قبل مباراة الهلال ومازيمبي كان الكثير من المريخاب يتحدثون ويؤكدون أن مازيمبي سينتصر على الهلال بل أن البعض تحدث عن إكتساح الفريق الكنغولي للهلال.. وعندما وصلت بعثة مازيمبي إلى الخرطوم إستقبلها بعض المشجعين المهووسين في دعم واضح لرفاق كديابا.. ولكن المريخاب الذين كانوا يتوقعون خسارة الهلال نسوا وربما تناسوا أنهم يتحدثون عن الهلال.. الفريق الكبير الذي لا يخسر مباراتين على التوالي داخل الأرض.. الفريق الذي يسقط ولكنه يعرف كيف ولماذا ينهض.
الهلال خسر في امدرمان أمام المغرب التطواني.. وهذا الأمر ورغم أنه كان قاسياً إلا أنه يحدث مع أكبر أندية العالم.. شاهدنا بايرن ميونخ يخسر في ملعبه في دوري أبطال أوروبا.. شاهدنا ريال مدريد يخسر في ملعبه.. وكذلك ارسنال وليفربول وبقية الكبار.. خسر الهلال أمام التطواني فتحدث البعض عن خروج الهلال من حسابات التأهل لأنه لن يستطيع الفوز على مازيمبي.. ولكن لأنه الهلال.. أول فريق سوداني يتأهل إلى مربع الكبار في البطولة الأفريقية في منتصف الستينيات.. لأنه الهلال الفريق الذي وصل إلى نهائي البطولة مرتين.. لأنه الهلال الذي يتأهل بشكل (شبه) منتظم إلى دور المجموعات.. لأنه الهلال الكبير.. والكبير يظهر في المباريات الكبيرة.. لأنه الهلال كان طبيعياً أن يحقق أغلى إنتصار في الموسم على الفريق الكنغولي في ظروف هي الأصعب والأقسى!
أقول ظروف هي الأصعب والأقسى بحسابات الضغط النفسي الرهيب بعد الخسارة أمام المغرب التطواني والضغط النفسي المتعلق بالمباراة نفسها بإعتبار أنها أخطر مباراة في الموسم لأن أي نتيجة غير الفوز كانت ستضرب موسم الهلال في مقتل.. وبكل تأكيد لا ننسى الغيابات الكثيرة في الفريق والتي زادت الأمر صعوبة.. فداسي.. اتير توماس.. نيلسون.. جوليام.. كيبي.. لهذا فإن الإنتصار كان كبيراً.. رائعاً.. لامعاً.
والإنتصار على مازيمبي بالذات له طعم ختلف.. له لون يختلف عن كل الألوان.. فهو الفريق الذي يتحدى الهلال دائماً.. نجح في الفوز على الهلال مرة.. ومرتين.. ولكن لأن الهلال يعرف كيف ولماذا يرد.. فاز عليه مرة.. ومرتين.. و(تلاتة).. وإذا كان مازيمبي قد فاز على الهلال في أم درمان.. فإن الهلال هو الآخر قد فاز عليه في لوممباشي.. وفي هذا العام خرج الهلال بأربع نقاط كاملة من مازيمبي.. والملاحظ أن مازيمبي في المواجهتين لم يستطع زيارة شباك الهلال على الإطلاق.
الهلال قام بتصحيح المسار من خلال الفوز الغالي.. الآن يحتاج إلى نقطة لضمان التأهل.. وهو أمر أفرحنا بالطبع.. ومن أجل الكرة السودانية فرحنا ايضاً لتأهُل المريخ للدور نصف النهائي.. وسبق وكتبنا وقلنا أن صعود الهلال والمريخ للدور نصف النهائي مفيد للكرة السودانية.. باركنا للمريخ التأهل.. وأشدنا به.. صحيح تحدثنا وقلنا أن مجموعة المريخ (دمها خفيف) وهذه حقيقة ولكن في نفس الوقت قلنا أن هذا الأمر لا يُقلل من شأن تأهل المريخ.. في النهاية المريخ تأهل للدور نصف النهائي (للمرة الأولى في تاريخه).
وفي الوقت الذي نتحدث فيه بشكل إيجابي عن المريخ يتحدث فيه كثير من المريخاب بشكل سلبي عن الهلال.. هذا يقول بشكل ساخر الهلال ضعيف.. وذاك يقول التحكيم في مباراة مازيمبي كان مع الهلال.. ويظهر طرف ثالث فيتحدث بفخر عن تأهُل المريخ من خلال أربع جولات فقط مؤكداً أن هذا الأمر لم يفعله الهلال.. وهي أقوال تعبر عن حالة إنعدام الوزن التي تسبب فيها فوز الهلال على مازيمبي.
تأهُل المريخ من خلال أربع جولات لا يعتبر شيئاً مميزاً لسبب بسيط.. لأن المجموعة خدمت المريخ بشكل واضح من خلال إنتصارات إتحاد الجزائر المتتالية.. لولا الإتحاد لما تأهل المريخ من خلال أربع مباريات فقط.. ويمكن أن نقول ايضاً أن لمولودية شباب العلمة دور في تحويل المجموعة إلى نكتة سخيفة بحسابات بطولة دوري الأبطال!
محاولات إظهار المريخ بمظهر الفريق السوداني الأفضل على مستوى تاريخ بطولة دوري أبطال أفريقيا لمجرد أنه تأهل للدور نصف النهائي من خلال أربع مباريات فقط محاولة ساذجة.. فتفوق الهلال على المريخ في البطولة الأفريقية لا يحتاج إلى براهين.. هو مثل قمر 14.. وهذا الكلام لا أقوله بحسابات هلاريخية ضيقة.. هذا هو الواقع.. والواقع لا يكذب ولا يتجمل.
الحديث عن وصول الهلال شبه الدائم إلى دور المجموعات معروف.. ولكنني سأتحدث عن جانب آخر.. سأتحدث عن حقيقة (علمية) تكشف الفوارق بين الهلال والمريخ على مستوى البطولة الأفريقية في السنوات الأخيرة.. ما هي الحقيقة؟
الحقيقة هي أن المريخ لا يذهب بعيداً في البطولات الأفريقية إلا عندما يكون جيداً.. إلا عندما يكون في أفضل حالاته.. عندما يكون المريخ في أفضل حالاته يمكنه أن يصل لدور المجموعات في الكونفدرالية.. وقد فعل ذلك أكثر من مرة.. ويمكنه ايضاً أن يتأهل إلى دور المجموعات.. وقد فعلها مرتين.. ولكن عندما يكون في اسوأ حالاته فإنه يخرج من الدور التمهيدي.. وكلنا يعرف ارتباط المريخ بالتمهيدي!.. بمعنى أدق إرتباطه (بالخروج) من التمهيدي.
أنظروا إلى الهلال.. الهلال في اسوأ حالاته يتأهل إلى دور المجموعات.. الهلال في عام 2011 لم يكن يعيش أفضل حالاته الفنية ولكنه وصل إلى الدور نصف النهائي من البطولة.. وفي عام 2012 كان الفريق يعاني الأمرين بسبب مشاكل هيثم مصطفى والأجواء كانت ملبدة بالغيوم ولكن الفريق عرف كيف يصل إلى الدور نصف النهائي في الكونفدرالية.. وفي العام الماضي لم يكن الهلال مقنعاً من ناحية المستوى.. ولم يكن مستقراً من ناحية التدريب.. ورغم ذلك وصل إلى دور المجموعات.. ونفس الأمر هذا العام.. فبالرغم من إنتقادات الكثيرين للمستويات التي يقدمها لاعبو الهلال.. وبالرغم من المشاكل الهجومية والغيابات المتفاوتة ها هو الهلال يتجاوز كل ذلك ويتأهل إلى دور المجموعات بل ويقترب من الدور نصف النهائي!
نحن سعداء لأن المريخ موجود في الدور نصف النهائي.. من أجل الكرة السودانية.. وسعداء لسعادة الإخوة في المريخ.. سعداء من منطلق (حب لأخيك ما تحب لنفسك).. ولكن سعادتنا هذه لا تمنعنا من قول الحقيقة.. والحقيقة تقول أن المريخ في أفضل حالاته = الهلال في اسوأ حالاته.. وهناك حقيقة أخرى تقول أن ما حققه المريخ اليوم ولأول مرة في تاريخه حققه الهلال قبل خمسين عاماً.. وحققه بعد ذلك مرات ومرات..!!
المخلوعين بيها بضربات جزاء نصفها وهمية , ولو لاها لكنتو الان في سيكافاتكم مع التاكسي التعاوني والتشي تشي وطلبة اكاديمية فيكتوريا , صحيح الاختشو ماتو
الحقيقة لا تتجمل ...
شكرا جميلا ...أستاذ أكرم،
ودع لغيرك .. الصراخ والجعجعة ... وقديما قالوا: الإناء الفارغ يحدث ضجيجا..
أنه الهلال ...وكفى .....
..
تعرف يا استاذ اكرم نسيت لي خلعة تالتة..وهي هزيمة سيد البلد لمازيمبي..بالله عليك دي ما أم الخلعات..
بقي ان نضيف لقب آخر لبني صهيون ..فهم تمهيداب..طيشاب..ضليلاب..خليعاب
ما الذي حققه خلال ثمانين عاما؟؟؟؟؟؟؟
اها وقع ليك الكلام؟؟؟؟
المثل يقول اللبيب بالأشارة يفهم . و غير اللبيب يفترض بالشرح يفهم
لا هذه و تلك ,, أنه التعصب الأعمي