لا يمكن أن نعتبر أن التعادل الذي عاد به الهلال من كادوقلي بمثابة نكسة اوكارثة وهي نتيجة يفترض أن يتعامل معها الجهازين الفني والإداري بهدوء للاستفادة من سلبياتها ومحاولة إعادة التوازن للفريق المقبل على مواجهة افريقية مصيرية .
التعادل الذي عاد به الفريق الأزرق من أمام هلال الجبال قد يكون طبيعيا ومقبولا اذا ما نظرنا للملعب الذي أقيمت عليه المواجهة والذي كان أشبه بحظيرة لتربية الثيران .
تفاجأ الهلال بإقامة المباراة على ملعب المدينة القديم رغم أن هلال الجبال هجر هذا الملعب وظل يقيم مبارياته في الملعب الجديد الذي تم تشيده على يد الوالي السابق أحمد هارون .
ما جرى في كادوقلي يكشف حقيقة واحدة وهي الأساليب الملتوية التي تتبعها بعض أندية الممتاز في سبيل الحصول على نقاط من أمام فريق مثل الهلال .
إقامة مباراة رسمية في الممتاز في ملعب متهالك لا يصلح لسباق الثيران بارضيته المليئة بالطفيليات والتي لا تصلح لمباريات كرة القدم يؤكد سوء نية إدارة فريق هلال كادوقلي.
الآن عرفنا لماذا يقبع فريق كادوقلي في المؤخرة وهو أصبح على بعد خطوات من السقوط إلى الهاوية غير مأسوف عليه لأنه لايستحق أن يكون ضمن منظومة الدوري الممتاز اذا كانت هذه أساليب إدارته.
مايحدث من هرج ومرج في مباريات الممتاز يستحق الوقفة الصارمة ونستغرب موقف اتحاد الكرة الفاشل من هذه الممارسات المرفوضة التي تحدث أمام اعينه دون أن يوقف مثل هذا العبث.
ملاعب الدوري الممتاز يفترض أن يتم تحديدها من بداية الموسم وقبل إجراء القرعة ولا يترك الحبل على القارب لأندية مثل هلال كادوقلي لا تملك إدارته أدنى مقومات العمل الرياضي لتتلاعب بالمنافسة الأكبر وتمارس هذه الأساليب التي تعكس مدى فقر وخواء عقول إدارة هذا النادي .
تعرض اللاعب الصاعد صهيب الثعلب لاصابة في المباراة المذكورة وكان من الممكن أن يفقد الهلال ركائزه الأساسية اذا ما تعرضوا للإصابة بسبب سوء هذا الملعب الغير صالح .
عانى الهلال كثيرا في الموسم الحالي نظرا لكثرة الإصابات التي لحقت بلاعبين كثر ومن أسبابها سوء أرضية الملاعب التي لايصلح نصفها للمباريات وعلى رأسها استاد الخرطوم المتهالك.
هذه الحادثة ليست الأولى لأن أندية الفاشر ظلت تمارس نفس المسرحية الهزيلة وهي التي باتت تفرض على فريقي القمة اللعب في ملعب النقعة السئ الذي لا يصلح لممارسة كرة القدم بدلا من الاستاد الجديد الذي يعد الأفضل .
قبل الجولة الحالية عانى المريخ الأمرين أيضا بسبب إصرار إدارة مريخ الفاشر على إقامة المباراة في النقعة ليعود الفريق بنقطة وبصعوبة وكاد أن يفقد لاعبين أساسيين بسبب سوء أرضية الملعب .
إذا ظل اتحاد الكرة يتفرج على أندية الفاشر وكادوقلي وهي تمارس هذه الأساليب المرفوضة فحتما انه سيفقد لاعبين مهمين يشاركون مع المنتخب الأول من فريقي القمة .
في الموسم المقبل سيفرض الاتحاد الأفريقي على الاتحاد السوداني تطبيق دوري المحترفيين وستكون هنالك معايير محددة سيتم فرضها على الأندية ومن ضمنها الملاعب ومن لا يلتزم بالمواصفات القياسية سيتعرض لعقوبات رادعة وسنرى ماذا ستفعل إدارة هلال كادوقلي في هذه الحالة- هذا إذا صمد فريقها المتهالك وبقى في الممتاز .
الهلال طوى صفحة هذه المباراة وتفرغ جهازه الفني للتحضير للقادم وخاصة المباراة المفصلية أمام الغربان في الجولة الخامسة لدوري الأبطال .
لازالت الأوراق بيد إدارة الفريق ومدربه الكوكي والمطلوب ترتيب هذه الأوراق سريعا وإعادة التوازن للفريق وهنا يفترض أن تظهر شخصية القدرة التي يفترض أن تتعامل بحكمة وتكون قراراتها دقيقة .
من بداية الموسم الحالي والفريق يدفع ثمن أخطاء فادحة كانت في مرحلة إعادة بناء الفريق التي ارتكبت فيها إدارة الكاردينال أخطاءا بالجملة يجب الاعتراف بها .
الكرة ما زالت بملعب الهلال والتأهل للدور القادم في يد الفريق الأزرق الذي عليه أن يأكل من يديه اذا اراد التواجد مع الأربعة الكبار في نصف النهائي .
Nazar.ageeb@gmail.com