الآن وبعد فوز الهلال على مازيمبي وفوز المغرب التطواني على سموحة أصبحت مجموعة الهلال القوية معقدة جداً بتساوي ثلاثة أندية بنفس رصيد النقاط.. المغرب التطواني والهلال ومازيمبي يمتلكون 8 نقاط.. والمتبقي جولة واحدة.. وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يطرحون السؤال التالي.. ماذا سيحدث إذا تعادل الهلال مع سموحة وتعادل المغرب التطواني مع مازيمبي.. والسؤال منطقي لأن الأندية الثلاثة سترتفع نقطة واحدة لتصبح 9 نقاط.
لائحة الكاف واضحة.. في حالة تساوي ناديين أو أكثر في النقاط فإن الحسم يكون بمعيار مجموع النقاط بين الأندية المتساوية.. بمعنى أن نتائج هذه الأندية مع نادي سموحة ستكون خارج العملية الحسابية.. بالتالي سيكون الترتيب على النحو التالي.. المغرب التطواني في الصدارة برصيد 6 نقاط (بفوزه على الهلال في ام درمان وتعادله معه في المغرب بالإضافة إلى نقطتين من مازيمبي ذهاباً وإياباً).. الهلال خمس نقاط (بفوزه على مازيمبي وتعادله معه هذا بالإضافة إلى نقطة المغرب).. أما مازيمبي فسيكون ثالثاً بثلاث نقاط (من خلال التعادل مع الهلال والتعادل ذهاباً وإياباً مع المغرب)... لاحظوا أن هذه الحسابات متعلقة بإنتهاء مباراتي الجولة الأخيرة بالتعادل.
ولتدعيم هذه المعلومة أجريتُ إتصالاً هاتفياً بالأستاذ مجدي شمس الدين عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الأفريقي والذي قال لي نفس الكلام مشيراً إلى أن الموضوع سيصبح أشبه بدوري بين ثلاثة أندية وصاحب النقاط الأقل هو من سيغادر.. بمعنى أن مازيمبي سيكون في الباي باي!
عموماً الجميل في الموضوع هو أن الهلال سيتأهل إلى الدور نصف النهائي إذا حصل على نقطة من ملعب سموحة.. بغض النظر عن نتيجة مباراة لوممباشي.. نقطة واحدة تكفي.. ولكننا نحلم بالنقاط الثلاث من أجل التأهل عبر عبوابة الصدارة.. وأعتقد أن الهلال قادر على تحقيق الفوز على سموحة.. فقط الموضوع يحتاج إلى جُرأة.. أو (جراءة).. وعلى قول محمود عبد العزيز في فيلم إبراهيم الأبيض.. (الجراءة حلوة مافيش كلام)!

صلاح إدريس يريد كنتاكي..!
لا ادري هل هناك صلة قرابة بين صلاح إدريس والمطربة أحلام ولكن المؤكد أنهما يتفقان في (المزاجية).. أذكر أن أحلام ومن خلال برنامج غنائي شهير طالبت على الهواء مباشرة بإحضار دجاج كنتاكي صائحة (أبي كنتاكي أبي كنتاكي.. كيفي كيفي).. وكيفي تعني مزاجي!.. أحلام طلبت (كنتاكي) على الهواء مباشرة.. وصلاح إدريس طالب بعدم تناوُل مشاكل أهلي شندي ثم رجع في كلامه ليكون هو أكبر (المتكلمين) مُحولا ضمير المتكلم إلى (مزاج المتكلم)!
صلاح إدريس إعترف بوجود مشاكل أو خلافات في نادي أهلي شندي.. وذهب إلى أبعد من ذلك بالتصريح بالأسماء مؤكداً أن هناك خلاف بين هيثم مصطفى ومدير الكرة عبد المهيمن الأمين ليناقض نفسه بعد أن طالب قبل أسابيع قليلة جميع الإعلاميين بالصمت وعدم تناوُل مشاكل الفريق.. الحكاية مزاج يا جماعة.. بالمزاج مافي زول يتكلم.. وبالمزاج (أنا حأتكلم)!
صلاح إستخدم كرت (عودة هيثم) في حملته الإنتخابية الأخيرة بمعنى أنه راهن عليه ولكن رهانه كان خاسراً لأنه غير مبني على أرضية صلبة.. فالأغلبية كانوا ضد عودة هيثم.. وبعد ذلك راهن على المردود الذي سيقدمه هيثم في أهلي شندي ولكنه تناسى ولا أقول نسي أن هيثم خميرة عكننة.. لا يمكنه أن يلعب دون أن يثير المشاكل.. وها هو هيثم يكرر ما كان يفعله في الهلال في أهلي شندي من خلال مشاكله مع مدير الكرة عبد المهين الأمين (الذي قدم إستقالته حسب صحيفة قوون).. وهي المشاكل التي حاول أن (يدلعها) صلاح بقوله أنها خلاف في الإختصاص وتقاطُع المهام.. شفيق يا راجل.. تداخل في الإختصاص؟.. تداخل في الإختصاص أم تداخل في (الهيمنة)؟.. ولماذا يخرج هيثم من الأساس من إختصاصه كلاعب ويتمدد؟
صلاح أحد أسباب تصرفات هيثم.. وما يفعله هيثم الآن كان يفعله في الهلال (في أيام صلاح) وأيام البرير.. ولكن الفرق بين صلاح وبين البرير هو أن الأول كان وما زال (ضعيفاً) أمام هيثم.. في الوقت الذي إتخذ فيه الثاني القرار الأقوى في تاريخ الهلال بشطب هيثم.. ولو لم يفعل البرير غير الإستغناء عن هيثم لكفاه!

إستمرارية الكوكي تدعم مصالح الهلال
حقق الهلال الأهم في مباراة مازيمبي من خلال تحقيقه لأهم إنتصار في الموسم.. ثلاث نقاط ثمينة أعادت الهلال للواجهة وجعلته قريب جداً من التأهل للدور نصف النهائي.. أقول أهم إنتصار لأن المباراة كانت أخطر مباراة لأنها كانت ستحدد شكل الموسم.. ففي حال خسارة الهلال فإن الموسم الأفريقي كان سينتهي وقد يتسبب هذا الأمر في إنتهاء الموسم المحلي للهلال بخسارة العديد من النقاط بحسابات الأثر النفسي.. فخروج الهلال قاسي.. ما بالك إذا تزامن معه تأهل المنافس التقليدي للدور نصف النهائي (وأنا هنا أتحدث عن الأمور النفسية).
عموماً إنتصار ثمين لعب فيه اللاعبين أدوار كبيرة.. ولكن يجب أن لا ننسى دور الجهاز الفني بقيادة المدرب المحترم نبيل الكوكي.. الكوكي إختار تشكيلة جيدة (حسب المتاح) ولعب بتنظيم ممتاز.. وأجمل شيء هو أنه أشرك كاريكا في خط الهجوم وهو الأمر الذي كتبتُ عنه وطالبتُ به وقد ساهم كاريكا في الهدف (الماسي) ولا أقول الذهبي.
أي مدرب له أخطاء.. وسبق أن إنتقدنا هذا المدرب.. ولكن في عز إنتقاداتنا له كنا ضد فكرة التفريط فيه.. فالهلال عانى كثيراً بسبب ظاهرة إستبدال المدربين.. وحتى الآن لا أفهم لماذا إستغنى الهلال عن النابي أو فلنقل (لم يحافظ عليه).. الكوكي يجب أن يبقى مع الفريق.. يجب أن يكون موجوداً في الموسم القادم.. فمع لاعبين شباب مثل محمد عبد الرحمن وأطهر ووليد علاء الدين وصهيب بالإضافة إلى وليد الشعلة سيكون شكل الهلال في الموسم القادم أفضل.. الهلال يحتاج إلى الإستقرار الفني.. والإستقرار يعني بقاء الكوكي وخالد بخيت موسماً إضافياً في كل الأحوال.

تصريحات الكاردينال سليمة ولكن..!
لم يكن الكاردينال موفقاً بخصوص التصريحات المتعلقة ببكري المدينة.. الكاردينال قال لشقيق المدينة وخاله (أثناء المفاوضات) أنه غير مقتنع بإمكانيات هذا اللاعب وأنه كان يريد أن يستغني عنه ولكنه إستجاب لرؤية اللجنة الفنية.. وأكد هذا الأمر في لقائه التلفزيوني والذي قال من خلاله أن المدينة يهدر خمس فرص ويحرز هدف واحد.
على المستوى الشخصي أتفق من ناحية المبدأ مع الكاردينال في عدم إقتناعه بإمكانيات المدينة.. كلامه سليم.. فهذا اللاعب أقل من الهلال.. ولكن في نفس الوقت أعتقد أنه لم يكن موفقاً بإطلاق هذه التصريحات.. فتصريحات الكاردينال التي قال من خلالها أنه غير مقتنع بإمكانيات اللاعب وأنه يهدر خمس فرص وما إلى ذلك إستفزت المدينة.. والإستفزاز يولد الإنفجار.. المدينة سعى لإثبات الذات عبر المريخ والرد ولو بصورة غير مباشرة على الكاردينال.. واعتقد أنه نجح في الرد ولو مرحليا..!
شخصياً ما زلتُ أرى بأن المدينة لا يستحق كل هذه الضجة.. هو في رأيي مهاجم يعتمد على سرعته لا أكثر.. ولكن رغم ذلك يجب أن نتعرف بأن المستوى الذي يقدمه في المريخ أفضل من المستوى الذي كان يقدمه في الهلال.. ولا أظن أنه اللاعب الأول الذي يحدث معه ذلك.. فالنجم الخلوق نصر الدين الشغيل قدم نفسه في الهلال بصورة أفضل.. بل أن مستواه أصبح أرقى بالمقارنة بمستوياته مع المريخ.. وأعتقد أن القاسم المشترك بين المدينة والشغيل هو إثبات الذات.