زووم
لم يخطر على بال أحد من رياضيي الحصاحيصا في يوم من الأيام أن فريقاً من الوسط سيخرج من قمقم الأبطال ليغير خارطة وتأريخ كرة القدم بالمنطقة للدرجة التي يمثل فيها البلاد في بطولة أفريقية كبرى، خاصة وأن المريخ والهلال هناك كانا عملاقين، ليس على مستوى المنطقة والولاية فحسب، وإنما على مستوى القطر، لا سيما وهما من العشرة الذي حملوا على عاتقهم أعباء ضربة البداية في الدوري الممتاز عام 1995، ولكن ذلك ما حدث عندما فرض النيل نفسه سيداً على حقبة الألفية بحضور طاغي على المستويين المحلي والخارجي، وهو الذي لم يك شيئاً في عهد سيطرة الثنائي، وفي مقابل هذا المد الجديد تراجعت القمة التقليدية ولم يعد الكثيرين يذكرون لها صولاتها وجولاتها.
في القضارف.. كانت الموردة وإشراقة والأهلي والصوفي والسهم يشكلون حلقة مسيطرة بصورة محكمة على منصات التتويج المحلية، لدرجة أننا لم نتخيل أن فريقاً إسمه الشرطة سيتجبر يوماً ويحتل مقعد الريادة في مدينة كانت حتى الماضي القريب مستعمرة لتلك الاندية، وكذلك شهدنا عهد أفول نجم الصوفي الأزرق، هذا الفريق العريق الذي ارتبط في أذهاننا بالترابط الإجتماعي لدرجة أنه هبط للدرجة الثانية وما زال يعاني، بينما كانت سيطرة الموردة متوجة بصعود للدوري الممتاز وهبوط سريع، ولكن.. يكفي الفريق أن اسمه قد دون على صفحات تأريخ الممتاز.. والساحة المحلية في القضارف الآن يسيطر عليها فريق جديد إسمه الشرطة بعد أن تمردت على التقليدية.. كان ممثلاً للقضارف في تأهيلي الموسم الماضي عندما تعرض للذبح نهاراً جهاراً ببورتسودان.. والآن يتأهب ليخوض محاولة أخرى بإمكانيات ضخمة.
أما في مدينة سنار التي شهدنا فيها تبادلاً مثيراً لدور البطولة بين الموردة والشعلة والرابطة، تغيرت موازين القوة فجأة، وصعدت أسهم فريق جديد إسمه ود هاشم، طرق أبواب الممتاز عدة مرات، ورغم انه لم يوفق في المواسم الماضية إلا أن مظهره وشكل العمل فيه يشير إلى أنه لابد من صنعاء وإن طال السفر، وتكفي عزيمة القائمين على أمره.
في الأبيض لم نعرف غير مريخها بطلاً يمثلها في الممتاز وفي البطولات الخارجية أيضاً أيام أبوسلب وكردويش وموسى جليل ورمضان وهشام وغيرهم من نجوم رصعت أسمائهم مسيرة الدوري الممتاز، ولكن.. وبينما كانت الصراعات تقعد النادي وتعيده لتلقيه في غياهب النسيان، كان فريقاً غيره يتخلق ويتألق بعزيمة رجال ومساندة والي الولاية أحمد هارون.. حتى بلغ الهلال الدوري الممتاز هذا الموسم.
قصة كوستي.. كانت حتى الماضي القريب قصة مدينة تعاني التدهور المريع في العقلية الرياضية والمرافق.. مررت ذات مرة بنادي المريخ فوجدت عدداً من (الحمير) ترعى في حرمه فأسفت على أسماء من هناك نقشت بأحرف من ذهب في تأريخ المريخ العاصمي.. الطاهر سالم ومنيب عبده ربه وغيرهم من عمالقة دفعت بهم كوستي سابقاً.. والآن أحمد علي مصطفى وغيره من كفاءات تسهم في العمل القومي عبر إتحاد الكرة السوداني.. وكنت أظن أن هذه المدينة ستظل بعيدة عن طموحات الدوري الممتاز لأنها كانت تعيش واقعاً مريراً رغم وجود طموحات كانت تتمثل في مجهودات فردية تبذل في نادي الرابطة.. وما بذله أبومرين وأشقاءه في جعل المدينة في دائرة الضوء.. وندين نحن كإعلاميين بالكثير للثلاثي.. أستاذ الأجيال هساي.. وعوض السيد والصادق عبد الساوي لأنهم اجتهدوا في تثبيت إسم المدينة في قائمة المدن الباقية على قيد الحياة الرياضية، والطامحة لفرصة تبني أمجادها من خلالها، وقد سنحت لها بعد صعود الرابطة.. ولحاق المريخ بها ليتوج ثورة شاملة عاشتها المدينة.. ونحن مقبلون الآن على موسم ربما تحتل فيه كوستي مكانة بورتسودان التي أصبحت خارج الخارطة الكروية.. وقد طفت بكم كل تلك المحطات عبر الولايات المختلفة لأذكركم بأن هنالك واقعاً جديداً يفرض علينا يتوجب علينا أن نغير عقليتنا مع قواعد اللعبة، وخارطة جديدة ترسم وتأريخاً جديداً يكتب.. أبطاله المجتهدون المجددون وليس التقليديون المعتمدون على ما مضى من زمان وسمعة أصبحت ذكرى.. فالوقت للتخطيط والعمل.. وقد أفلت على مستوى العاصمة شمس الموردة وما أظن أنها ستعود من جديد إلا إذا نفذ أنصارها ثورة تخلصوا فيها من بعض العقد بعد ممارسة النقد الذاتي العنيف.. وفي اختفاء الموردة قصة يجب أن تتناقلها الأجيال وتتداول تفاصيلها لتتعلم من درس مهم ومفيد ملخصه أن التأريخ وحده لا يلعب في كرة القدم.. فالموردة كانت تنزف عبر أكثر من عشر سنوات بسبب صراعات إدارية، وتكلس بعض الشخصيات وجمود فكرها وعدم مواكبتها أو اعترافها بما يدور حولها من متغيرات.. فهبت الرياح وقلبت قدور النادي العريق وألقت به إلى دوري الدرجة الأولى.
في هذا العام.. يظهر أكثر من نادٍ صاعد بفكر مختلف وثبات يحمل بين طياته الكثير من الإنذارات لثنائي القمة، فأندية مثل الهلال الأبيض ومريخ كوستي والميرغني قادمة بقوة دفع خرافي.. بينما تتربص أسماء لا تنقصها الخبرة مثل الأهلي والخرطوم الوطني وأهلي شندي والنسور.. وهم يشكلون خطورة على القمة أكثر من أي وقت مضى لأن القمة في النواحي الإدارية تسير في درب الموردة.. تسيطر عليها الصراعات وتوجه الأحداث فيها بشكل مخيف.. لذلك أتوقع أن تحتل هذه القوى الحديثة مساحات أوسع كانت في السابق مخصصة للقمة.. فعجلة الزمن تواصل دورانها ولا تنتظر أحداً.. وقطار كرة القدم قد إعتاد على دهس كل من يعتمد في حاضره على ماض تولى..!
لم يخطر على بال أحد من رياضيي الحصاحيصا في يوم من الأيام أن فريقاً من الوسط سيخرج من قمقم الأبطال ليغير خارطة وتأريخ كرة القدم بالمنطقة للدرجة التي يمثل فيها البلاد في بطولة أفريقية كبرى، خاصة وأن المريخ والهلال هناك كانا عملاقين، ليس على مستوى المنطقة والولاية فحسب، وإنما على مستوى القطر، لا سيما وهما من العشرة الذي حملوا على عاتقهم أعباء ضربة البداية في الدوري الممتاز عام 1995، ولكن ذلك ما حدث عندما فرض النيل نفسه سيداً على حقبة الألفية بحضور طاغي على المستويين المحلي والخارجي، وهو الذي لم يك شيئاً في عهد سيطرة الثنائي، وفي مقابل هذا المد الجديد تراجعت القمة التقليدية ولم يعد الكثيرين يذكرون لها صولاتها وجولاتها.
في القضارف.. كانت الموردة وإشراقة والأهلي والصوفي والسهم يشكلون حلقة مسيطرة بصورة محكمة على منصات التتويج المحلية، لدرجة أننا لم نتخيل أن فريقاً إسمه الشرطة سيتجبر يوماً ويحتل مقعد الريادة في مدينة كانت حتى الماضي القريب مستعمرة لتلك الاندية، وكذلك شهدنا عهد أفول نجم الصوفي الأزرق، هذا الفريق العريق الذي ارتبط في أذهاننا بالترابط الإجتماعي لدرجة أنه هبط للدرجة الثانية وما زال يعاني، بينما كانت سيطرة الموردة متوجة بصعود للدوري الممتاز وهبوط سريع، ولكن.. يكفي الفريق أن اسمه قد دون على صفحات تأريخ الممتاز.. والساحة المحلية في القضارف الآن يسيطر عليها فريق جديد إسمه الشرطة بعد أن تمردت على التقليدية.. كان ممثلاً للقضارف في تأهيلي الموسم الماضي عندما تعرض للذبح نهاراً جهاراً ببورتسودان.. والآن يتأهب ليخوض محاولة أخرى بإمكانيات ضخمة.
أما في مدينة سنار التي شهدنا فيها تبادلاً مثيراً لدور البطولة بين الموردة والشعلة والرابطة، تغيرت موازين القوة فجأة، وصعدت أسهم فريق جديد إسمه ود هاشم، طرق أبواب الممتاز عدة مرات، ورغم انه لم يوفق في المواسم الماضية إلا أن مظهره وشكل العمل فيه يشير إلى أنه لابد من صنعاء وإن طال السفر، وتكفي عزيمة القائمين على أمره.
في الأبيض لم نعرف غير مريخها بطلاً يمثلها في الممتاز وفي البطولات الخارجية أيضاً أيام أبوسلب وكردويش وموسى جليل ورمضان وهشام وغيرهم من نجوم رصعت أسمائهم مسيرة الدوري الممتاز، ولكن.. وبينما كانت الصراعات تقعد النادي وتعيده لتلقيه في غياهب النسيان، كان فريقاً غيره يتخلق ويتألق بعزيمة رجال ومساندة والي الولاية أحمد هارون.. حتى بلغ الهلال الدوري الممتاز هذا الموسم.
قصة كوستي.. كانت حتى الماضي القريب قصة مدينة تعاني التدهور المريع في العقلية الرياضية والمرافق.. مررت ذات مرة بنادي المريخ فوجدت عدداً من (الحمير) ترعى في حرمه فأسفت على أسماء من هناك نقشت بأحرف من ذهب في تأريخ المريخ العاصمي.. الطاهر سالم ومنيب عبده ربه وغيرهم من عمالقة دفعت بهم كوستي سابقاً.. والآن أحمد علي مصطفى وغيره من كفاءات تسهم في العمل القومي عبر إتحاد الكرة السوداني.. وكنت أظن أن هذه المدينة ستظل بعيدة عن طموحات الدوري الممتاز لأنها كانت تعيش واقعاً مريراً رغم وجود طموحات كانت تتمثل في مجهودات فردية تبذل في نادي الرابطة.. وما بذله أبومرين وأشقاءه في جعل المدينة في دائرة الضوء.. وندين نحن كإعلاميين بالكثير للثلاثي.. أستاذ الأجيال هساي.. وعوض السيد والصادق عبد الساوي لأنهم اجتهدوا في تثبيت إسم المدينة في قائمة المدن الباقية على قيد الحياة الرياضية، والطامحة لفرصة تبني أمجادها من خلالها، وقد سنحت لها بعد صعود الرابطة.. ولحاق المريخ بها ليتوج ثورة شاملة عاشتها المدينة.. ونحن مقبلون الآن على موسم ربما تحتل فيه كوستي مكانة بورتسودان التي أصبحت خارج الخارطة الكروية.. وقد طفت بكم كل تلك المحطات عبر الولايات المختلفة لأذكركم بأن هنالك واقعاً جديداً يفرض علينا يتوجب علينا أن نغير عقليتنا مع قواعد اللعبة، وخارطة جديدة ترسم وتأريخاً جديداً يكتب.. أبطاله المجتهدون المجددون وليس التقليديون المعتمدون على ما مضى من زمان وسمعة أصبحت ذكرى.. فالوقت للتخطيط والعمل.. وقد أفلت على مستوى العاصمة شمس الموردة وما أظن أنها ستعود من جديد إلا إذا نفذ أنصارها ثورة تخلصوا فيها من بعض العقد بعد ممارسة النقد الذاتي العنيف.. وفي اختفاء الموردة قصة يجب أن تتناقلها الأجيال وتتداول تفاصيلها لتتعلم من درس مهم ومفيد ملخصه أن التأريخ وحده لا يلعب في كرة القدم.. فالموردة كانت تنزف عبر أكثر من عشر سنوات بسبب صراعات إدارية، وتكلس بعض الشخصيات وجمود فكرها وعدم مواكبتها أو اعترافها بما يدور حولها من متغيرات.. فهبت الرياح وقلبت قدور النادي العريق وألقت به إلى دوري الدرجة الأولى.
في هذا العام.. يظهر أكثر من نادٍ صاعد بفكر مختلف وثبات يحمل بين طياته الكثير من الإنذارات لثنائي القمة، فأندية مثل الهلال الأبيض ومريخ كوستي والميرغني قادمة بقوة دفع خرافي.. بينما تتربص أسماء لا تنقصها الخبرة مثل الأهلي والخرطوم الوطني وأهلي شندي والنسور.. وهم يشكلون خطورة على القمة أكثر من أي وقت مضى لأن القمة في النواحي الإدارية تسير في درب الموردة.. تسيطر عليها الصراعات وتوجه الأحداث فيها بشكل مخيف.. لذلك أتوقع أن تحتل هذه القوى الحديثة مساحات أوسع كانت في السابق مخصصة للقمة.. فعجلة الزمن تواصل دورانها ولا تنتظر أحداً.. وقطار كرة القدم قد إعتاد على دهس كل من يعتمد في حاضره على ماض تولى..!