اوعك من عبد الصبور
مفتتح :
في المدرسة المتوسطة على ايام زمان- كان استاذ عبد المنعم مدرس اللغة العربية يبدي غيظه من زميلنا عبد الصبور ففي كل مرة يجلد عبد الصبور في الدرس يطالبه الاستاذ بالحفظ في المرة القادمة وياتي عبد الصبور في الحصة القادمة جاهزاً لاخذ حصته من بسطونة استاذ عبد المنعم ، انفجر الاستاذ في غضبة انتهت بضحكة وسط دهشتنا الممزوجة بالخوف ، معقول يا عبد الصبور ياخ ، تغلط مافي مشكلة بس تكرر نفس الغلط ، ده ما مقبول ، ما مقبول ، وللا جرس حصة الفطور لكنا نسمع الصدى يردد حتى اللحظة ،، ما مقبول ،، ما مقبول ،،
اعتبروا ايها الهلالاب
في نسخة بطولة افريقيا الماضية كان الهلال السوداني ، الازرق النشوان، قاب قوسين او (مازمبي) من الظفر بكاس البطولة ، وتماماً كما قصة عبد القادر المتسرع في الابتدائية كشحنا السمن وهشمنا الزجاجة قبل الحصاد ، اندلعت الافراح في الخرطوم ، وبدأ السيد رئيس النادي في اطلاق التصريحات ، فابى على حزب الحكومة ان يتبنى الانتصار ووصل مرحلة رفض فيها الدعم حتى لا تمتد الايدي الى قطف ثمار البطولة ، كل هذا جيد ومقبول ، فمن حق رئيس النادي المحافظة على حيادية الكيان بعيداص عن لعبة ساس يسوس ، فالهلال قلعة الديمقراطية ، لكن رئيس النادي وكتيبته اعياهم النظر الفاحص الى مآلات استباق المراحلوبدلاً من عزل اللاعبين عن جو الاحتفال المقدم (سنبهار) والتفرغ الى تهيئة الفرقة للاداء الجاد ، والاستعداد للقادم مرحلة مرحلة ، كانت الزفة والجوقة والزنبريطة والاحتفالات قبل لقاء مازمبي داخل الديار لذلك جاءت الخمسة ثقيلة ، سخيمة ، وسخيفة .
والآن هاهو التاريخ يعيد نفسه ، فقد ضجت بعض الصحف بتوقع الظفر بالبطولة ، وزينت بعض الحروف للادارة واللاعبين ان الكاس مضمونة وانها قريبة في متناول اليد ، وهانحن نحذر من مغبة الانزلاق في نفس الوحل ، وحل الكلام المعسول والاماني الفارغة ، صحيح ان الهلال يسير جيداً ، لكننا مررنا بتحدي عصيب في مباراة الجيش على ارضنا وسمحنا له بالتقدم مرتين ، وهاهي مباراة المالي عشية ليلة العيد تشهد فصلاً ثقيلاً في خواتيم اللقاء ولو صافرة الحكم لكان من الممكن ان تمسخ فرحة العيد على كل الهلالاب .
الهلال به ثغرات كبيرة وبائنة خصوصاً في منطقة العمق والتغطية الدفاعية ، ويجب التركيز مع المحاور ، علاء والمعلم عمر في توزيع الجهد وموالاة البذل طوال زمن اللقاء حتى لا يسمحوا للخصم بالاختراق خصوصاً وهم يعلمون ان الفدائي مساوي يلعب في خانة خطيرة ليست خانته وهي من اخطر وظائف كرة القدم ، كما ان على الكوتش طارق تنبيه ديمبا باري -الذي اصبح ثقيلاً يجر قدميه بصعوبة- الى خطورة الغفلة التي اصبحت مرافقة لادائه فب المباريات الاخيرة مما يسهل الوصول من العمق لشباك المعز ، وعلى الجهاز الاداري تنبيه المعز الى مغبة الحركات المفتعلة التي يقوم بها في مباريات الازرق الاخيرة ، فقد اصبح لديها مردوداً سلبياً على اللاعبين والجماهير وقد رأينا صيحات الهلالاب المستهجنة لسلوك المعز في خواتيم لقاء المالي .
عموماً الهلال يمضي قدماً ، لكن الحذر واجب ، وتغطية الثغرات يجب ان يكون الشغل الشاغل للجهازين الاداري والفني ، كما ان لجوء لاعبي الهلال للاستعراض وتبديد الزمن بشكل مستفز في المباريات الاخيرة امر ليس مقبول على اية حال .
ارجوكم نريد ان نفرح ، نحن نمضي جيداً ، بعزيمة جيدة وارادة سمحة ، فلا تدعوا هنات بسيطة واخطاء ساذجة تقلتنا مرة اخرى ، فقد انكسرنا وانهزمنا وبكينا يوم لقاء مازمبي ، بات ثلاثة ارباع الشعب السوداني حزيناً مهموماً ، واذا كانت المعايش في مجابدة ، وشبح الانفاصل مخيم ، والاسعار في تصاعد مطرد وخطير ، فاننا نطمع في هلال الامة ان يهيء لنا من امرنا مدخلاً للافراح والليالي الملاح ، ارجوكم لا نريد عبد الصبور آخر ، ولا نريد لاستاذ عبد المنعم ان يصرخ فينا ، ما مقبول ، ما مقبول ، ما مقبول .
هتاف اخير
للملكة نفرتيتي يشدو :
غناي انا
لمن وتر مطرك ينقز في دواخلي يلونا
ساعة طيور ريدك ترك داخل ربوعي وتحضنا
اجرت ليك ساحة هواي بي عقد مفتوح كم سنة
وزينت بيك رقصة عروس وسط البنات متحننة