• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1467
اماسا
زووم
الطاغيه الأمريكان ليكم تسلحنا..!
قبل ثلاثة أيام تقريباً قرأنا خبراً في عدد من الصحف كان واضحاً أن صياغته موحدة ومصدره أيضاً واحد، ولأننا اعتدنا على تلقي أخبار وزارة الشباب والرياضة من مصدر واحد وهو الأخ الحبيب صلاح محمد الحسن كما جرت العادة منذ فترة الأستاذ حسن رزق وزير الشباب والرياضة الأسبق تعاملنا مع هذا الخبر بقدسية ولم نعلق على الأمر برغم أنني شعرت بشيء ما بين سطوره، وقلت محاوراً نفسي أن المسألة وطالما هي متعلقة بتأشيرة ووزارتي خاجية في بلدين مثل الولايات المتحدة الأمريكية والسودان ماتزال الأنفاس بينهما ساخنة، والمعاملات الرسمية والشعبية مشوبة بكثير من الحذر كان ينبغي أن نتعامل معها بنوع من الحيطة، وإذا عدنا إلى نص الخبر الذي نشر كما أسلفت في أكثر من إصدارة سنجد أنه يحتوي على كثير من العبارات الإفتراضية والتجريمية للولايات المتحدة على نمط (الطاغيه الأمريكان ليكم تسلحنا).. وهي الجلالة التي كنا نرددها في معسكراتنا ولم نكن نعرف معناها في ذلك الوقت.. ففي ذلك الوقت لم تعتدي الولايات المتحدة على مصنع الشفاء بالخرطوم بحري ولم يكن أحدنا في ذلك الصبا الغض يتوقع حادثة مثل التي وقعت في كلانييب بالقرب من بورتسودان وفي الطرق إلى مطارها.. ومع ذلك كنا نرددها ونتخيل لو أن (أمريكا) تلك قد ظهرت أمامنا في تلك اللحظة فإننا سنهجم عليها هجمة رجل واحد لنمزقها إرباً.
بعض التعبيرات التي وردت في الخبر وطريقة استنكار السيد وزير الشباب والرياضة نبهنا إلى موطن الخلل فيما يجري، فالجهة المعنية بالرد والتعليق في قضية مثل هذه هي وزارة الخارجية وليس الوزير بذات نفسه، لأنها تعرف الصحيحوالخطأ من الإجراءات وما يمكن أن تتخذه من خطوات في حالة أن أمريكا قصدت منع الرجل من دخول أراضيها وليس المجال هنا للحدث عن مباديء الأمم المتحدة وما يفترض أن تكون عليه الأمور عندما يتعلق الحديث بمؤتمر تعقده المنظمة الدولية على أراضي دولة المقر وما يتعين على تلك الدولة أن تفعله بشأن الداخلين إليها والخارجين منها، ولا مجال لتحويل المسألة كلها إلى قضية شخصية.. فقد قرأنا تعليق الوزير على الخبر في متنه، وفي جزء من ذات الخبر لاحظنا وجود جزء مخصص لردود الأفعال، فوردت عبارة (إستنكار واسع للقرار).. مع العلم بأن استنكار واسع هذه تعبر عن حالة أقرب للإستطلاع لبحث ردة الفعل وهو ما لم يحدث إلا بتلك العقلية التي ننتقد الآن لأن وزارة الخارجية نفسها لم تبد ردة فعل في ذلك الوقت وهي الجهة المعنية بالتعبيرات في هذه الحالة، وقد تسلمنا بالأمس توضيحاً أوصله إلينا الزميل صلاح محمد الحسن من جهة لم نتعرف عليها حتى الآن، وقد بدأ الخبر بعبارة (أفاد مدير إدارة الإعلام والناطق الرسمي بوزارة الشباب).. وهي عبارة أيضاً تشير ضمنياً إلى أن محادثات رسمية أو ودية قد دارت بين الوزارتين فيما يخص الإختصاصات أثمر عن هذا التوضيح، وذلك بعد أن كانت إحدى الصحف أمس الأول قد اجتهدت في خبر نسبته لمصدر بالخارجية أكد للصحيفة أن هنالك خطأ إجرائي ارتكبته وزارة الشباب والرياضة في التوقيت أدى إلى رفض الطلب وهو ما نفاه التوضيح أمس.
المحصلة النهائية في الموضوع أننا نحاول صناعة أزمة دبلوماسية بين البلدين بتصرفات إنفعالية زائدة، في مرحلة شهدت الكثير من الإجتهادات في هذا المضمار من أجل إعادة المياه إلى مجاريها وبعد سنوات وهتافات أفنت فينا عمراً وفي نهاية المطاف تسلحنا لأمريكا فلم نضربها بل ضربتنا هي وسبقتنا لتضعنا على لائحة الدول الراعية للإرهاب.. والإندفاع بالمزيد من التصريحات ستجبر المسؤولين في بلادي على الكثير من التوضيحات وعشرات الإعتذارات على شاكلة ما فعله أحد وزراء ماليزيا عندما أطلق تصريحاً مس فيه السودان واضطر وزير خارجيته للإعتذار لوزير خارجيتنا علي كرتي بشكل رسمي حتى تستمر علاقات المصالح بين البلدين.. مع أن حكومة الإنقاذ لا تستطيع الإستغناء عن علاقاتها مع الدولة الصاعدة في جنوب شرق آسياً وبذات القدر الذي تستطيع فيه الولايات المتحدة أن تلغي كل علاقاتنا معها بدون أن تخسر شيئاً.. فلا الشوارع السودانية والطرقات ممتلئة بالسيارات المصنعة بديترويت، ولا الأسواق عندنا مكتظة بالسلع الأمريكية التي مزقنا فواتيرها منذ ما يقارب العشرين عاماً.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019