الإعتماد على الأطراف الأسلوب المناسب لضرب طريقة الخرطوم الدفاعية
بعد غياب دام فترة طويلة لم تشاهد فيها جماهير الهلال محبوبها الازرق الانيق وهو يلعب مباراة تنافسية في الممتاز الذي توقف عدة مرات لمشاركة المنتخب في تصفيات بطولة الجابون ولمعركة التسجيلات الصيفية ولحلول شهر رمضان الكريم الذي يتفرغ فيه الناس للعبادة في اجواء روحانية تتوطد فيها علائق الترابط والتوادد والتراحم بين مختلف فئات المجتمع.
بعد هذا الغياب الطويل يعود الهلال لبطولة الممتاز بلقاء الخرطوم الوطني في مباراة غاية في الاهمية لانها تأتي قبل مباراة القمة والتي يحتاج فيها الهلال للفوز لرفع معنويات اللاعبين ومنحهم قدرا كبيرا من الثقة لاكتساح المريخ بفوز عريض يوسع فارق النقاط ويفتح الطريق لاستعادة الممتاز الذي فقده في الموسم الماضي بسبب الانشغال بقضية الانسحاب من الممتاز من اجل التطبيق العادل للقوانين بعيدا عن المجاملة والإنحياز.
مباراة الهلال مساء اليوم امام الخرطوم ليست سهلة وتعتبر صعبة جدا في مواجهة فريق صاحب مواقف مشهودة امام الازرق والتي كان آخرها خروجه متعادلا بعد ان وقف ندا قويا له وكاد ان يقتنص منه الفوز، والخرطوم من الفرق القوية التي فرضت وجودها خلال السنوات الماضية باحتلالها لمواقع متقدمة مكنتها من نيل شرف تمثيل الوطن في المنافسات الخارجية، ويرجع التطور الكبير الذي حققه الفريق لاستقرار النادي وبعده عن الصراعات والمشاكل التي لا يخلو منها نادي وتعتبر من الاسباب الاساسية لتدهور المستوى وانعدام روح الغيرة والولاء للشعار بين اللاعبين.
يلعب الهلال مباراة اليوم وهو يغرد في صدارة الدوري وحيدا ويتطلع لمواصلة الانتصارات وتقديم العروض المقنعة لجماهيره بعد ان تم دعم صفوفه بمجموعة من اللاعبين المحترفين والمحليين في مقدمتها نجم الوسط شيبوب والمهاجم الخطير سادومبا ليواصل الفريق اعداده طوال الاسابيع الماضية تحت اشراف المدرب بلاتشي الذي وقف خلالها على مستويات اللاعبين وقدراتهم الفنية والتي تعرف عليها اكثر في الثلاث مباريات التجريبية التي اداها الفريق امام سان جورج والجيش والناشئين وقدم فيها ملامحا اكدت انه سيكون فارس البطولة، ونتمنى ان يكون بلاتشي قد شاهد الخرطوم على الملعب او عبر الاشرطة للوقوف على اسلوب لعبه وثغراته ونقاط ضعفه حتى يضع الطريقة المناسبة للسيطرة على الملعب والفوز عليه باسهل الطرق.
واذا كان الخرطوم سيلعب باسلوبه المعهود في مواجهة الهلال وهو الدفاع باكبر عدد من اللاعبين لاغلاق المنافذ مع البحث عن احراز الاهداف بالمرتدات السريعة فان الاسلوب المناسب لضرب هذه الطريقة هو سيطرة الهلال على منطقة المناورة لصناعة اللعب وخلق الفرص في عمق دفاع الخرطوم مع الانطلاقات السريعة لظهيري الجنب فداسي والطاهر الحاج لخلخلة الدفاع وعكس الكرات للمهاجمين واللاعبين القادمين من الخلف للوصول للمرمى اضافة للحلول الفردية بالاختراق المباشر والتهديف القوي والمركز من كل الزوايا والابعاد مع الاكثار من التحضير لاجبار لاعبي الدفاع للخروج من منطقتهم واستغلال ثغراتها ومساحاتها في التمريرات التي تضع المهاجم في مواجهة حارس الخرطوم.
ورغم الفارق الكبير بين لاعبي الهلال والخرطوم فانهم يجب الا يستهينوا بالخصم وان يقاتلوا باصرار وحماس لاحراز النتيجة التي تفرح الجماهير وتثير الخوف والقلق في نفوس المريخاب ليس بالنتيجة ولكن بايقاع اللعب السريع والضغط المتواصل على الخصم والاداء الجماعي والدفاع القوي الذي يقفل كل المنافذ بالتغطية والمراقبة الجيدة والعمق الدفاعي الذي يصطاد كل المرتدات الطويلة والكرات المسقطة خلف الدفاع والتي كانت ستشكل خطورة لو لم يكن هناك لاعبا يشكل عمقا خلفا المدافعين.
واعتقد ان ما قاله بلاتشي في المحاضرة عقب تمرين امس الاول فيه الكثير من الموجهات التي لو تم تنفيذها فان الهلال سيكسب الخرطوم بعدد وافر من الاهداف حيث طالب اللاعبين باحترام الخصم بعيدا عن الاستهتار والتهاون ودعاهم للثقة في امكانياتهم والظهور بالشكل الذي تنتظره جماهيرهم وان يكون ولاءهم للهلال كفريق كبير يتطلع للفوز بالبطولة وجدد ثقته في مواهبهم وامكانياتهم والتي ينبغي ان يوظفوها لمصلحة المجموعة لجمع النقاط التي تقودهم لمنصة التتويج وطالبهم بان يشعلوا الملعب نارا لا تنطفئ لتحقيق حلم الجماهير في فوز مؤزر يدفع بالفريق بقوة نحو البطولة والمؤكد ان اللاعبين لو التزموا بتنفيذ هذه الموجهات فسيكون النصر حليفهم في مباراة اليوم والقمة المرتقبة امام المريخ.
غايتوا أحلم ساكت .. يا دقوقى