• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اسماعيل محمد علي

حكاوي رمضان

اسماعيل محمد علي

 0  0  1308
اسماعيل محمد علي
من الآخر
إسماعيل محمد علي

حكاوي رمضان

- الأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس تحدث عن السبب وراء شعبية كرة القدم بقوله: إنه لا يوجد ما هو أكثر انتشارًا من الغباء «فحينما يتصارع أحد عشر لاعبًا مع أحد عشر لاعبًا على الركض وراء كرة، فهذا الأمر ليس به شيء من الجمال».

- الحقيقة أن 10 لاعبين فقط هم من يركضون وراء الكرة من كل فريق، في حين يبقى كل حارس في مرماه. هناك أيضًا حقيقة أخرى وهي أن الأرجنتين، البلد التي ينتمي إليها بورخيس، في الوقت الحالي هي صاحبة إنتاج غزير من نوع أدبي فريد بدأ في فرض نفسه على الساحة في أميركا اللاتينية ويُعرف باسم «أدب كرة القدم» ليضرب «مصيدة التسلل» التي رغب بعض في فرضها عليه.

- أدباء كُثر على مستوى العالم عارضوا رؤية بورخيس لشعبية كرة القدم الجارفة، حيث خصصوا مساحات واسعة للحديث عن الساحرة المستديرة، مثلا الأديب غابرييل غارثيا ماركيز تناول مسألة الشغف بكرة القدم في قصته «القسم»، وأيضا الشاعر الأوروغوياني الشهير ماريو بينديتي الذي ألَّف أكثر من قصة عن اللعبة، ليس هذا فحسب بل قصيدة «وقتك اليوم حقيقة» التي أهداها لأسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا.

لا يتوقف الأمر عند هذا، فأحد أبرز مؤلفات الأوروغوياني الأخر إدواردو غاليانو وهو كتاب «كرة القدم بين الظل والشمس» قد خصص بالكامل للحديث عن أهم العناصر واللقطات في تاريخ اللعبة ذات الشعبية الجارفة التي ينبذها بورخيس.

- مئات الكتب والمقالات، تحدثت عن العلاقة بين كرة القدم والسياسة، وحللت تأثير المال على الرياضة، وأعادت قراءة أحداث رياضية معينة ضمن سياقها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتاريخي. لكن كتاب غاليانو كرة القدم في الشمس والظل، وضّح توأمة الرياضة والسياسة، ووثّق التاريخ الاجتماعي للعبة كرة القدم، بل يبقى عملاً نادراً لم يُنشر ما يشبهه في مجال الكتابة الرياضية.

- غاليانو يكشف دائما عن عشقه الشديد لكرة القدم، ولا يتردّد في إغداق العبارات الشعرية، التي تصل حد التصوّف ونجده يكتب، مثلاً: «لحسن الحظ، ما زال بإمكاننا أن نرى على أرض الملعب، حتى وإن اقتصر ذلك على مناسباتٍ قليلة فقط، لاعباً وغداً وقحاً، يخرج عن النص، ويرتكب فاحشة المراوغة ليتخطّى جميع مدافعي الخصم، الحكم، والجمهور في المدرجات، وكل ذلك بغرض تحقيق الفرحة الشهوانية».

- أجمل اعتراف كتبه غاليانو: «أخيراً وبعد مرور سنواتٍ عديدة، تعلّمت تقبّل نفسي على حقيقتها: أنا متسوّلٌ يبحث عن اللعب الجميل، أجول العالم مادّاً يديّ متوسّلاً في الملاعب: أستحلفكم بالله، هاتوا هجمة جميلة واحدة! وعندما أشاهد كرة قدم جيّدة، أعبّر عن امتناني للمعجزة، دون أي اكتراثٍ بهوية الفريق أو المنتخب الذي صنعها».

- احتفال كرة القدم، وهو عيدٌ للأرجل التي تلعب، وللعيون التي تشاهد، هذا الاحتفال هو أكثر بكثير من مجرد مشروعٍ اقتصادي كبير.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اسماعيل محمد علي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019