• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
اماسا

كتلوك.. ولا جوك.. جوك..!

اماسا

 2  0  2445
اماسا
زووم
لم أتمن يوماً ذهاب رئيس نادي المريخ عن منصبه، وأفضل دائماً أن يكون من أصحاب المدرسة الواقعية، والذين يتعاملون مع مسألة الخطأ والصواب بدون حساسية، لأن الإنسان أياً كان يتعلم من أخطاءه ويستفيد من عثراته حتى يسبق الناس جميعاً وتكون نتائجه منسجمة تماماً مع ما يقدمه على كافة الأصعدة، لذلك كنت حزيناً أن يتحول الجدل حول جمال الوالي من حوار موضوعي تنعكس فوائده على النادي الكبير، إلى صراعات قائمة على مبدأ (مع وضد).. فالذين تبنوا خط (مع) لا يقبلون أية محاولة نقد وتبصير وإن كانوا مقرين على أن الفعل من الأساس خطأ، وهم الذين يتوهمون أن كل من ينتقده بالضرورة عدو لا يريد له الخير، بل يتمنى له الفشل أينما اتجه، وكذلك هو عميل ومتآمر وإن كانت رؤيته صحيحة، أما الذين رفعوا رايات (الضد).. فهم لا يرون له نجاحاً في مسيرته الممتدة نحو 12 عاماً.. وبعضهم تجاوز المجال المتاح للنقد المعقول وأصبح يصحب رأيه بإساءات.. وبين هذين الفئتين إنهار الحوار الإنساني الرفيع الذي نعتبر الرياضة إبن شرعي ونتاج طبيعي له.. واختلط الحابل بالنابل، وعلق غبار كثيف في أجواء نادي المريخ حتى أننا لم نعد نفرق في كثير من الأحيان أين الحق لنتبعه، وأين الباطل لنتجنبه من فرط التداخل والربكة التي تسبب فيها سوق المصالح، بعد أن اختلطت المفاهيم وتزحزحت الثوابت وراق للبعض الصيد في الماء العكر.
وكنت أظن وما زلت أن مجالس إدارات النادي قادرة على تصفية هذه الأجواء وإعادة الأمور إلى نصابها، بجملة خطوات تبدأ أولاً بالحرص على الفعل الصحيح وترك ردة الفعل لأوانه.. لأن الإنسان عندما يحرص على الصحيح فهو لا يهتم بما سيأتيه بعد ذلك كنتيجة، ولا يأبه لبعض الأصوات التي تستهدفه بالنقد والتقليل، بل يدافع عن فكرته بذات المنطق الذي دفعه ليتبناها حتى الرمق الأخير، ولكن ما يحدث دائماً حتى أمس أن مجلس المريخ وأنصاره من قوم (مع) ومعارضيه من عناصر (الضد) يخلقون حالة من الهلع بين انصار الفريق لا يمكن معها المراهنة على نجاح أو حتى التفاؤل بنتيجة تفرح الشعب.. ومثال لذلك أن المجلس في إجتماعه السابق قد أمن على أن يقدم استقالات جماعية في شهر مايو القادم دون أن يوضح المسوغات المقنعة التي دفعته لهذه الخطوة، فكل ما ورد من أحاديث وتصريحات وكتابات لم تتحدث عن إخفاق في أي مجال من المجالات، وحتى فقدان لقب الدوري في الموسم الماضي لم يتطرق له أحد في سبيل تقييم أداء المجموعة، بل تغزل البعض فيهم كمجموعة وأفراد لدرجة أننا ظنناهم قد حصلوا بالفعل على لقب دوري الأبطال الذي غادرناه من دوره الأول الموسم الماضي.. لذلك كان القطع بالإستقالة الجماعية في مايو ضرب آخر من ضروب المبالغة في التناقضات.
لنفترض أن مشوار الفريق كان مميزاً في النصف الأول من الموسم.. وهذا وارد بشكل كبير.. وتصدر الدوري الممتاز بدون هزيمة وأصبح مرشحاً للقب بدون منازع، وتنقل في مشواره الأفريقي من إنتصار لآخر حتى تأهل للمجموعات بجدارة وضعته على قائمة المرشحين للقب الكبير، ونجحت خطة الرئيس في التسويق والإستثمار ووردت خزينة النادي عدداً من الملايين الدولارية، وعادت الجماهير إلى المدرجات واشتعلت جذوة البطولات من جديد.. إذا حدث كل هذا.. فهل سينفذ المجلس قراره ويقدم استقالته جماعياً ويدر ظهره لكل ذلك؟.. عن نفسي أستبعد كل ذلك، وأعتبر هذا القرار بالونة إختبار وخطوة احترازية اتخذت تحسباً لأي إخفاق، وهي خطوة تدل على عدم ثقتهم بما فعلوه عبر فترة الإنتقالات السابقة، وكذلك هي دليل على أن كل ما قيل عن وجود خلافات وضبابية في علاقات أعضاء المجلس ببعضهم كانت صحيحة، وكذلك وجود أكثر من عشرة أسباب أخرى تجعل العمل في غاية الصعوبة.. بل أصعب من المعتاد بعشرين مرة على الأقل.. إنما هي حقائق تخفيها التصريحات وتفضحها التصرفات.
حديث الأخ جمال الوالي نفسه عن الإستقالة والزهد في العمل الإداري عبر 12 سنة قضاها داخل النادي في تقديري من أولى أسباب عدم الإستقرار، فعندما يتحدث أكثر رئيس إلتفت حوله الجماهير في تأريخ النادي المعاصر عن إستقالة وزهد واعتزال وما شابه من كلمات، يلفت الإنتباه إلى أنه يوحي بأنه يرى ما لا يراه الناس، أو أنه لا يريد أن ينتظر حصاد ما زرع.. أو .. أو.. أو... وكثير جداً من التفسيرات التي سيجتهد الأنصار فيها لفك الطلاسم ومن أجل الوصول إلى إجابات مقنعة.
حواشي
من بين مجالس المريخ التي عملت تحت رئاسة الأخ جمال الوالي لم يصمد سوى مجلسين فقط لإكمال الدورة طيلة 12 سنة تعيين أو انتخاب..!
في كل هذه الفترة لم يصمد أمين مال في منصبه حتى النهاية سوى مرة واحدة.. وكان ذلك هو الأخ حسن عبد السلام.. !
رأينا هروب عدد من أمناء المال بالإستقالات.. عادل محمد عثمان وقبله محمود عبد المنعم وخالد شرف الدين وأخيراً عثمان أدروب الذي استقال لفترة امتدت لما يقارب العام قبل أن يعود وقد مرت كثير من المياه من تحت الجسر.
قصة الإستقالات المتتالية لأمناء المال في حد ذاتها قضية تستحق النقاش.. فهي سبب من أسباب عدم الإستقرار.
لنفترض أن محاكمة قد قضت بإعدام كل الضالعين في المعارضة، وتم إعدامهم واحداً تلو الآخر في ميدان عام على مرأى ومسمع.. هل يعني ذلك أن المريخ سيعيش الهدوء والإستقرار المطلوبين؟
عن نفسي.. لا أعتقد لأن المعارضة لا تمثل شيئاً في واقع النادي الحالي.. فهم مجموعة محدودة من شعب المريخ جاهرت برأيها وعملت على إيصاله بصورة حضارية.. إختلفنا أو اتفقنا.. ولكن ردة الفعل على ما يفعلونه يأتي ضجيجاً مبالغ فيه.. وجلبة لا تصدق.. وكأن من يفعلها يقصد بذلك شد ولفت إنتباه الناس عن جادة الأمور.
نريد مجلساً يتراص بعضويته كما البنيان.. بفقه (التراص) المعروف.. ويتقارب.. الكتف بالكتف والقدم مع القدم.. وعندها سنشعر بأنه لا فراغات تسمح بشيء غير مرغوب فيه.. ولا اختلافات توسع الشقة بين أبناء النادي.. وسيعود الإتفاق على الثوابت بدلاً أن كل شخص يدخل مجلس الإدارة من تجار العضوية يريد أن يفصل بزة بلون مختلف للناس كل حسب موقفه.. ( واحدة بالبرتقالي لغير المرغوب فيهم وقد حكموا عليهم بالإعدام.. وبعضهم يرتدي الأبيض الناصع وهم أصحاب الحظوة.. وغيرهم يرتدي الأحمر القاني.. لون الدم وهم الخطر على الكيان).. في حين أن الخطر على الكيان أحياناً يكون داخل مجلس الإدارة ولكننا لا نراه.
إذا كان التلويح بالإستقالة مظهراً من المظاهر التي نعيشها سنوياً وفصل من فصول القلق للرئيس فيجب أن ندرك أنه عيب كبير في حق النادي وتأريخه.. وقديماً قال المثل السوداني العامي: (كتلوك.. ولا جوك جوك..) وشرحه أن الإنسان إذا مات بشكل مباشر أفضل وأكرم له أن يعيش في حالة رعب يموت عبره عشارت المرات يومياً.. فمن الأفضل أن يستقيل الرجل وينسحب من المشهد نهائياً بدلاً عن هذه الأسطوانة السنوية.. وبعدها ليحدث ما يحدث.. حتى لو يهبط الفريق للدرجة الثالثة فسييبنى بنياناً سليماً ويعود وهو يقف على أساس متين.. مع يقيني أن ذلك لن يحدث لنادٍ يتفاخر بشعبيته الجارفة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 12-15-2014 12:0
    شكرا عزيزي ابو عاقله نحن في زمن العقل غلط والهوجه صحيحه (مع او ضد) المعايش جباره صدقني بحكم العمر اعرف ان هلاريخ مرض ابتلينا به لذلك جنبته اسرتي والحمد لله لانه لا فائده ترجي هذه اندية لاعاشة امعاقين عن العمل وحمار طاحونه او ساقة المجينينه تسوق من البحر للبحر الا يكفي ان نقول انها اندية قرنية بغير نادي اسرة اليست نقمة النخب التي تحكم انها محنة السودان الكبري وانظر يا رعاك الله للفكرة وصلت !!!
  • #2
    الرايق 12-15-2014 06:0
    كلمة حق أريد بها باطل برغم اللف واادوران وصلت الفكرة
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      أماسا 12-15-2014 04:0
      والله من يستطيع أن يغوص في أعماق الغيب ويقتحم قلب إنسان ليطلع ما بداخله من نوايا حري به أن يكون شجاعاً ويعلق تحت إسمه.. ومن الجبن أن التعليق بهذه الطريقة.. ومفسدة للذوق التعبير بكلمات مثل التي تتبعها للمرة الثالثة تعليقاً على ما أكتب.. ولكن.. في أفضل الحالات ستكون أحد الذين يشكلون حاشية المفسدين ويقتاتون على ما تبقى من فتات الموائد.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019