حلقة -1-

توقفت فى مقالة سابقة مع السيد وزير الشباب والرياضة الاتحادى باعتباره
اول وزير تعاقب على الوزارة يعترف بان بالنظام الرياضى بحاجة لاعادة
صياغة وقدم مبررات واضحةومقبنعة لما اعلنه حيث ادرك ان الهيكل الريلضى
هو مصدر الخلل والعبث والفوضى والخروج عن القيم فى الرياضة لهذا كان اول
وزير يدعو للتفاؤل لو انه جاد فيما اعلنه ووجد صدى طيبا لدى الرياضيين

ولهذا السبب اخترت لهذه المقالة العنوان اعلاه :

هل يفتح الوزير صفحة جديدة بيضاء ام ---- واحسب ان القارئ لن تغيب
عنه فطنته النقط التى تقول ( ام انه سينضم للصفحة السوداء لمن سبقوة فى
الوزارة) الذين فشلوا وادوا دور الكمبارس وكما قلت نبقى بانتظار (البيان
بالعمل)ليثبت جديته

فالنظام يحتاج حقا لاعادة صياغة ولقد ظللنا نطالب بهذا منذ سنوات
(ولاحياة لمن تنادى) وهذا هو جوهر القضية لهذا نرى فى الوزير الحالى
جديدا لم نالفه ونامل الا يخذلنا تحت اى ضغوط عليه فيتراجع عن ما اعترف
به (ان النظام يحتاج اعادة صياغة)

لابد ان نقف على مصادر العلة في النظام حتى تاتى اعادة صياغته بمعالجة
جذرية لمسببات فشله فهو:

اولا نشأ عشوا ئيا وان كانت له مبررات تاريخية فى بداياته

ثانيا فلقد انتشر افقيا وغاب فيه اى تطور نوعى والاخطر من هذا انه ضم
فى جوفه كل اندية السودان التى تمارس كرة القدم من القرى والمدن وهو ما
لا نشهده فى اى دولة فى العالم

ثالثا وبحكم عضويته فى الاتحاد الدولى لكرة القدم والتى تفرض لوائحه على
الدولة الا تتدخل فى شئونه وتكفل له استقلالية تامة فى ادارته وفق
اللوائح الدولية فان السودان بهذا الوضع الشاذ اسلم عشرات الالاف من
شبابه وناشئيه لمنظمة دولية ليست معنية بتنشته وتربيته فكيف تتخلى عن
اهم مسئولياتها فى تنشئة شباب البلد وتسلم امرهم لمن هو معنى فقط
ببطولاته وهو ما لن تقعله اى دولة فى العالم

كما ان هذا الكم الهائل افشل دور كرة القدم فى ان ترتقى بالمستوى الفنى
الذى يدعم دبلوماسيتها الشعبية سبب انتمائها للاتحاد الدولى كما رفع يد
الدولة عن تنمية الشباب وطنيا و اخلاقيا طالما ان الدولة لا تملك الحق
فى التدخل لتقويم اى سلوك انحرافى لانها اندية تحت الحصانة

رابعا فان اكبر خطا ارتكبته الوزارة انها اغفلت وتجاهلت انها هى
المختصة بهيكلة الاتحاد ونظامه وجمعيته العمومية قبل ان تسلمه للفيفا
لهذا ضحت بكل شباب البلد الذى خذنته تحت امرة الفيفا مع انه ليس هناك ما
يجمعهم مع الاتحاد الدولى و ليس هناك اى مبرر لاى علاقات بينهم
والفيفا الا ان الوزراء ظلوا يخضعون لتعليمات اصحاب المصالح الذين
اوهموهم انهم لايحق لهم هيكلة الاتحاد وتكوين جمعيته

خامسا وبالرغم من كل هذا فان السيد حسن رزق اجهض قانون 2003 عندما اعتمد
للاتحاد نظامه وهيكله الخرب وتكوين جمعيته غير المؤهلة بموجب اللائحة
الى اصدرها حسب المادة 44 التى خولته اصدار لائحة لتنفبذ القانون فلم
يسخرها لكتابة نهاية الهيكل الخرب الذى كان بيده اعادة صياغته وهو ما
يتعين على الوزير اليوم ان يفعله

سادسا وهذا هو اكبر عنصر لحسم هذا الهيكل الخرب ان دستور السودان
المؤقت لسنة 2005 كتب نهاية هذا الهيكل بنص واضح وصريح سبق لى ان
اوردته فى هذه المساحة عندما اقر لامركزية الدولة السودانبة وان الرياضة
شان ولائى والزم الاتحاد العام بانه معنى فقط بعضوية المنظمات الدولية
والمشاركات الخارجية ولا شان له بالريالضة المحلية التى اصبحت من اختصاص
الولاية كما فرضت عليه الا يكون تعامله فقط مع الولاية ولايحق له ان
يتعامل مباشرة مع اى مدينة او قرية فى اىولاية

سابعاواخيرا فان لوائح الفيفا الدولية نفسها فرضت على كل عضويتها انه لا
يحق لانديتها المشاركات الخارجية الا اذى حازت رخصة الاندية الاحترافية
وهو ما يتوافق مع دستور 2005 الذى لم يجد الاعتبار من اى وزير سابق

اذن اعادة صياغة النظام الرياضى وفق الدستور واجب وهى سلطة الوزير بموجب
المادة 44 حتى قبل اصداراى قانون جديد

وكونوا معى فى الحلقة القادمة لنرى كيف تعاد صياغة النظام