استمتعت اول امس بحلقة مميزة في برنامج رياضي على احدي الفضائيات المصرية استضافت فيه اثنين من اللاعبين السودانيين الذي سطروا اسمهم باحرف من نور في تاريخ الكرة المصرية بصفة عامة ونادي الزمالك على وجه الخصوص هما المهاجم الخطير عمر النور والحارس المميز سمير محمد علي ، استعادا فيها كثير من الذكريات، تحدثا عن البدايات في مدني (عمر النور) ، وحي القوز الشهير بالخرطوم (سمير محمد علي) ، والمشوار القصير مع الكرة السودانية والطويل والممتد حتي لحظة الحلقة المذكورة مع الكرة المصرية وفريق الزمالك ، حالة من الحب والتقدير لنجمين صنعا تاريخا حقيقيا جعلهما محط الانظار والاشادة ، وربما تكون هذه الحلقة من البرامج القليلة التي وجد فيها السودان مساحة كبيرة في الاعلام المصري خاصة القنوات الفضائية .
ومن خلال المداخلات الهاتفية مع نجوم كبار في قامة فاروق جعفر وابورجيلة تعمقت اكثر واكثر في نجاح كبير صنعه هذين النجمين لنفسيهما وشرفا الكرة السودانية افضل تشريف في تلك الفترة (الستينات).
استوقفتني هذه الحلقة التلفزيونية كثيرا وذهبت بي لاتجاهات مختلفة منها السؤال الكبير الذي يدور في اذهان الكثيرين عن (فشل) اللاعب السوداني في تجارب اللعب خارج السودان ، واري ان التعميم في هذا الجانب قد حالفه التوفيق ويحدثنا عمر النور وسمير محمد علي عن نجاح منقطع النظير لتجربة اللاعب السوداني بالخارج ، لدرجة ان ذكر اسم عمر النور وسمير محمد علي ياتي مرتبطا باسم الزمالك ، بمعني آخر كلما ذكر اسم اللاعب قفز اسم النادي الى الاذهان وهذه قيمة كبيرة لاتتكرر كثيرا الا في حالات نادرة ، منها حالة اللاعب السوداني (قرن شطة) مع نادي الاهلي المصري ، وهو ايضا من اللاعبين الذين صنعوا اسما ومجدا مع فريق الاهلي المصري وكان من عناصره الاساسية في فترة من فترات تاريخه الذهبي ، مع الخطيب ومصطفي عبده ومصطفى يونس وماهر همام وهو ايضا لاعب سوداني مع الفارق في ان ماهر همام ولد في مصر ، بينما انتقل اليها بقية النجوم ومنهم عمر النور وسمير محمد علي وقرن شطة .
وان كانت هناك تجربة ناجحة للاعب سوداني في الدوري المصري تميزت عن بقية التجارب مع قرن شطة ببطولات قارية ، هي تجربة اللاعب الكبير عبدالعظيم قلة ، الذي حقق مع فريق المقاولين العرب بطولة كأس الكؤوس الافريقية (الكنفدرالية حاليا) مرتين ، وداخل مصر كانت هناك تجارب للاعبين آخرين مثل امين زكي وسليمان فارس (السد العالي) في الستينات ، وقائمة طويلة لتجارب قصيرة منها عبدالمنعم الصياد لاعب الموردة السابق والرشيد المهدية (الزمالك)، وتجربة لم تكتمل لهيثم السعودي مع الزمالك ، وهناك تجربة صبحي مع المقاولين العرب، وكندورة مع (الالمونيوم والشرقية)، وهناك انس النور وريتشارد جاستن (الاسماعيلي)، وجقاوة لاعب المريخ السابق مع عدد من الفرق المصرية ، وهو بجانب كرة القدم كان قائد المنتخب السوداني للكرة الطائرة ،وهي كلها تجارب تؤكد ان للاعب السوداني تاريخ في الكرة المصرية ، ومابين الفشل والنجاح تظل حقبة الستينات الاميز للاعب السوداني في الدوري المصري.
