• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
عبدالله مسعود

صلاح إدريس الذي ظننت أني أعرفه 4

عبدالله مسعود

 0  0  3098
عبدالله مسعود

كاذب من يقول أنه كره صلاح أو أخرجه من قلبه مهما بلغت الخصومة ومهما بلغ العداء له. الرأي عندي أن صلاح لا يعادي ولكن يدفع عن نفسه الرماح التي تنوشه والتي فرضها السير في ركاب كل راع جديد. من من أعدائه لم تكسه عطاياه ويتلمظ تلمظ الحية لتعود العلاقة مع صلاح لسابق عهدها!؟ من من أعدائه، وهو ألد الخصام، لم يلجأ إليه لأن الراع، قديمهم وحديثهم، تنكر لذلك المنافح فلجأ الي صلاح فلم يخذله أو يؤنبه أو يمتن عليه أو يؤاخذه أو يهتك ستره، فصلاح لا يغتاب الناس ولا ينتهك الأسرار!؟ من منهم لم يطلب شفاعة الشافعين ليعفو عنه صلاح ويعيده إلي حظيرته !؟يسعون في الأرض فسادا ثم يسعون إليه لأنهم يعرفون معدنه ومعدن كل راع ومعدن ذواتهم التواقة للبطش بالجيوب..عجبي!!
قلت له وأنا من الغيظ في نهاية بعد أن بحثت عنه لأمر هام يتعلق بمساعدة محتاج وتطبيب مريض ولم أفلح، علي الرغم من مهاتفتي له مرارا وتكرارا، قلت له: يا خلف الله ما عذبتنا !! ضحك ضحكة مجلجلة إذ سر لذلك التعبير، فهو مرح يطرب للدعابة التي يجيدها ككل أمر يتكلفه. نثور ونرغي ونزبد ونحدث أنفسنا بمقاطعته (نحن أصدقاؤه) وما إن يظهر حتي ينمحي كل أثر للثورة بعد أن يكون قد جردك تماما من جميع أسلحتك الهجومية بابتسامته الودودة التي ربما أتبعها بدعابة ذكية. العكاليت من مثله والذين يطلبون تفسيرا لذلك التهميش أو ما يظنونه تهميشا (يدخلم بي حمد ويمرقم بي خوجلي وتنتهي الحكاية). حدث لي معه ذلك ذات مرة وكان قد أتي إلي الرياض ليوم واحد ولم تتح لي فرصة لقائه لأنشغاله بأكثر من إجتماع. طلب مني أن آخذه للمطار للعودة لجدة كيما نتحدث في الطريق. كنت تواقا للقائه لأنفث غيظي. قلت له ونحن جلوس في قاعة كبار الزوار، تعرف يا صلاح أنا كنت مقرر أقاطعك لكن أول ما شفتك كل الهيجة الفيني راحت. رد علي بإنشراح: (تعرف يا مسعودي، "هكذا يخاطبني عندما يكون شركو قبض وطلع بصفقة تجارية مهولة من الرياض" لدي صديق تربطني به علاقة عمل وأكون في حاجة ماسة للتحدث إليه فأتصل به ما وسعنى جهدي أن أتصل ولا يرد علي. يبلغ بي الغيظ مداه فأقررأن أنهي علاقتي به مهما كلفني الأمر؛ وما أن يتصل إلا وتتبخر كل تلك الثورة؛ ليس لأعمالي التجارية التي تربطني به ولكن لأنه صديق في المقام الأول). كان أوسكار وايلد (الأديب الأيرلندي المثير للجدل) يقول: "إن الحب غريزة عاطفية رفيعة ولكن الصداقة أرفع شأنا". ما أخبره من أديب وما أصدقها من مقالة !! ويقول الشاعر عن صديقه علي بن عبدالله بن حمدان الملقب بسيف الدولة:
أ أحبه وأحب فيه ملامة**إن الملامة فيه من أعدائه.
تحضرني حكاية حدثت لي معه بمكتبه في بيطار عام 2005م حيث طلب مني صديق مشترك أن أشفع له لدي صلاحفي أمر أعجزه. وطلب ذلك الصديقشفاعتي مع أنه أقرب مني لصلاح وكان يلازمه كظله. قبلت التكليف لإعتقادي بأنه قد ظلم. دخلت عليه وحادثته في الأمر فلم يستسغ التكليف ولم يرق له قبولي للتكليف. رد علي بحدة وجفاء فرددتها عليه. عقب بكلمات لاسعة فلم أعتقه وكلت الصاع بمثله ثم ذهبت علي إثرها مغاضبا (صلاح حلو تعتريه مرارة وأنا مر تعتريني حلاوة). كنت ولمدة ثلاثة أشهر في معزل عنه بعد أن صدني أكثر من مرة عندما حاولت رأب الصدع الذي أصاب الصداقة. كنت أسأل الصديق الذي طلب شفاعتي عما حدث طيلة تلك المدة فيخبرني بأن الأمر لم يحل بعد. ثم إلتقينا،صلاح وأنا،في مناسبة عزيزة لكلينا فحضر وألقي علي التحية وجلس بجواري قائلا: أنا زعلان منك، وحكي لي حقيقة الأمر وأن الوساطة، رغم ما أحدثته من شرخ، أتت أكلها وإستلم الصديق المعني كافة ما يستحقه إلا أنه أخفي ذلك علي (حركتك جبانة تعبير سوقي لم أجد له بديلا في قاموسي إذ يعبر بصدق عن تصرف ذلك الجاحد).
عقبت علي صلاح ببيت شعر للمتنبئ (ما أكثر أن نستشهد بالمتنبئ وما أسعدنا حينما نكون في حضرة المتنبئ):
يقول البيت: (هذا عتابك إلا أنه مقة**قد ضمن الدر إلا أنه كلم). لم أعقب علي حديثه معي تلك الليلة بأكثر من ذلك البيتفانفرجت أساريرهولاح ضياء في وجهه وبريق وسر مما استشهدت به سرورا عظيما؛ فصلاح نقى الفؤاد كما طفل، يحلم وينسي ويصفح ويسامح، علي النقيض مما أنا فيه، فأنا لا أنام علي مساءة، وقلما أتجاوز إساءات من يسئ إلا إذا إعتذر المسئ صراحة وفي نفس المقام الذي أساء لي فيه، فالعين بالعين والسن بالسن..ولى عودة بإذن الله.
حاشية: هذه السلسلة من المقالات نشرت فى المشاهد في أغسطس 2015م. بعد نشر المقال الثانى قررت الإدارة منعى من الكتابة قاطبة لأسباب واهية. إتصلت بصلاح وقلت له إن المنع سيفسر بأنه جراء تدخل منك فرد علي بما يلى: (حياك الغمام أكتب ما تشاء، متى تشاء، رعاك الله) وأصدر تعليماته للإدارة فى ذلك الصدد فأتتنى المكالمات تترى بأنى لست المقصود بالمنع !!! وتم نشر السلسلة بأكملها.
عبدالله مسعود
الرياض السعودية
في 10 أغسطس 2015م


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019