في صباح اليوم التالي لمباراة الهلال وبركان المغرب والتي تجرع فيها الازرق هزيمة قاسية ومذلة بهدفين نظيفين ليحتل المركز الاخير في المجموعة ويودع بطولة الكونفدرالية التي لم يحقق فيها أي انتصار بتعادله في ثلاث مباريات وخسارته لمباراتين في سابقة لم تحدث له من قبل في تاريخ مشاركاته في البطولات الافريقية.
في صباح اليوم التالي للمباراة ادرت المؤشر نحو قناة الهلال ووجدت المذيع الشاب محمد يوسف يشن هجوما عنيفا ومتواصلا علي لاعبي الهلال الذين حملهم مسئولية الهزيمة المرة والخروج من البطولة الافريقية بمستواهم السئ وسلبيتهم واستهتارهم رغم كل ماتوفر لهم من امكانيات التفوق وكان المذيع محمد يتحدث بلهجة غضب وامتعاض لم يألفها المشاهدون في العاملين في القنوات الرياضية الذين تحكمهم مهنية العمل من الانفعال والخروج عن الطور.
وبعد فترة من بداية البرنامج انهالت الاتصالات من جماهير الهلال التي تنزف قلوبها الما ووجعاً من الهزيمة المرة والموجعة وتريد ان تنفس عن حزنها بالتعبير عن رأيها في هزيمة الهلال بالحديث عن الاسباب التي ادت لحدوثها ولكن المذيع محمد يوسف رفض ان يمنحها الفرصة لتعبر عن وجهة نظرها ومارس معها ديكتاتورية غير معهودة في اكثر قنوات الانظمة الشمولية بمقاطعتها ومنعها من الحديث عن الاخطاء الادارية او التوقيت الخاطئ لشطب المحترفين الثلاثة المقيدين افريقيا وكان الفريق في حاجة لجهود بعضهم وهنا انفعل محمد يوسف وقال للمتصلين ان الادارة لا علاقة لها بهذا الشطب الذي هو قرار اصدره الجهاز الفني وليس مجلس الادارة ويجب عليهم ان يفرقوا بين القرار الفني والاداري وقال بنبرة عالية وغاضبة ان رئيس الهلال لم يقصر في واجبه نحو الفريق الذي ضحي من اجله بصحته وراحته وماله من اجل تحقيق الانتصارات موضحا ان الادارة قد دفعت للاعبين مرتبات وحوافز شهر اغسطس مقدماً وانها لا علاقة لها بالاداء السيئ ولاتتحمل أي مسئولية في لك . وتساءل قائلا هل يريد البعض من رئيس النادي والادارة ان يرتدوا الفنائل وينزلوا للملعب لتحقيق الانتصارات وطالب محمد يوسف من جماهير الهلال عدم الاستماع لآراء المعارضة المعروفة الاغراض والدوافع والاهداف.
واذا كان المذيع محمد يوسف يعتقد ان منعه للمتصلين من ابناء الهلال من توجيه النقد لمجلس الادارة ورئيسه يشكل حماية لهم فهو واهم لان اسلوب التطبيل والدفاع عنهم بالباطل سيلحق بهم ابلغ الضرر ومن مصلحتهم ان يستمعوا للنقد الهادف البناء من اجل الاصلاح لان الجماهير صاحبة الوجعة وليس لها أي غرض سوي مصلحة الهلال ولاتنطلق من أي عداء او دوافع شخصية ولذلك يجب ان تتاح لهم الفرصة كاملة لتعبر عن رأيها بصراحة ووضوح في قناة الهلال التي ليست هي قناة الكاردينال ويفترض ان تتاح فيها الفرصة لكل الشرائح الهلالية لتتحث عن الاخطاء والسلبيات وتوجيه النقد لكل المسئولين من اجل الاصلاح والمعالجة لانها شاشة النادي وليس من حق أي مذيع ان يمنع الاهلة من تناول قضايا الهلال من مختلف الاراء والتوجهات.
ان الهدف من انشاء قناة الهلال هو تغطية اخبار ونشاطات النادي ومناقشة قضاياه ومشاكله لدعم الايجابيات ومعالجة السلبيات ولكن يبدو واضحا ان قناة الهلال هدفها هو الدفاع عن الكاردينال وحمايته من أي نقد يوجه له والتطبيل له بالاغاني والأناشيد والاشادة به في كل البرامج والاسئلة الموجهة للضيوف ولذلك يجب ان تكون القناة مفتوحة وليس من حق الكاردينال ان يضع صورته علي شاشتها لانها ملك للنادي وجماهيره واذا اراد للقناة ان توظف كل قدراتها للدفاع عنه عليه ان ينشئ قناة باسمه ويفعل بها مايشاء اما القناة التي تحمل اسم النادي وشعاره وليس لاي مذيع الحق ان يمنع الهلالاب من انتقاد الرئيس والجهاز الفني واللاعبين لان القناة ملك للهلال الكيان وجماهيره وليس للمذيع محمد يوسف الذي يدافع عن مصالحه وامتيازاته وليس عن الهلال الذي يعيش اسوأ ايامه في عهد هذا المجلس ويريد المذيع الذي يدعي الحزن والغضب ان يقنعنا بأن الادارة لم تقصر رغم ان الهلال قد خرج من بطولة كأس السودان امام ود هاشم ومن البطولة الافريقية امام بركان المغرب المهدد بالهبوط في الدوري المغربي والذي ليس بافضل مكانة واسما وتاريخا من ود هاشم.
واذا كان المذيع محمد يوسف يعتقد ان مشكلة الهلال هي مشكلة لاعبين وليس ادارة فمن الذي سجل هؤلاء اللاعبين الفاشلين الذين اوصلوا الهلال لهذه المرحلة من السوء والتدني ؟ ومن الذي فرط في تسجيل السماني الصاوي واحمد ادم والتش وداؤود وتيري؟ ومن الذي رفض التجديد لبكري المدينة ومحمد عبدالرحمن ومهند الطاهر؟ فالمجلس الذي فشل في تسجيل لاعب واحد صاحب مهارات وقدرات كبيرة هو المسئول الاول والأخير عن اهتزاز الفريق وضعفه وسوء مستواه واي محاولة لتبرئته من هذه المسئولية هي تأكيد قاطع علي ان كل من يدافع عنه يدافع عن مصالحه وليس عن الكيان الذي لم يعرف رجاله يوما النفاق والزيف والتملق بل ظلوا يقولون كلمة الحق دون مجاملة لاي شخص مهما كان اسمه ومكانته. فالهلال فوق الجميع ومصلحته فوق كل اعتبار ولا نامت أعين المطبلاتية والمصلحجية من مختلف الشرائح والاتجاهات.

وهل أنت حقّا تؤمن بالديمقراطيّة وتدافع عنها !!!
ألست انت من وظّفت قلمك الشموليّ وحاربت
المجلس المنتخب ديمقراطبّا في المريخ؟
أنسيت أم تناسيت دعمك المطلق لمجلس التعيين الكيزانيّ!
عيب أن تعيش التناقض