• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اسماعيل محمد علي

حكاوي رمضان

اسماعيل محمد علي

 0  0  1431
اسماعيل محمد علي
من الاخر


حكاوي رمضان

إسماعيل محمد علي
قد يصعب تحديد تاريخ أول مؤلف أدبي يصب تركيزه بالكامل على كرة القدم في هذا الجزء من العالم، وهذا هو ما يعترف به أستاذ الدراسات الإسبانية بجامعة شيفيلد ديفيد وود في كتابه: «كرة القدم والأدب في أميركا الجنوبية»، لكنه في الوقت نفسه يفضل وضع تاريخ البداية عند أول عمل موثق اطلع عليه وهو قصيدة تعود إلى عام 1899م. في تلك الحقبة بالطبع لم تكن شعبية كرة القدم بوصفها لعبة سكنت نفوس عشاقها بالصورة التي ستكون عليها قرب ستينيات القرن الماضي؛ لذا لا يُمكن حقًّا اعتبار تلك القصيدة بمنزلة «صافرة البداية» التي انطلق بها هذا التيار.

- كانت ركلة البداية الحقيقية لهذا النمط الأدبي، مع الأديب الأوروغوياني ماريو بيندينتي في مجموعته القصصية «أهالي مونتفيديو» الصادرة عام 1959م التي تظهر فيها قصة «مهاجم الجبهة اليسرى»، التي يمكن اعتبارها بمنزلة ضربة البداية لكل ما كتب لاحقًا داخل هذا النمط الأدبي، فهنا كرة القدم موجودة وحية بكل مفرداتها وحماسها وشغفها، لكن داخل خليط أدبي متكامل، تُستخدم فيه اللعبة في الأغلب كأداة لعرض مشكلة مجتمعية كبرى.

- تقدم قصة «مهاجم الجبهة اليسرى» على سبيل المثال قصة هداف يلعب في فريق بأحد الدوريات الصغرى ويعمل أيضًا بأحد المصانع التي يتحصل منها على أجر قليل. هو على وشك خوض مباراة مهمة قد تصعد بفريقه لدرجة أعلى لكن مسؤولي الفريق الخصم عرضوا عليه رشوة لإهدار كل فرص التسجيل التي تتاح له، وأيضًا تقديم فرصة عمل أفضل له. من على فراشه في المستشفى يتذكر المهاجم كل ما حدث: كيف أنه التزم بالاتفاق وأهدر كل الفرص التي أتيحت له باستثناء واحدة. حينها جاءت تلك اللحظة التي وجد فيها نفسه منفردًا بالمرمى وهز الشباك ووجد نفسه يحتفل مع باقي زملائه بالأمر. ظن حينها أن قيادات الفريق الخصم ستلتزم بكلمتها وتمنحه الوظيفة الجديدة لأنه نفذ ما طلبوه حرفيًّا طوال المباراة، وأن كرة واحدة مثل هذه كان يجب أن يسجلها حتى لا تثار الشبهات، وكان يجب أن تنتهي بمعانقة الشباك. يتوجه بعد نهاية المباراة ليقابل من عرضوا عليه الرشوة، لكن كل ما يتعرض له هو «علقة ساخنة» تدخله المستشفى، ثم يتلقى بعدها نبأ فصله من عمله الأساسي؛ لأن الإصابات التي لحقت به ستمنعه من العمل لمدة طويلة.

- الأديب الأوروغوياني كتب أيضا رواية "ذهاب وإياب"، حيث استمد الأسم في مباريات الفرق الرياضية.

- الشاعر العربي محمود درويش كتب هو الأخر عن أحد أعظم اللاعبين في تاريخ المونديال وكرة القدم؛ الأرجنتيني مارادونا، حيث اعتبر أن قدم مارادونا، مع كعب ميثولوجي آخر هو كعب أخيل .. هما أشهر قدمين في تاريخ الأسطورة، يقول درويش «مارادونا، يا بطلي إلى أين نذهب هذا المساء؟ مارادونا، ساعد أبويك، ساعدنا على تحمل هذه الحياة، وساعد هذا العصر على الخروج من السأم والدخول في الحنين إلى البطولة الفردية. مارادونا، متى تحمل اسمك عن شفاهنا لنعود إلى قراءة هيغل ونيتشه؟».
نتابع ..
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اسماعيل محمد علي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019