زووم
الظروف التي يمر بها ثنائي القمة، من أزمات وصراعات وفوضى إدارية وغياب الحكمة والمؤسسية، أضعف من موقفهما كبطلين، وقد اتضح ذلك من خلال نتائجهما في الموسمين السابقين، وقد تكون المرة الأولى التي يتعادل فيها أحدهما سبع مرات في الموسم الواحد، ويخسرا أكثر من مرتين، والأدهى من ذلك أن هنالك أكثر من خمس مباريات لكليهما يكونا فيها الأقرب للخسارة من الفوز ولكنهما في نهاية المطاف يكسبان بالخبرة والمساندة الجماهيرية، وهذه الظروف التي أشرنا إليها في بداية المقال قد غيرت من ملامح الواقع التنافسي بالنسبة لهما، ومن هذه الظروف:
البيئة العامة للناديين وغياب دور الإدارة الراشدة أقحم عدداً من اللاعبين من ذوي الخبرات في مشكلات كبيرة أدت لخروجهم من كشوفات الفريقين، الأمر الذي أعطى إنطباعاً سيئاً عنهما، وعلى سبيل المثال أن إدارة المريخ كانت تبحث في شخصية فيصل العجب رجلاً شرساً داخل الملعب برغم أن أبرز مميزاته كانت الأدب الجم والخلق القويم، وهو ما أجبر كل الأوساط الرياضية وحتى خصومه على الملعب إحترامه داخل وتقديره.. و ولم يعيروا إنتباهاً إلى أن زملاءه كانوا يحترمونه كما يجب لأي كابتن أن يحترم وكلمته لديهم نافذة بإعتبار أن الحصول على إحترام الناس أفيد وأفضل من إخافتهم، فكانت طريقة خروجه عن النادي وإجباره على الإعتزال في نظر زملاءه مدعاة للإستياء،، فهو اللاعب الرمز الذي يحتل عندهم موقع المثل والملهم.. وطالما أنه وجد هذا التعامل الغريب فلا أمل في أن تكون نهايتهم مع الفريق بشكل محترم.. وهذا الإحساس في حد ذاته كان عبئاً ثقيلاً على اللاعبين.. لم يفصحوا عنه.. ولكنه موجود ومتداول في مجتمع اللاعبين.. ليس لاعبي المريخ فحسب، وإنما كل نجوم الأندية الأخرى.. وقد سمعت لأكثر من مرة أحد النجوم يعلق: (ديل ما احترموا فيصل العجب.. يحترمونا نحن؟)
في الهلال غابت الحكمة الإدارية عن أزمة هيثم مصطفى، ووصل الأمر بين الطرفين إلى حيث يتم الإستغناء عنه بصورة لم يتوقعها أكثر المتشائمين في النادي الأزرق، رغم أنه أخطأ في حق رئيس النادي.. ولكن الحل بالشطب كان انفعاليا وانصرافياً في نفس الوقت وتبعت الإدارة ذلك الخطأ بآخر أسوأ عندما تم الإستغناء عن عمر بخيت في الموسم التالي مباشرة، ليكون الهلال قد فقد عقلين قياديين طالما كانا الملهم في الإنتصارات.. وهو ذات الإتجاه الذي سار فيه المريخ من قبل وتاه بحثاً عن قيادة رشيدة للفريق داخل الملعب بعد الإستغناء عن الكباتن تباعاً.. والشاهد على ذلك أن الطرفين لم يتوصلا إلى صيغة يتعاملا بها مع اللاعب القائد عندما يبحث عن مصالح الفريق ويسعى لحل مشكلات زملاءه، لذلك يصنفونه على بأنه نقابي يتصدر المشكلات ويبحث عن الأزمات مع الإدارات ويحرض اللاعبين.. مع أن عمله جزء الإستقرار المستهدف.
طريقة إدارة ملف الإحلال والإبدال لكليهما استقطبت الكثير من السماسرة، والإداريين الباحثين عن الأضواء والشهرة على حساب هذه العمليات الحساسة، ففقدت هذه التعاقدات البعد الفني كماً وكيفاً، فأهملا حقيقة أن الفريق القوي يبنى من عناصر وطنية مقتدرة ومن ثم تأتي العناصر الأجنبية كإضافات قادرة على إحداث التغيير، ولكننا أصبحنا أمام تجربة جديدة وضعت الغريمين على حافة الإنهيار، وهي الإعتماد على أكبر عدد من الأجانب غير الموثوق في نجاحهم كأساس للفريق، فضم الهلال عشرة دفعة واحدة، بينما تحصن المريخ بسبعة منهم خصماً على مسببات الإستقرار من لغة وتفاهم وتعدد ثقافات وعوامل أخرى كثيرة قد تأتي خصماً متطلبات الإستقرار والإنسجام.. فأهل المريخ يتجاهلون أن الرجل الأول في قطاعهم الرياضي بحاجة إلى مترجم للتعامل مع اللاعب الناطق بالإنجليزية.. فكيف به إن جاءوا ببرازيلي يتحدث البرتغالية، ومالي يتحدث الفرنسية..؟
من الأسباب التي فرضت واقعاً جديداً بالنسبة للأندية السودانية عامه ووفرضت مؤشرات تشير إلى واقع تنافسي جديد، أن بعضاَ من أندية الوسط والولايات قد حظيت بدعم لوجستي غير مسبوق، فأصبحنا نرى بعض اللاعبين يفضلون الهروب من ضجيج القمة إلى هدوء تلك الأندية وسخاء مسؤوليها، وتتميز هذه الأندية إضافة للقدرات المالية بأن بيئتها ألطف بكثير من تلوث القمة بصحافتها المتناقضة ومراز القوة فيها.. وبالتالي نجد أن القرار هناك يتخذ بموضوعية وعقلانية أكبر.
أضواء القمة وزخم إعلامها جذبت الكثير من طلاب الشهرة من إداريين لم يسبق لهم العمل في الوسط الرياضي، ولا يعرفون الكثير عن مباديء صناعة النجاح في العملية الرياضية، لأنهم ليسوا (كورنجية) في الأساس، ولم يكونوا من قبل من الذين لديهم شغف المتابعة، ولم يلجوا المجال إلا لحاجة في نفس يعقوب، وفي المقابل هربت الكوادر الوسيطة إلى أندية الوسط على غرار عبد المهيمن الأمين الذي شغل منصب مدير كرة ومدير إداري قبل أن يهرب إلى أهلي شندي، ثم عمار زكي ومزمل علي طه اللذان نجحا مع الموردة وهربا من جوها إلى الرابطة كوستي وود هاشم سنار.. وغيرهم.. وهذا يعني أن أسرار القمة الخاصة لم تكن ملكهما بعد هذه المستجدات.
كل هذه العوامل جعلتنا مهيأين تماماً لاستقبال بطل جديد في الدوري الممتاز، وإن كان المريخ قد غادر إلى القاهرة ثم الدوحة للإعداد، فهنالك أكثر من فريق قد غادر أيضاً لإقامة معسكره الإعدادي في ظروف قد تكون أفضل منه، حيث لا تضارب في الصلاحيات ولا استقالات.. وإذا كان الهلال قد غادر إلى الفجيرة لذات الغرض.. فهنالك أكثر من فريق يعمل بسر ية تامة لتأسيس عمل كبير قد يكون صرخة في وادي الصمت في هذا الموسم ونشهد ميلاداً جديدا للمرة الأولى لمنافسة سارت بمحاذاة العرضتين شمال وجنوب منذ موسمها الأول في 1996 وحتى الآن.
أهلي شندي.. الخرطوم الوطني.. هلال الأبيض.. الميرغني.. مريخ كوستي.. أهلي الخرطوم.. أندية قادرة على قلب الطاولة في وجه القمة المتغطرسة.. فالزمن لا ينتظر.
الظروف التي يمر بها ثنائي القمة، من أزمات وصراعات وفوضى إدارية وغياب الحكمة والمؤسسية، أضعف من موقفهما كبطلين، وقد اتضح ذلك من خلال نتائجهما في الموسمين السابقين، وقد تكون المرة الأولى التي يتعادل فيها أحدهما سبع مرات في الموسم الواحد، ويخسرا أكثر من مرتين، والأدهى من ذلك أن هنالك أكثر من خمس مباريات لكليهما يكونا فيها الأقرب للخسارة من الفوز ولكنهما في نهاية المطاف يكسبان بالخبرة والمساندة الجماهيرية، وهذه الظروف التي أشرنا إليها في بداية المقال قد غيرت من ملامح الواقع التنافسي بالنسبة لهما، ومن هذه الظروف:
البيئة العامة للناديين وغياب دور الإدارة الراشدة أقحم عدداً من اللاعبين من ذوي الخبرات في مشكلات كبيرة أدت لخروجهم من كشوفات الفريقين، الأمر الذي أعطى إنطباعاً سيئاً عنهما، وعلى سبيل المثال أن إدارة المريخ كانت تبحث في شخصية فيصل العجب رجلاً شرساً داخل الملعب برغم أن أبرز مميزاته كانت الأدب الجم والخلق القويم، وهو ما أجبر كل الأوساط الرياضية وحتى خصومه على الملعب إحترامه داخل وتقديره.. و ولم يعيروا إنتباهاً إلى أن زملاءه كانوا يحترمونه كما يجب لأي كابتن أن يحترم وكلمته لديهم نافذة بإعتبار أن الحصول على إحترام الناس أفيد وأفضل من إخافتهم، فكانت طريقة خروجه عن النادي وإجباره على الإعتزال في نظر زملاءه مدعاة للإستياء،، فهو اللاعب الرمز الذي يحتل عندهم موقع المثل والملهم.. وطالما أنه وجد هذا التعامل الغريب فلا أمل في أن تكون نهايتهم مع الفريق بشكل محترم.. وهذا الإحساس في حد ذاته كان عبئاً ثقيلاً على اللاعبين.. لم يفصحوا عنه.. ولكنه موجود ومتداول في مجتمع اللاعبين.. ليس لاعبي المريخ فحسب، وإنما كل نجوم الأندية الأخرى.. وقد سمعت لأكثر من مرة أحد النجوم يعلق: (ديل ما احترموا فيصل العجب.. يحترمونا نحن؟)
في الهلال غابت الحكمة الإدارية عن أزمة هيثم مصطفى، ووصل الأمر بين الطرفين إلى حيث يتم الإستغناء عنه بصورة لم يتوقعها أكثر المتشائمين في النادي الأزرق، رغم أنه أخطأ في حق رئيس النادي.. ولكن الحل بالشطب كان انفعاليا وانصرافياً في نفس الوقت وتبعت الإدارة ذلك الخطأ بآخر أسوأ عندما تم الإستغناء عن عمر بخيت في الموسم التالي مباشرة، ليكون الهلال قد فقد عقلين قياديين طالما كانا الملهم في الإنتصارات.. وهو ذات الإتجاه الذي سار فيه المريخ من قبل وتاه بحثاً عن قيادة رشيدة للفريق داخل الملعب بعد الإستغناء عن الكباتن تباعاً.. والشاهد على ذلك أن الطرفين لم يتوصلا إلى صيغة يتعاملا بها مع اللاعب القائد عندما يبحث عن مصالح الفريق ويسعى لحل مشكلات زملاءه، لذلك يصنفونه على بأنه نقابي يتصدر المشكلات ويبحث عن الأزمات مع الإدارات ويحرض اللاعبين.. مع أن عمله جزء الإستقرار المستهدف.
طريقة إدارة ملف الإحلال والإبدال لكليهما استقطبت الكثير من السماسرة، والإداريين الباحثين عن الأضواء والشهرة على حساب هذه العمليات الحساسة، ففقدت هذه التعاقدات البعد الفني كماً وكيفاً، فأهملا حقيقة أن الفريق القوي يبنى من عناصر وطنية مقتدرة ومن ثم تأتي العناصر الأجنبية كإضافات قادرة على إحداث التغيير، ولكننا أصبحنا أمام تجربة جديدة وضعت الغريمين على حافة الإنهيار، وهي الإعتماد على أكبر عدد من الأجانب غير الموثوق في نجاحهم كأساس للفريق، فضم الهلال عشرة دفعة واحدة، بينما تحصن المريخ بسبعة منهم خصماً على مسببات الإستقرار من لغة وتفاهم وتعدد ثقافات وعوامل أخرى كثيرة قد تأتي خصماً متطلبات الإستقرار والإنسجام.. فأهل المريخ يتجاهلون أن الرجل الأول في قطاعهم الرياضي بحاجة إلى مترجم للتعامل مع اللاعب الناطق بالإنجليزية.. فكيف به إن جاءوا ببرازيلي يتحدث البرتغالية، ومالي يتحدث الفرنسية..؟
من الأسباب التي فرضت واقعاً جديداً بالنسبة للأندية السودانية عامه ووفرضت مؤشرات تشير إلى واقع تنافسي جديد، أن بعضاَ من أندية الوسط والولايات قد حظيت بدعم لوجستي غير مسبوق، فأصبحنا نرى بعض اللاعبين يفضلون الهروب من ضجيج القمة إلى هدوء تلك الأندية وسخاء مسؤوليها، وتتميز هذه الأندية إضافة للقدرات المالية بأن بيئتها ألطف بكثير من تلوث القمة بصحافتها المتناقضة ومراز القوة فيها.. وبالتالي نجد أن القرار هناك يتخذ بموضوعية وعقلانية أكبر.
أضواء القمة وزخم إعلامها جذبت الكثير من طلاب الشهرة من إداريين لم يسبق لهم العمل في الوسط الرياضي، ولا يعرفون الكثير عن مباديء صناعة النجاح في العملية الرياضية، لأنهم ليسوا (كورنجية) في الأساس، ولم يكونوا من قبل من الذين لديهم شغف المتابعة، ولم يلجوا المجال إلا لحاجة في نفس يعقوب، وفي المقابل هربت الكوادر الوسيطة إلى أندية الوسط على غرار عبد المهيمن الأمين الذي شغل منصب مدير كرة ومدير إداري قبل أن يهرب إلى أهلي شندي، ثم عمار زكي ومزمل علي طه اللذان نجحا مع الموردة وهربا من جوها إلى الرابطة كوستي وود هاشم سنار.. وغيرهم.. وهذا يعني أن أسرار القمة الخاصة لم تكن ملكهما بعد هذه المستجدات.
كل هذه العوامل جعلتنا مهيأين تماماً لاستقبال بطل جديد في الدوري الممتاز، وإن كان المريخ قد غادر إلى القاهرة ثم الدوحة للإعداد، فهنالك أكثر من فريق قد غادر أيضاً لإقامة معسكره الإعدادي في ظروف قد تكون أفضل منه، حيث لا تضارب في الصلاحيات ولا استقالات.. وإذا كان الهلال قد غادر إلى الفجيرة لذات الغرض.. فهنالك أكثر من فريق يعمل بسر ية تامة لتأسيس عمل كبير قد يكون صرخة في وادي الصمت في هذا الموسم ونشهد ميلاداً جديدا للمرة الأولى لمنافسة سارت بمحاذاة العرضتين شمال وجنوب منذ موسمها الأول في 1996 وحتى الآن.
أهلي شندي.. الخرطوم الوطني.. هلال الأبيض.. الميرغني.. مريخ كوستي.. أهلي الخرطوم.. أندية قادرة على قلب الطاولة في وجه القمة المتغطرسة.. فالزمن لا ينتظر.