العلاقة بين إستثناء شداد ونجاح البطولة الأفريقية للمحليين..!
قبل شهر أو ما يزيد كتبت على هذه المساحة ما ملخصه أن استثناء شداد سيكون أمراً عسيراً ما لم يكن مستحيلاً، وذلك بناءً على معلومات مهمة كنت قد حصلت عليها من مطبخ القرار وكانت قد حملت لي مؤشراً على الأقل بأنه سيكون موضوع شد وجذب ولن يمر إلا بعد أن يتطور ويصبح أزمة حقيقية، ولأن السودانيين يحبون الأزمات ويعشقونها حتى الثمالة فقد تحول شداد الذي ظل شماعة لكل إخفاقات الكرة السودانية على مستوى منتخباتها وأنديتها إلى فرق الأحياء والفرقان إلى بطل قومي يناضل الناس من أجل إعادته لمقعده، وإن كانت الامور كلها بالنسبة لي طبيعية جداً لقناعتي بشخصية شداد ومنهجه في إدارة شؤون كرة القدم فإن السؤال الذي يبقى بارزاً في هذه المرحلة هو: لماذا يربط الناس نجاح البطولة الأفريقية للمحليين بوجود شداد على رئاسة إتحاد كرة القدم؟..
لنفترض أن قدراً قد حل بنا وافتقدنا الرجل كما افتقدنا قبله الآلاف من قيادات الحركة الرياضية، فهل يعني ذلك أن السودان سيفشل في تنظيم هذه النهائيات؟.. والسؤال المرادف هو: إذا افترضنا أن الجميع قد اقتنع بتطبيق القانون ومنع الرجل من الترشح مرة أخرى، فهل يعني أنه لن يعمل مع الإتحاد الجديد على إنجاح هذه البطولة التي يسعى البعض جاهدين لربط نجاحها بوجود البروفيسور شداد؟.. هذه مجرد أسئلة والحقيقة في أصولها ستظل ثابته ونحن مقبلون على أزمة حقيقية يساهم في إيقاد نيرانها الوزير الجديد حاج ماجد السوار بدلاً من إطفاءها لأنه وحتى الأمس لم يتخذ قراراً واضحاً وما صدر عن مكتبه الإعلامي قبل ثلاثة أيام كان قد أوصل للناس أنه قد قرر عدم إستثناء شداد، وهو من حقه بطبيعة الحال، ولكنه عاد مرة أخرى ليقول ما يشكك به في النشرة الإعلامية التي تخرج بصورة يومية من مكتبه، وهو ما يعني أن هنالك ربكة في الوزارة أو أنها اهتزت أمام أول أزمة رياضية حقيقية بعد أقل من شهر من التعيين، وكنت أتمنى لو أن الوزارة أرجأت كل ذلك إلى حين دراستها للملف بأكمله ومن ثم اتخاذ قرار واحد لا يقبل التراجع أو التشكيك أو حتى عقد المؤتمرات الصحفية، لأننا أمام أمر يتعلق بمذكرة مرفوعة من أندية واتحادات لإستثناء شداد، وهنالك قانون يعلو على الجميع ومن حق الوزير أيضاً أن يصل لإتفاق مع تلك الجهات لتمديد فترة الإتحاد مثلاً كحل وسط، إذا شعر أن المسألة مرتبطة بالمصلحة العامة.
الجمعية العمومية القادمة ستكون وبالاً على الوضع المترديء أصلاً لأنها ستشغل حيزاً من الوقت نحن بحاجة إليه لتعزيز استعداداتنا لنهائيات الأمم الأفريقية التي تبقى لها بضعة شهور وحتى الآن لم تباشر اللجان مهامها بالصورة التي تبشر بالنجاح.. مع العلم بأنها من البطولات الوليدة التي ستستقطب اهتمامات العالم بإعتبارها إحدى البطولات التي ستغذي الدوريات الأوربية بالمحترفين وسيكون هنالك ضيوف ربما وضعوا الخرطوم في حالة غليان أشبه بتلك التي عشناها أيام مباراة مصر والجزائر التأريخية، وهنالك ترتيبات كثيرة بحاجة إلى إعادة أبسطها الملاعب الرديفة والرئيسية المهملة وملحقاتها لضبط مواصفاتها وجودة أرضياتها وغيرها من الامور التي لا تنفع معها الإجتهادات في آخر شهر وشهرين، خاصة وأنه لدينا مقياس نجاح يمكن البداية منها.. وهي بطولة سيكافا التي استضافها المريخ قبل شهور، فإذا استطعنا أن نجهز حفلاً للإفتتاح والختام بمستوى ما كان في تلك البطولة فإنه سيكون نجاحاً طيباً، أما إذا انشغلنا بقضية شداد ونضال بعض الإتحادات الولائية وصراع الأندية التي هي في الأصل صراع لمآرب أخرى، فالهلال مثلاً يريد الوقوف مع استثناء شداد (الهلالابي) حتى يقطع الطريق على تسلق الدكتور معتصم جعفر (المريخابي) ووصوله لهذا المقعد المهم، والمريخ الذي انتقد 90% من مجلس إدارته من قبل الدكتور شداد وقالوا عنه ما لم يقله شعراء الجاهلية في هجاء أعدائهم خرج علينا بموقف هو في الأصل موقف رئيسه الذي يرتبط مع رئيس الهلال بثنائية رحم وصلاة قربى خلطت كل الامور الرياضية لدرجة أننا لم نعد نعرف ما هو خاص بهما وما هو خاص بنا كرياضيين ومنتميين لهذين النادين الكبيرين.