عندما أصدر مجلس إدارة الهلال بقيادة الأمين البرير قراراً بشطب كابتن الهلال ونجمه المتألق وصانع إنتصاراته وقائد مسيرته من كشوفات الفريق تفجرت أخطر أزمة في تاريخ النادي وأحدثت أكبر انقسام وسط جماهيره التي دخلت أعداد كبيرة منها في إعتصام مفتوح بنادي الهلال وفرضت سيطرتها عليه بإغلاق الأبواب ومنع أي شخص من الدخول لأكثر من 25 يوماً فشلت خلالها كل المحاولات لاقناع المعتصمين لرفع الاعتصام والدخول في مفاوضات مع المجلس لتزداد الأزمة في كل يوم تعقيداً بترديد شعارات متطرفة تطالب باعإدة هيثم او الدخول في حرب مباشرة مع مجلس الهلال وكل مؤيد لهذا القرار.
وفي تلك الأيام الصاخبة بالاحتجاجات على شطب هيثم عاد أشرف الكاردينال من رحلة العلاج بلندن وطرح مبادرة لحل المشكلة المتفجرة ودخل في مفاوضات مع المعتصمين استمرت لعدة أيام توصل في نهايتها لموافقة المطالبين بعودة القائد للمشاركة في اجتماع يعقد بوزارة الشباب والرياضة الولائية للوصول إلى حل للأزمة.
وفي اليوم المحدد للاجتماع حضر رئيس الهلال الأمين البرير ونائبه كرار التهامي وأشرف الكاردينال وممثلين للمعتصمين وقبل أن ينعقد الاجتماع برئاسة السيد الوزير اعلن وفد المعتصمين رفضه الجلوس في طاولة واحدة مع رئيس الهلال فيما أعلن موافقته على اقتراح الكاردينال بأن يلتقي السيد الوزير بكل طرف على حدة ليناقش معه المشكلة من كل جوانبها بحضور صاحب المبادرة، وقد أتاح الوزير الفرصة كاملة للجانبين لطرح آرائهم ووجهات نظرهم بكل وضوح بهدف الوصول لحلول تحفظ لكل طرف حقه وكرامته، وبعد أن التقى الوزير برئيس الهلال ونائبه عقد اجتماعاً مع المعتصمين تم خلاله الاتفاق على رفع الاعتصام وتسليم مفاتيح النادي للوزارة ومواصلة الاحتجاج بصورة سلمية حتى يتراجع المجلس عن قرار الشطب وعقب هذا الاتفاق أكد وفد المعتصمين انه قد وافق على رفع الاعتصام بناء على مبادرة الكاردينال الذي ساند قضيتهم وتفهم دوافعهم ورفض التعامل معهم كمعارضة هدامة ومخربين يعملون لتدمير ناديهم.
وعقب الاجتماع عقد السيد الوزير مؤتمراً صحفياً أكد فيه انتهاء الازمة رسمياً برفع الاعتصام وأكد أنهم يؤمنون بالتغيير بالطرق السليمة في اطار الاهلية والديمقراطية مشيراً إلى أنه من حق الجماهير الهلالية أن تعبر عن رأيها في اي قضية وان تسقط المجلس بالممارسة الديمقراطية ثم أعلن الكاردينال صاحب المبادرة عن سعادته برفع الاعتصام بعد مفاوضته المعتصمين واقناعهم بضرورة الحل السلمي وأوضح الكاردينال أنه ضد الطريقة والاسلوب الذي يدير به البرير النادي وانه سيعمل مع المعتصمين لاسقاط البرير بالطرق القانونية والشرعية ولكنه في نفس الوقت يرفض الاساءة لرئيس الهلال احتراماً لقيم وتقاليد الكيان وللرجال العظماء من رؤساء النادي السابقين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من جهد وفكر ومال لدفع مسيرة النادي نحو أهدافها الكبرى.
قصدت من كتابة هذا الموضوع الذي مضت عليه أربع سنوات أن أوضح الدور الذي لعبه الكاردينال في معالجة هذه الازمة بإعادة الأوضاع في النادي لحالتها الطبيعية بعد أن كادت أن تصل مرحلة الاصطدام لتسيل الدماء وتزهق أرواح بريئة في خلافات رأي حول قضية رياضية وهو موقف يحسب له كهلالي يؤمن بحل المشاكل والخلافات بالحوار وليس بالاعتصامات والعنف والشغب.
خلاصه القول إذا كان الكاردينال وهو خارج المجلس يتبنى مثل هذه المبادرة الرائعة لاقناع المعتصمين بضرورة الحل السلمي والعمل على اسقاط المجالس بالممارسة الديمقراطية وبتأكيد انه ضد الاقصاء والتهميش واتهام اصحاب الرأي الآخر بالتمرد والعمالة والتخريب التي تباعد بين الاهلة ولا تساعد في حل المشاكل، واذا كان هذا هو موقف الكاردينال خارج المجلس فقد كان من المتوقع أن يواصل السير وهو في قيادة النادي على طريق حل المشاكل بالحوار وفتح الابواب لكل من يريد ان يعمل وليس بالاقصاء والتخوين والانفراد بالسلطة، ولذلك فإننا ومن منطلق دعوة الكاردينال للوحدة والمشاركة في العمل نتمنى أن يعود أشرف لموقفه الرائع في العام 2013 كداعية سلام ومحبة لحل الخلافات بالحوار وكرافض لكل اشكال الاقصاء وإتهام اصحاب الرأي الآخر بالعمالة والتخريب وكمطالب باحترام عطاء الرؤساء السابقين وعدم الإساءة لهم من أية جهة ،هذا هو الكاردينال الذي نعرفه ونريد له أن يعود كما كان بمواقفه التي تجمع ولا تفرق, توحد ولا تشتت وتدعو لحل كل خلاف بالاحتكام للديمقراطية وليس بحملات الهجوم والاحتراب الذي سيكون الهلال هو الخاسر الأكبر فيه.
