في قراءة سريعة للأجواء العامة عقب قرارات لجنة شؤون اللاعبين غير الهواة سنجد أن البعض فرحين جدا بالقرارات من حيث هي، وفي الغالب هم أنصار الأزرق، بحكم أن إيقاف إجراءات تسجيل ألوك الموهوب يعني لهم الكثير.. أولا: عودة الأمل في الحصول على خدماته وحرمان المريخ من إضافة فنية كبيرة ومميزة.. وذلك رغم أن القرار لايعني حرفيا ما ذهبوا إليه وإنما هو محاولة لوضع العملية في إطارها القانوني الصحيح.. كما لايعني تقييد رغبة اللاعب للإحتراف في صفوف المريخ وهو ما حدده بنفسه والأمر مفروغ منه على الأقل لأنه نشأ وترعرع في النادي الأحمر حيث كان ضمن فريق (أنجلو أكوت).. أحد رموز المريخ من الجنوبيين المرتبطين به تأريخيا ما يعني أنه لم يختر الإنضمام إليه عبطا، أما الجزء الآخر.. فهم المجموعة التي هللت ببطلان انتقال اللاعب للمريخ بشكل مطلق دون تحليل وتفصيل وتعليل، وذلك لكسب معركة من أجل الكسب فقط ولكن بالنظر للقضية من زاوية عامة نرى أن التقاضي في حد ذاته أفضل خطوة يمكن اتخاذها في مرحلة كهذه.. لإزالة ما يعتبره البعض غموضا يحيط بأطراف القضية ونزاعا يحتاج لتحكيم طرف محايد وبعيد عن الشبهات التي أصبحت توزع جزافا. وبالنسبة للمريخ أرى أنه لا مخرج لهم من دهاليز القضية ومتاهاتها أنسب من هذا القرار.. ففيه تقويم وتصحيح للأخطاء الإدارية الخاصة بالنادي.. والأخطاء التي إكتنفت مسار اللاعب الإحترافي حتى ينطلق بصورة أفضل وأكثر أمانا وهذه النقطة مهمة بالنسبة لألوك.
* أما اللاعب شرف الدين أبوشيبه (شيبوب) فقد حشر نفسه في مكان أقرب لجحر الضب، بإيعاز من نادي الهلال.. وهذا الدور الذي لعبه النادي العريق لن يمر مرور الكرام لو أن إداريي المريخ دفعوا بالأدلة المطلوبة.. وهو فعل سيكون له مابعده من عقوبات طالت في السوابق أندية أعرق وأغنى من الهلال، وفي الفعل نفسه خطورة على الكرة السودانية، من حيث أنه سيكون بداية مرحلة من الفوضى والفوضى المضادة بين الكبيرين تهدر خلالها أموالا طائلة ووقت وجهد، وتنتهك لوائح وقيم لإشباع رغبات شخصية ونزعات جماعات متطرفة وجامحة ترى في الإنتقام نصرا يضاهي الإنتصار داخل الملعب الأخضر.. وهذه من ضلالات كرة القدم السودانية هي الأخرى.
* شرف شيبوب نفسه كلاعب.. بدا تائها ومتخبطا عبر رحلة من المتناقضات بدأها بمفاوضات مع الهلال ثم اتفاق وسفر.. ومن ثم التخابر مع ناديه الحالي.. والعودة عبر عملية بوليسية تؤكد مدى سطحية المسؤلين في الناديين وفراغ الرياضة من قيمها القديمة وبعد جلسة تفاوضية سيطر عليها الطمع والاستغلال مع مسؤولي المريخ عاد مرة أخرى للهلال.. فاستقبلوه بأحضان وتهليل وتكبير أزعج عظماء النادي في قبورهم وبعد الإتفاق على السيناريو الأخير والتوقيع لشبيبة القيروان عاد وأطلق تصريحا أدخل حاشية الكاردينال في حسابات وهلع.. عندما أكد أنه لن يعود للهلال وأنه ينظر للاحتراف في الدوريات الأوربية..!
أريد أن أطمئن شيبوب بأنه لن يحترف في أوربا وإن تحولت القارة العجوز كلها إلى ريفي غرب الدلنج حيث مسقط رأسي ومسقط رأس شيبوب ذلك لأن أوربا لا تستقبل في ملاعبها لاعبا تائها ومترددا وأن النظم الاحترافية لا تستوعب إلا اللاعبين المجتهدين من أصحاب الأهداف الواضحة والصحيحة في مسارهم الإحترافي وما فعله هذا اللاعب أكد أنه ركز على الكسب المادي السريع دون التنبه لما سينعكس على مسيرته كلاعب.
المهم أن القضية قد وصلت إلى الجهات القانونية القادرة على الحسم السريع وتحديد ما للاعب وما للنادي.. وعليه أن يعرف ويتأكد أنه كان مخلب قط وسيدفع الثمن!
ز
