسب الرخيص
  • #5
    محمد العطايا 08-02-2011 08:0
    الاخ الصحفي لقد وفيت وكفيت وشخصت علة الكرة السودانية، صراعات هلاريخية ابطالها صحفيين جشعين واظن ان الاجهزة الرقابية مستمتعة حد السمالة فأصبحت كرة القدم تدمر بفعل فاعل فأصبحنا في اخر الركب الكروي ،نرجو عمل ورش لاستئصال السرطان المستشري في جسد الكرة السودانية،احسن عمود في احلى ايام السنة اتمنى لك دوام التوفيق ـ وشركاً
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019