من الآخر
حكاوي رمضان
إسماعيل محمد علي
نواصل حديثنا عن علاقة بعض الأدباء الغربيين بكرة القدم، وفي أدبياتهم سنجد كثيرا من الأقوال الشهيرة التي تنم عن شغف ومعرفتهم الساحرة المستديرة، مثلا الأديب والفيلسوف الفرنسي - الجزائري ألبير كامو لم يكن من دراويش كرة القدم فقط، وإنما كان في عام 1930 يحرس مرمى فريق كرة القدم في الجامعة الجزائرية، وربما حرم الأدب العالم من حارس مرمى كبير، يقول كامو عن تأثير كرة القدم فيه «كل ما أعرف في حياتي أنا مدين به لكرة القدم».
من أشهر الرويات التي لفتت الأنظار تلك الرواية التي ألفها الكاتب والمترجم النمساوي بيتر هاندكه، الحاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 2019، بعنوان خوف حارس المرمى عند ضربة الجزاء، الرواية تتحدث عن حارس مرمى طرد من مباراة كرة القدم لينطلق وينفذ أمرا غير متوقعا.
- هاندكه ركز في روايته المحبوكة على تفكير البطل حارس المرمي طوال الوقت في جدوى الصياغات اللغوية ومعناها ودلالاتها بعد ارتكابه جريمة قتل عبثية وهروبه من فيينا إلى الريف".
- لعل تلك اللحظة في حياة حارس المرمى، أيّ حارس مرمى، لحظة ضربة الجزاء، تعتبر واحدة من أقصى درجات العزلة بالنسبة إلى كائن إنساني، وفي اعتقادنا أن هذه الرواية هي نفسها التي أوحت إلى الصحافي الإنجليزي جوناثان ويلسون بكتاب فريد من نوعه عنوانه "اللا منتمي: تاريخ حارس المرمى" (2012)، الكتاب الذي ذكر مؤلفه في ثناياه ما لا يقل عن 3 مشاهير في عالم الأدب والدين كانوا حراس مرمى ذات لحظة من شبابهم: البابا جان بول الثاني، وفلاديمير نابوكوف، وألبير كامو.
- غاية ويلسون لم تكن التحدث عن هؤلاء بل عن حراسة المرمى بشكل عام وكونها من أكثر المهن جحوداً وصعوبة، فإذا فاز الفريق نسب الفوز إلى المهاجمين وإلى أبرز اللاعبين في ساحة الملعب، أما إذا هُزم ذلك الفريق فإن ذلك غالباً ما يكون ذنب حارس المرمى.
- حارس المرمى بحسب ويلسون يكون عادة الأقل شهرة بين أعضاء الفريق. وإذ ينصرف الكاتب إلى رواية العديد من الطرائف والأحداث لا يفوته أن يشير إلى أن الحارس عادة ما يكون أقل أعضاء الفريق خوضاً للعب وأكثرهم "تمتعاً" بما يكفيه من الوقت كي يتأمل ويفكر. لكنه يتساءل: هل تراه يفكر حقاً؟ وإذا فكر لماذا يصر على ذلك الدور الجحود الذي يلعبه؟.
حكاوي رمضان
إسماعيل محمد علي
نواصل حديثنا عن علاقة بعض الأدباء الغربيين بكرة القدم، وفي أدبياتهم سنجد كثيرا من الأقوال الشهيرة التي تنم عن شغف ومعرفتهم الساحرة المستديرة، مثلا الأديب والفيلسوف الفرنسي - الجزائري ألبير كامو لم يكن من دراويش كرة القدم فقط، وإنما كان في عام 1930 يحرس مرمى فريق كرة القدم في الجامعة الجزائرية، وربما حرم الأدب العالم من حارس مرمى كبير، يقول كامو عن تأثير كرة القدم فيه «كل ما أعرف في حياتي أنا مدين به لكرة القدم».
من أشهر الرويات التي لفتت الأنظار تلك الرواية التي ألفها الكاتب والمترجم النمساوي بيتر هاندكه، الحاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 2019، بعنوان خوف حارس المرمى عند ضربة الجزاء، الرواية تتحدث عن حارس مرمى طرد من مباراة كرة القدم لينطلق وينفذ أمرا غير متوقعا.
- هاندكه ركز في روايته المحبوكة على تفكير البطل حارس المرمي طوال الوقت في جدوى الصياغات اللغوية ومعناها ودلالاتها بعد ارتكابه جريمة قتل عبثية وهروبه من فيينا إلى الريف".
- لعل تلك اللحظة في حياة حارس المرمى، أيّ حارس مرمى، لحظة ضربة الجزاء، تعتبر واحدة من أقصى درجات العزلة بالنسبة إلى كائن إنساني، وفي اعتقادنا أن هذه الرواية هي نفسها التي أوحت إلى الصحافي الإنجليزي جوناثان ويلسون بكتاب فريد من نوعه عنوانه "اللا منتمي: تاريخ حارس المرمى" (2012)، الكتاب الذي ذكر مؤلفه في ثناياه ما لا يقل عن 3 مشاهير في عالم الأدب والدين كانوا حراس مرمى ذات لحظة من شبابهم: البابا جان بول الثاني، وفلاديمير نابوكوف، وألبير كامو.
- غاية ويلسون لم تكن التحدث عن هؤلاء بل عن حراسة المرمى بشكل عام وكونها من أكثر المهن جحوداً وصعوبة، فإذا فاز الفريق نسب الفوز إلى المهاجمين وإلى أبرز اللاعبين في ساحة الملعب، أما إذا هُزم ذلك الفريق فإن ذلك غالباً ما يكون ذنب حارس المرمى.
- حارس المرمى بحسب ويلسون يكون عادة الأقل شهرة بين أعضاء الفريق. وإذ ينصرف الكاتب إلى رواية العديد من الطرائف والأحداث لا يفوته أن يشير إلى أن الحارس عادة ما يكون أقل أعضاء الفريق خوضاً للعب وأكثرهم "تمتعاً" بما يكفيه من الوقت كي يتأمل ويفكر. لكنه يتساءل: هل تراه يفكر حقاً؟ وإذا فكر لماذا يصر على ذلك الدور الجحود الذي يلعبه؟.
