من مفارقات خروج الهلال والمريخ دوري رابطة الابطال الافريقي في نصف نهائي البطولة علي يد اتحاد العاصمة الجزائري ومازيمبي الكنغولي انه اراح الي درجة تفوق الخيال انصار الفريقين واعلام الفريقين والادارتين ، وهي رؤية تؤكد ماظللت اذكره في هذه المساحة مرارا وتكرارا ان تشجيع الاندية لاعلاقة له بالاوطان ، وان الجهة الوحيدة التي تحمل اسم الوطن وتدافع عن الوانه ويرفع لها علمه هي المنتخب الوطني.
تابعنا عقب خسارة الهلال من فريق اتحاد العاصمة الكيفية التي احتفل بها بعض انصار الفريق الاحمر في الشوارع بهزيمة الهلال علي ارضه ووسط جمهوره، وراقبنا قبلها ابتهاج انصار فريق الهلال بالنتيجة المعقدة التي انتهت عليها مباراة المريخ امام فريق مازيمبي الكنغولي في امدرمان بهدفين مقابل هدف ، ووقفنا علي حالات التهكم والسخرية والتاكيد علي اقتراب مغادرة الفرقة الحمراء للمنافسة ، الا ان هذه الفرحة لم تستمر سوي ساعات ، انتقلت بعدها الفرحة من الديار الزرقاء الي الديار الحمراء ، فالنتيجة كما ذكرت هزيمة قاسية وموجعة علي الارض ووسط الجمهور ، لتؤلف القصائد وتطلق النكات ، وتحكي مواقع التواصل الاجتماعي عن صور وكاريكاتيرات وقصص وحكاوي بها كثير من التندر والسخرية .
ولأن دوام الحال من المحال ، بني اهل الهلال آمالا عراضا علي المستوي المميز الذي قدمه بامدرمان ليقطع عدد من انصاره وعلي راسهم رئيس المجلس بضمان التاهل بضمان العودة ببطاقة التاهل من الجزائر ، لتتغير اللغة من حالة الاحباط الي انتعاش آمال التاهل بنتيجة مريحة من ارض اتحاد العاصمة الجزائري، وتابعنا كل ماكتب عن التاريخ والحاضر والمستقبل في هذا الجانب ، والكيفية التي نجحت بها عدد من الفرق في قلب الطاولة بعد تاخرها باهداف تصل احيانا الي ثلاثة واربعة ، الا ان ملعب المباراة كتب النهاية بتعادل سلبي اخرج الفريق من البطولة ، ليستمتع انصار الفريق الاحمر بهذا باهازيج واحتفالات وانتشار كثيف في مواقع التواصل الاجتماعي تحكي علي الحالة المحزنة التي يعيشها الفريق الازرق او صاحب (الصفر الدولي) كما يطلقون عليه ، في اتجاه استمرار اخفاقه في هذا الجانب .
ولايجد انصار الهلال مايقولونه ويكتفون بالصمت خاصة وان للمريخ مواجهة منتظره بعد يوم من خروج الهلال من البطولة امام مازيمبي ، ومن واقع الحماس والتصريحات الواثقة لمدرب فريق المريخ الفرنسي دييغو غارزيتو بضمان التاهل من معقل (الغربان) فريق مازيمبي الكنغولي ، فضلوا الصمت وانتظار ماتسفر عنه نتيجة المباراة ، مع الوضع في الاعتبار ان اعدادا كبيرة من انصار الفريقين كانا يتمنيان عدم تاهل الفريق الآخر .
وجاء يوم المباراة وانهي المريخ شوط اللعب الاول بالتعادل السلبي لترتفع الامال بامكانية التاهل وفي المقابل دخل الخوف قلوب انصار الهلال من حدوث التاهل الذي لايرغبون فيه ، الا ان شوط اللعب الثاني حمل له الانباء السعيدة بالانهيار الكامل لفريق المريخ وتعرضه لهزيمة قاسية وصلت ثلاثة .. لتجد اغنية (تلاتة نيسانات) الحظ الاوفر من الانتشار في مواقع التواصل الاجتماعي، اغنية تحكي عن مشاهد من واقعنا الكروي.
