الطامحون

* كما كان متوقعا فاز الدكتور معتصم جعفر برئاسة اتحاد كرة القدم .. ورغم ما صاحب انتخابات الاتحاد من مغارز ومكارس نبارك للدكتور معتصم جعفر الذي عمللهذا اليوم من وقت مبكر .. وللذين يقولون ان الرجل قد ضرب استاذه من الخلف لم يكن يدركون ان وهج السلطة في اغراءاتها تعمي البصيرة وتحجر القلوب ليبقى الطموح هو الذي يحرك النوازع ويبدل القناعات ..
* حسرة الدكتور كمال شداد على خيانة تلاميذه بالعهود لم تكن وليدة الصدفة لو تمعن الرجل واستفحل فيه لوجد ان المتغيرات قد اصبحت واقعا منشودا لمن يمسكون بزمام الامور .. وان الدكتور الذي كان يمسك بالامور قد جار على دنياه بالكثير مما اوجد الضغائن في القلوب فكان صبرا ليأتي يوم ان تصفي القلوب من ثقلها ..
* معتصم جعفر احد تلاميذ الدكتور كمال شداد وكان اكثرهم التصاقا به .. فالرجل يعرف لعبة الانتخابات والموازنات وما ستؤول عليه النتائج فقد رأت فيه كتلة الاوسط انه اقدر الموجودين لخوض هذه الانتخابات لذلك عمل الجميع منذ وقت مبكر في كيفية ايصال ابن المنطقة لهذا المنصب الكبير فقد تكسرت طموحات شداد امام هؤلاء الطامحين فما كان له ان يتحسر لان تغيرات الزمن تفرض نفسها وان لعبة الديمقراطية هي الصد الواقي لك الاخفاقات والتي كان للدكتور يد فيها وهي التي قصمت ظهره لانه لم يعمل على تطوير اللعبة كما هي الاماني .
* الواقع الذي يعيشه السودان ليس جديدا على فطنة الشعب السوداني الذي يعيش مرارات الانقسامات والتحزب والموازنات والمصالح التي اصبحت هي الطاغية والمحركة لدولاب الحياة .. مشكلة السودان مشكلة غامضة وغارقة في الوهن تاهت فيها العدالة فانغمس فيها الناس على ملذاتهم .. ولن تكون الرياضة في بلادنا بعيدا عن كل الممارسات الذي شذ فيها ابناء الوطن فتكريس الجهوية اصبح هو الملاذ لصراع السلطة والثروة .
* الدكتور كمال شداد سيقي رمزا للعنا وقد عرف عنه عدم الاستستلام والقبول بالهزيمة وقد عاشره قبيلة الرياضيين وعرفوا عنه تلك الصفة التي اخذت حيزا من قبوله للرأي الآخر .. فالرجل كان باستطاعة وهو الخبير بشئون الكرة في بلاد الذي مهد له ان يجد مكانا مرموقا في منظمة الكرة الافريقية والعالمية .. كان باستطاعته ان يفيد كرة القدم السودانية وهو الرجل الذي كان يكابر بالقوانين ان يعالج عيوب القوانين واللوائح والتي كان يشارك في صياغتها بأن يكون منظوره للتطوير وفقا للمنهج الذي يتبعه الفيفا .
* اخذ على الرجل انه كان يوظف القوانين واللوائح وفقا لاهوائه مما اوجد فجوة بينه وبين القائمين على امر الرياضة في بلادنا وهو لم يترك موسما الا وقد اشعل فيها فتيل الخلافات والتي دائما ما كان يتراجع عنها من شدة الضغوط التي كانت تطاله بثغرات في القوانين واللوائح والتي لم يسطع الدفاع عنها بقناعاته .. هذه كانت من احد اهم الاسباب التي جعلت الوسط الرياضي يطالب بالتغيير .
* التوليفة التي جاءت بها انتخابات الاتحاد العام هي نفس التوليفة التي كانت تدير كرة القدم في السابق فقط خروج الدكتور شداد هو العنصر المفاجيء واعتقد ان الاخفاقات التي مرت بها كرة القدم يشارك فيها القادمون الجدد السابقون ولانعلم حتى الان ما هي المشاريع التي يمكن ان تنفذ في ظل عزوف الدولة عن دعم كرة القدم في البلاد بادعاء انها ليست من الاولويات ..
* الضغوط ستكون كبيرة على مجلس ادارة اتحاد كرة القدم من اجل التغيير في الاسس والمعايير وهي المحك الحقيقي لقدرة تلاميذ شداد في العمل من اجل التطوير .. واعتقد ان الاعضاء في الجمعية العمومية والتي ترتكز غالبيتها في الاتحادات الهلامية لن تستطع ان تقدم نفسها نسبة لقلة الخبرة والموارد التي يمكن ان يساهموا بها في تطوير الكرة في مناطقهم .. سيكون التركيز على الثلاثي معتصم جعفر ومجدس شمس الدين واسامة عطا المنان وسيكون الطريفي صديق ايضا حاضرا لخبرته الطويلة . لكن امام هؤلاء تحيديات كبيرة فهل هم على قدر هذه التركة .
* ترشيح الارباب لنفسه في هذه الانتخابات تركت اكثر من علامة استفهام .. لكن الذين يعرفون الارباب عن قرب يدركون ان الرجل صاحب مفاجآت وهو دائم ما يثير الغبار حوله وهو يفجر الكثير من المثير المدهش .. فهو يملك كل الادوات التي تجعله دائما في وجه الاحداث مما يجعل الاتجاهات تسلط عليه الاضواء .. وليس غائبا على الجميع ان الارباب صلاح ادريس قد امتلك خبرة كافية وله رؤية واضحة للتغيير وله طموح كبير في ما يخدم كرة القدم في بلادنا .. وهو الذي حاول واجتهد من خلال ترؤسه لاكبر نادي في السودان ان يغيير المفاهيم البالية بكل ما استطاع من قوة وهو الذي اكتوي بنيران القوانين المكبلة .. لكنه خبر دروبها وابرز عيوبها وصارع من اجل اصلاحها .
* كثيرون راهنوا ان الارباب كان يستطيع ان يكسب معركة انتخابات كرة القدم لو عمل الرجل لها مبكرا بجدية بتقديم برنامج طموح .. لكن تبقى الدوافع التي جعلته يخوض هذه الانتخابات بتلك الفجائية تبقى من الاسرار التي لايمكن ان يبوح بها الارباب الا اذا اراد ان يقيس من خلال دخوله لهذه اللعبة مكانته في الوسط الرياضي وقبولله لدي الاخرين ..
* البعض ذهب اكثر من ذلك بأن خرجت الاقاويل التي تقول ان الارباب اراد بدخوله لهذه المعركة في وقت متأخر الهروب من الهلال بعد ان ثل عليه الحمل اضافة ا لي عدم انسجامه مع المجموعة التي تدير شئون هذا الكيان .. او انه اختبار لقدرة هؤلاء على تسيير امور النادي بعيدا عنه والاستعداد مبكرا لخوض الجولة القادمة من الانتخابات .. او انه بذلك ايضا يتيح الفرصة لاؤلئك الذين يقفون على الرصيف ماذا هم فاعلون بعد ابتعاده عن سدة رئاسة الهلال .
* ابناء الهلال امام تحدي كبير من جماهير واقطاب ورموز بعد ان ترك لهم الارباب الحابل بالنابل لسد الفراغ الذي تركه والفريق مقدم على الكثير من الاستحقاقات المحلية والقارية التي تحتاج الي الكثير من الاموال لتغطية مصروفات اللاعبين والاجهزة الفنية والرحلات الخارجية واعتقد ان المجلس الحالي فقير الي حد القناعة انهم لايمكن ان يواجهوا كل هذه المتطلبات بالسرعة المطلوبة . فماذا هم فاعلون .
* نبارك للاخ عبدالعزيز برجاس عضوية اتحاد كرة القدم حيث كسبت المنظومة رجلا سيكون اضافة حقيقية في الرأي والعمل من اجل التطوير ..
* ونقول للارباب هاردلك فانت لم تخسر لكن الكرة خسرت رجل كان يمكن ان يسهم بشكل فعال فيما عجز عنه الاخرون .