وجد الهلال نفسه مُجبَراً على المرور بالطريق الصعب بعد خسارته المفاجئة في الجولة الرابعة أمام المغرب التطواني.. والطريق الصعب يعني أهمية وضرورة الفوز على مازيمبي في الجولة الخامسة.
الطريق صعب.. ولكن الهلال أصعب.. الهلال الكبير الذي كتبنا كثيراً وقلنا أنه يظهر في المواعيد الكبرى.. وبالأمس كان الموعد كبير.. وكان الهلال كبيراً من خلال الأداء المسؤول للاعبيه.. وكما قلتُ في يوم المباراة أن الأداء المسؤول سيذهب في إتجاه النتيجة المرجوة.. وحتى إذا لم يذهب في إتجاهها فإن النتيجة المرجوة ستذهب لوحدها نحو الأداء المسؤول.. إنتصر لاعبو الهلال لأنفسهم.. ولجهازهم الفني بقيادة الكوكي وخالد بخيت.. إنتصر لاعبو الهلال لمجلس الإدارة.. والأهم من كل ذلك إنتصروا للجماهير التي لم ترمي المنديل بعد الخسارة أمام التطواني.. جماهير الهلال التي تستحق الفرح.. ببساطة.. لأنها جماهير (الهلال).
يا سلام على سيف مساوي الذي قدم واحدة من أروع مبارياته.. ليس في هذا الموسم بل في كل المواسم.. دفاع الهلال بشكل عام قدم مباراة كبيرة.. مالك كان في مستوى العشم.. بوي عشرة على عشرة.. إستعاد أراضيه بسرعة.. سيسيه ايضاً ظهر بشكل جيد.. وأمام رباعي الدفاع كان الشغيل وبشة وأطهر في الموعد.. وحتى في النصف الثاني من الشوط الثاني وعندما إنخفض تركيز لاعبي الهلال أصحاب النزعة الدفاعية كان ماكسيم حاضراً.
يا سلام على ماكسيم والذي تصدى لأكثر من كرة خطيرة وكان فدائياً للحد البعيد لدرجة أنك تشعر أنه سوداني بالميلاد.. هو سوداني بالفعل ومن مواليد ام درمان.. تحديداً حي العرضة.. ماكسيم تصدى لكرة صعبة لا يتصدى لها إلا حارس كبير.. وبعد ذلك تعامل بشكل مميز مع أكثر من كرة.. ماكسيم يؤكد دائماً أنه لا يقل أهمية من المهاجمين.. فإذا كان المهاجم يسجل الهدف فإن الحارس يُؤمن النتيجة.. منذ زمن طويل لم أشاهد حارساً مميزاً للهلال مثل ماكسيم.. ماكسيم هو (يور الجديد).. وإذا كان يور قد قدم مباراة كبيرة في نصف نهائي كأس الأندية الأفريقية عام 87 أمام كانون ياوندي فإن ماكسيم قدم مباراة كبيرة.. مباراة تُعتبر مفتاح التأهل.
المعلق الكبير علي الريح أثناء تنفيذ ركلات الترجيح في مباراة كانون ياوندي كان يقول (يللا يا يور).. ونحن نقول (يللا يا ماكسيم).. مزيد من المستويات القوية حتى يصل الهلال للمباراة النهائية.. يللا يا ماكسيم.. ويللا يا مساوي.. ويللا يا بشة.
وبشة تحرك في كافة أرجاء الملعب وبذل مجهودات مقدرة دفاعاً وهجوماً.. صحيح لم يكن موفقاً في بعض الفرص ولكنه كان موفقاً من خلال مهامه الدفاعية.. مطاردة المنافس.. إفتكاك للكرات.. برافو بشة.. برافو كاريكا.. أقول برافو كاريكا رغم أنه من الناحية الظاهرية لم يقدم مباراة كبيرة ولكن يكفي أنه تسبب في الهدف (الماسي) من خلال التسديدة التي جعلت كديابا (ينفض) الكرة لتجد الرشيق أطهر مسجلاً أغلى أهداف الهلال في الموسم.. ولو يتذكر القاريء أنني قلتُ أن مباراة مازيمبي مباراة كاريكا أكثر من كونها مباراة الجزولي مطالباً بإشراكه كمهاجم صريح.. ولو لم يفعل كاريكا في المباراة شيئاً غير (تسبُبه) في هدف المباراة الوحيد لكفاه.
ومشاركة أطهر كانت (ضربة معلم).. تحركات مميزة لهذا اللاعب وهدف أراح جماهير الهلال.. هو هدف الموسم في رأيي الشخصي.. وأطهر هو مفاجأة الموسم السارة فقد قدم مستويات أكبر من عمره وأكد أنه لاعب الحاضر قبل أن يكون لاعب المستقبل.. برافو أطهر الذي قدم مستوى كبير في وسط الملعب وكان حلاً (طبيعياً) في الطرف الأيمن بعد خروج سيسي مصاباً.
وهل ننسى الشغيل جمل الشيل؟.. لا يمكن.. وهل ننسى نزار العويران؟.. إستحالة.. الثنائي لم يكن في يومه من ناحية العرض المميز ولكنه كان في يومه بحسابات الروح القتالية.. الشغيل معروف بالروح القتالية لهذا لم يكن أداءه غريباً ولكن الشيء الجميل تمثل في تقديم نزار لنفسه بمظهر اللاعب المقاتل.. أما اندرزينهو فقد ساهم في الهدف الوحيد بتمرير الكرة لكاريكا.. وبالإضافة إلى ذلك مرر بعض الكرات المميزة.. أخفق في ترويض عدد من الكرات.. فقد عدد آخر من الكرات.. ولكنه كان مجتهداً وحاول أن يفعل شيء من أجل الهلال وقبل ذلك من أجل نفسه.. القادم أفضل مع اللاعب البرازيلي.
فوز الهلال بالأمس أكد أن الإستحواذ ليس هو الطريق الوحيد للفوز في المباريات المعقدة فالهلال في مباراة التطواني كان الأكثر إستحواذا ولكنه خسر في النهاية.. وبالأمس كان مازيمبي الأكثر إستحواذاً ولكن الهلال وبطريقة تشلسي عرف كيف يحافظ على النتيجة.. أمر جيد أن تعرف كيف تنتصر على فريق مثل مازيمبي رغم أنه الطرف المستحوذ على الكرة.. وأمر أكثر جودة أن تعرف كيف تفوز بالنقاط الثلاث بهدف واحد.. وهذا ما كان يفعله السير اليكس فيرجسون مع المان يونايتد في الكثير من المباريات.. فيرجسون كان يعرف كيف يحافظ على هدفه الوحيد وقد فاز بالدوري أكثر من مرة من خلال فوزه في عدد كبير من المباريات بنتيجة (واحد صفر).. وهي النتيجة الأصعب.. والأخطر.

صباح الخير بالليل
بعد قرعة دور المجموعات قلنا أن مجموعة الهلال مجموعة قوية وقلنا أن مجموعة المريخ مجموعة سهلة.. وبعد أن تأهل المريخ من خلال أدائه لأربع مباريات فقط قلنا نفس الكلام.. والآن تأكدت هذه الرؤية.. الهلال 8 نقاط.. مازيمبي 8 نقاط.. والتطواني في حال فوزه على سموحة سيرتفع إلى 8 نقاط (أكتب في الدقيقة 70 والمتبقي من المباراة 20 دقيقة والنتيجة تشير إلى تقدُم الفريق المغربي بهدف).. إذن الهلال ومازيمبي بنفس عدد النقاط.. وفي حال فوز التطواني فإن الأندية الثلاثة ستتساوى في النقاط والحسم سيكون في الجولة الأخيرة!
هل تعادل سموحة في النهاية وأراح الهلال وجعله يضمن التأهل بشكل رسمي؟.. الجواب عندك عزيزي القاريء لأن النتيجة الآن معروفة بالنسبة لك.. ولكن حتى ولو إنتهت المباراة بفوز التطواني كما هو متوقع فإن الموضوع لن يكون خطيراً.. فالهلال الذي تعادل مع مازيمبي في الكونغو وتعادل مع التطواني في المغرب يمكنه أن يخرج بنتيجة إيجابية من ملعب سموحة.. نتيجة قد تجعله يتأهل كمتصدر للمجموعة.. بمعنى أن الموضوع قد لا يتعلق بالصعود فحسب.. وصدارة المجموعة تعني أن منافس الهلال سيكون المريخ.. هلال مريخ في الدور نصف النهائي لأبطال أفريقيا.. وفي الكونفدرالية ربما يلتقي الأهلي والزمالك في نصف النهائي.
الهلال قريب من التأهل للدور نصف النهائي.. وليس بعيد من النهائي.. رغم كل المشاكل التي يمر بها الهلال نقول أن الفرصة تاريخية للفوز باللقب.. الفوز باللقب يعني أن هذا الجيل سيفعل ما عجزت عنه الأجيال السابقة.. الفوز باللقب يعني مباراة السوبر الأفريقي والتي قد تكون مع الأهلي الخصم القديم المتجدد.. الفوز باللقب يعني المشاركة في كأس العالم للأندية حيث برشلونة... مليار مبروك.. كبير يا هلال.. كبير اوي.