• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
محمد احمد سوقي

حلم الجماهير في الفوز بالبطولة الافريقية انتهى بكابوس فظيع وأطنان من الحزن والاحباط

محمد احمد سوقي

 0  0  1398
محمد احمد سوقي
مدارس الكرة هي الحل لمشاكل الكرة السودانية وليس في إهدار الأموال في تسجيلات فاشلة
ادارة الكرة بالأندية والاتحادات بفردية وعشوائية سبب الخروج المتواصل من البطولة الافريقية
× انتهى الحلم الجميل الذي عاشته جماهير الهلال والمريخ في انتظار فوز احدهما بالبطولة الافريقية بكابوس فظيع بعد خروج الناديين من البطولة بهزائم قاسية وموجعة قذف بهما خارج نهائي كأس الاندية الافريقية واكد ان غاية ما استطعنا الوصول اليه خلال العشرين سنة الماضية هو دور الأربعة ثم المغادرة ليبدأ الاعلام والادارات في تكرار المبررات المحفوظة عن انحياز التحكيم الافريقي والأخطاء الادارية والفنية وفشل المحترفين لتعود الساقية للدوران في الموسم الجديد بنفس الاساليب ودون أي خطوات ايجابية لمعالجة الاسباب التي أدت لفشل اندية القمة في مواصلة المشوار حتى منصة التتويج..
× واهم من كان يعتقد ان الهلال والمريخ يمكن ان يفوز احدهما بالبطولة الافريقية ليرفع راية الوطن عالية في سماء القارة ويعيد للكرة السودانية مجدها وعزها وفخارها بعد ان كان لها شرف تأسيس الاتحاد الافريقي وتنظيم أول بطولة للمنتخبات على أرضها وفوز السودان ببطولة الأمم الافريقية في عام 1970م عن جدارة واقتدار بعد انتصاره على غانا التي وصلت بعد ذلك لنهائيات كأس العالم عدة مرات وفاز منتخبها للناشئين ببطولة العالم مرتين الشيء الذي يؤكد قوة منتخب السودان في ذلك الوقت..
× أعود وأقول واهماً وغارقاً في الوهم من كان يأمل في تحقيق أحد أندية القمة لهذا الانجاز لأن الكرة السودانية تفتقد لمقومات الكرة الحديثة وتعاني من عيوب أساسية تتمثل في ضعف كبير في التنظيم والتكتيك واللياقة والسرعة والمهارات لاعتمادها على اللاعب الجاهز الذي جاء بعيوبه ونقائصه من الاندية الصغرى لاندية القمة وليس من مدارس الكرة التي تخرج اللاعبين المؤهلين بدنياً وفنياً والقادرين على تحقيق الانجازات الخارجية بمستوياتهم التنظيمية والتكتيكية العالية وقد لا يصدق أحد أن بعض كبار نجوم الكرة السودانية لا يجيدون أساسيات الكرة كالاستلام والتمرير والتهديف والحركة السليمة داخل الملعب الشيء الذي دفع بعض المدربين الأجانب الذين أشرفوا على تدريب الهلال والمريخ للتأكيد بأنهم لم يأتوا لاندية القمة لتعليم اللاعبين الأساسيات بل ان دورهم ينحصر في قيادة التدريبات واختيار التشكيلة وطريقة اللعب وادارة المباريات مشيرين الى انه من غير المعقول ان يكون هناك لاعبين في الاندية الكبرى والمنتخب يعانون من ضعف في المهارات الأساسية التي بدونها لن تتطور الكرة أو تحقق اي انجاز وقد سبق ان اكد ماردونا اعظم من انجبته ملاعب الكرة في تصريحات لقناة دبي ان مهارة الاستلام والتمرير من أهم مهارات كرة القدم والتي تعتمد عليها الفرق في اكتساب المساحة والزمن والوصول للمرمى لاحراز الاهداف واشار ماردونا الى انه بدون هذه المهارة لا يستطيع اي فريق ان يستحوذ على الكرة ويسيطر ويهاجم ويحقق الفوز واكد ماردونا ان مهارة الاستلام والتمرير أهم من مهارة المراوغة لان الفريق يستطيع بعدة تمريرات ان يصل المرمى في حيث لا يمكن الاعتماد على المراوغة طوال زمن المباراة لاحراز الاهداف وأوضح ماردونا ان اللاعب الذي لا يجيد مهارة الاستلام والتمرير هو عبء على الفريق بتمريراته الخاطئة التي يستفيد منها الخصم في التقدم للامام وبناء هجماته.. ويتضح من حديث ماردونا ان لاعبينا الذين يفتقدون لهذه المهارة لن يستطيعوا ان يتطوروا ويفرضوا شخصيتهم في الملعب بسيطرتهم وقدراتهم في الوصول لشباك المنافسين ولذلك سنظل على هذه الحال الى الأبد مالم نتخذ خطوات جادة لحل مشكلات الكرة السودانية والتي هي بالتأكيد ليست في انفاق الاموال الضخمة في مواسم التسجيلات بضم اللاعبين المحترفين والمحليين الذين يهلل لهم الاعلام الموالي ويشيد بقدراتهم التي ستجعل من الفريق قوة ضاربة وتقوده للفوز بالبطولات الخارجية ثم يفاجأ الجميع بمستوياتهم الضعيفة وعطاءهم الهزيل ليتم شطبهم وتسجيل غيرهم في دوامة بلا نهاية يضيع فيها الوقت والجهد والمال في معارك التسجيلات التي لا نستفيد من تجاربها ودروسها بسبب تشابك مصالح وكلاء اللاعبين والسماسرة وبعض الاعلاميين الذين برعوا في الترويج لنجوم التسجيلات واقناع الادارات بقدراتهم على تحقيق الانجازات التي ترفعهم لذرى المجد وتكسبهم الشعبية والغطاء الجماهيري الذي يساندهم ويحميهم ويؤمن بقاءهم في مواقع السلطة واتخاذ القرار..
× واذا كان الحل ليس في انفاق الاموال على التسجيلات التي لم تسهم في تطوير الاندية وتحقيق الانجازات فان الحل الجذري يتمثل في اعادة النظر في اساليب العمل الاداري واقامة البطولات وقوانين التسجيل والانتقالات التي كادت ان توقف المنافسات بثغراتها الكثيرة والمتعددة وقبل كل هذا لابد من اصدار قانون يفرض على كل اندية الممتاز تكوين ثلاثة فرق للمراحل السنية المختلفة حتى يتعلم الصغار أصول الكرة وأساسياتها على أسس علمية صحيحة ويصبحوا قادرين على تحقيق الانجازات للاندية والمنتخبات بكفاءاتهم وقدراتهم ومستوياتهم المتطورة, وبدون هذا لن نخرج من دوامة الفشل والهزائم بسبب الاصرار على السير في الطريق الخطأ بادارة الكرة في الاندية والاتحادات بفردية وعشوائية لن نجني منها غير الخروج المتواصل من البطولات الافريقية التي أصبحنا فيها جسراً للعبور لكل متطلع للجلوس على عرشها..!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019