• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
الواثق عبدالرحمن

همس الهتاف

الواثق عبدالرحمن

 0  0  1497
الواثق عبدالرحمن

كدي ادوهم فرصة

+ واحدة من مشاكلنا الكبرى اننا نحكم على الاشياء بتطرف ، ونتخذ موقف متعصب ، اما مع او ضد ، هكذا في الجملة ، وعلى الاطلاق ، هذا يظهر في السياسة بوضوح وينزلق على كل نشاطتنا المجتمعية ، الواحد من اهل اليسار يرفض أي ايجابي من اهل اليمين ولو كان فيه خير ، يجمع الناس كلهم بحكم واحد لمجرد انتمائهم لتنظيم كالمؤتكر الوطني مثلاً ، رغم ان الشخوص تتباين ، واخلاقها تختلف ودرجة تمسكها بالمباديء والقيم والجميلة وحب خدمة الناس تتمايز ، وبعض اليمينيين لديهم كل من هو يساري انما هو في حكم المارق الرافض للاحكام السماوية الداعي للتفلت ومفارقة القيم السمحة دون ان يعلموا ان بعض اهل اليسار متمسكين بالقيم والدين تمسكاً يعجز عنه من ينتقدونه ، وهكذا في مشهدنا الرياضي نحن لا ننتظر ونعمل التجربة وقواعد المنقط والاستبصار الحقيقي ، نحكم بالجملة هكذا ، في الهلال مرق بعض الناس ينعون التعيين ويلعنون سنسفيل سنسفيله ، حكموا عليه بالاعدام قبل العرض على القاضي ، قبل ان يبدي ما لديه من دفوع ومن محتمات حتمت القبول به لنصرة هلال الملايين من ليالي التيه والسنسرة وصراع الديوك المنقول مباشرة على قناة قوون .

صحيح ان التعيين لا يطابق فكرة نادي الهلال وموروثاته واشراط تأسيسه القائمة على الانحياز لقيم الديموقراطية واهلية الحركة الرياضية ، صحيح ان نادي التربية الوطنية اشتهر بمفارقته للعسكر وميله لاصحاب النفس الديمقراطي ولا ادل من ان الامام الصادق المهدي وكريمته الدكتورة مريم المسكونين بحب الديمقراطية ، المدافعين عنها بمنطق تسنده العرفة العارفة وتسيجه الخبرة والدربة الماجدة ، هما من اكثر الناس محبة للهلال والتصاقاً بالهلال واعتداداً بالهلال ، ولا داعي هنا لاعادة انتاج حكاية الرياضة الجماهيرية وقون قاقا وغضبة الرئيس الراحل الذي ازعجه انهزام فريقه المفضل فدلقها جماهيرية فوق الرؤوس .

الهلال فريق ديمقراطي عريق ، لكن هذا لا ينفي تقدير الظرف الذي حدث فيه التعيين الماثل الآن او تعيينات سابقة ومن قبل جاء الرجل الماجد عبد المجيد منصور عن طريق التعيين وجسد تجربة من اصدق صور الوفاء والعطاء لهلال الغبش الزينين ، ولذا فمن المنطقي والمعقول ان نعطي هولاء الرجال فرصة ، فهم جاؤوا في زمن تعقدت فيه امور النادي في ظل خلافات مجلس صلاح والاستقطاب الحاد بعد استقالة الارباب وحكاية ترشحه للاتحاد العام وجسدت قصة الوضع المالي والاتهامات والديون والتصاعد والتأزم التي وصلت اعنف مراحلها باطلاق الكابتن هيثم مصطفى لبيانه الشهير قمة فصول المأساة ولم يكن من بد بعد استقالة اعضاء المجلس واقرارهم بالعجز عن تسيير الامور غير الركون للتعيين الذي لا يشبه التقاليد الهلالية ولا ينسجم معها لكن الظروف غلابة ومجلس الطاش والعمدتين لم يستطع الصمود .

شاهدت على مدار اليومين السابقين كل من الاستاذ مالك جعفر في قناة النيل الازرق رفقة الزميلة ميرفت والدكتور كرار التهامي من على منصة عالم الرياضة وللحق فقد تحدث الرجلين بمنطق ينم عن مفهومية كبيرة وباصرة واعية بالوضع في الهلال واسس معالجة الازمات والمروق بالنادي من خانة الاختناق التي امسكت بتلابيبه جراء صراع صلاح وجماعة مجلسه وانكشاف الوضع المالي وتازم الاوضاع داخلياً برغم صمود اولاد الفريق وتقديمهم لاروع العروض ضاربين اروع الامثلة في العطاء والمحبة والغيرة على الشعار .

ما اريد قوله في خلاصة هذا الهمس ان التعجل في اطلاق الاحكام الاسلبة على المجلس الجديد واعضائه لمجرد كونهم معينين يجافي المنطق ولا يعتبر بالظروف المعقدة التي وصلوا فيها الى قيادة الامور الزرقاء ، وانه من دواعي الاستقرار ومتطلبات الموقف والقراءاة الصحيحة المستبصرة ان نتركهم يمضون في برامجهم وخططهم الساعية لانتشال النادي من ازماته الكدرة وانتهاج طريق يقوده الى الامام .

ارجوكم لا تقفوا عند الاشارة ، اسمحوا للضوء الاخضر بالايماض فربما تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وربما تسير الاحوال في النادي الرحيب ، الحبيب القريب ، الى الاحسن ، كما ارجو الا ننسى ان هذا المجلس معين وان اجله محدود فلنقف مع رجالاته اذن لان ظروف الفريق ومشواره المحفز في بطولة الكونفدرالية يشبر بالخير والانجاز .

هتاف اخير

برغم الظروف ، رغم النقص ، رغم الاصابات والغيابات ، سيطل الازرق النشوان ، بطل السودان ، في مالي جسوراً كعادته ، بهياً كسمته المعروف، وفياً كما عودنا ، نحن من تعلمنا الحب الصافي ، والجمال المطلق ، في مدرسة الهلال للحب والعطاء وصادق الانتماء
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الواثق عبدالرحمن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019