من السهل جدا إجراء جرد ورصد عام لسلوكيات العمل الإداري في الأندية السودانية، وحصر التصرفات التي من شأنها أن تشكل سبباً أساسياً في تدهور المستوى العام، وكذلك محاور الأزمات فيها، ومن ثم وضع الحلول المناسبة من أجل الخروج من حالة الإنكفاء التي تعيشها الرياضة السودانية ومجتمع كرة القدم بشكل عام، وهذا يعني أن المشكلة الأساسية ليست في (تشخيص الأزمة) وإنما في كيفية الإلتزام بالمعالجات.
صراحة نرى أن الأندية الكبيرة في السودان ليست في أيدي أمينة، وأن غالبية من يعملون بها متواضعي القدرات، وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعل الوسط الرياضي منزلق بإستمرار في أتون أزمات تعيد إنتاج نفسها كل يوم على الطريقة التي نعيشها الآن، وكل يتدثر بثوب وهمي إسمه القانون في ذات الوقت الذي تسابقوا فيه لإنتهاكه وتجاوزه، ثم يعود المريخ مثلاً ليتحدث عبر إعلامه وبعض قيادييه الذين يعيشون في غيبوبة الوهم عن ضعف الإتحاد العام ومحاباته للهلال، ثم يرد رئيس الهلال بمنطق (اللقيمات) وهو يخاطب الملأ باستاد ناديه وكأنها دولة قد دخلت حرباً مع دولة أخرى أستخدمت فيها الأسلحة الصغيرة، في حين أنها كرة قدم فقط وتحتاج لشيء من الكياسة في إنتقاء الألفاظ والعبارات لإدارة حوار حضاري بين الأطراف المتأزمة وبهدف الخروج من عنق الزجاجة.
لنتفق مع ثنائي القمة على أن اتهامهما للإتحاد بالضعف والهون صحيح، ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت الإتحاد السوداني بهذا الضعف؟، وهل الأوضاع في الناديين الكبيرين تختلف عما هي عليه في الإتحاد؟.. من وجهة نظري أن الضعف هنا مستمد من الضعف في المكانين، أي المريخ والهلال، ففي السابق كانا ينسقان منذ وقت مبكر لتقديم أقوى الكوادر للإتحادين المحلي والعام، ليس طمعاً في الهيمنة والسيطرة، وإنما حرصاً على ممارسة أنشطتهما في أجواء مفعمة بالعدل والصدق والنظام، فيتم ترشيح الإداريين الأكثر مهنية في التعاطي مع الشأن الرياضي وإن كان ذلك على حساب ناديه، ومن يستطيعون كسب ثقة الغير في إدارة المنافسات دون غبائن.. ولكن.. عبد المعين دائماً يطلب الإعانة لنفسه، بمعنى.. أن الناديين أصبحا يعانيان أشد المعاناة في ضعف كوادرهما وسيطرة بعض العصابات التي تركز على إقصاء المقتدرين وتثبيت المنتفعين، ويساعد هذا المخطط إعلام بات منطلق على حل شعره، يفعل ما شاء بلا رابط ولا رادع.. الأمر الذي خلط المفاهيم الرياضية وثوابت الوسط بممارسات وظواهر دخيلة ما أنزل الله بها من سلطان، ونتجت عنه الحالة التي نمر بها الآن من أزمة كبيرة جداً محورها الإتحاد العام وأجنحتها ثنائي القمة.
من السهل أيضاً وصف أي طرف من أطراف الأزمة الرياضية بالفساد والمحاباة، وإن كان ثلاثتهم غير مبرأ من هذا الإتهام، فالهلال الذي تمرد دفاعاً عن القانون سبق وأن تمتع بمحاباة الإتحاد دون أن يرد العطايا ويقول: أنه لن يأخذها لأنها ليست له.. وكذلك فعل المريخ في هذا الموسم.
بقوة الناديين الكبيرين تصح الكرة السودانية، وبحرصهما على الأجواء العامة تعود للكرة السودانية عافيتها، وبإنتقالهما المرن من حالة الفوضى إلى العقلية الإحترافية سنعيش نهضة رياضية كبرى، وبمحاربتهما لتلك الظواهر المسيطرة نقضي على حالة الفوضى.
تنهض الدول في كل انشطتها وتنمو بالمهنية المنضبطة ومن خلفها التزام كامل بالقانون بحيث يجد كل صاحب حق حقه.. ثم تنفتح الابواب مشرعة للابداع والتميز وذلك لشيوع وضع الامان والاطمئنان للجميع. مفردات مثل الثقة لا توجد في الدول الغربية وعلى رأسها امريكا فلا احد هناك يثق في اﻵخر، مع ذلك تقدمت تلك الدول لتهيمن على العالم بفضل المهنية وهيبة القانون. اسال الله التقدم والرفعة لبلدي بعد ان ينصلح الحال
عزيزي اماسا لك التحية عن جزئية صغيرة اتكلم واقول صغيرة لأنها أس البلاء وهي الاعلام الذي أجج هذا القرف الذي نمر به الان اصبحت صحافتنا الرياضية بعيدة كل البعد عن المهنية الصادقة في التعاطي والشأن الرياضي في بلدي السودان أصبح السباب والإستهزاء ديدن صحفيين اثنين باعوا واشتروا في بلاط صاحبة الجلالة بلا رقيب أو حسيب حتى ظننا أن هذا المقروء من كلام رئيس تحرير الصحيفتين شئ ممهنج ومدعوم من جهات عليا تحاول أن تجعل هذا الشعب مشغولا بهيافة الأشياء في الوقت الذي أصبح فيه المواطن لاهثا عن ( قفة ملاحه ) أتمرأ هذا الاعلام هذه الفجوة وخلق كل هذا التوتر والغضب من جانبي جمهور الناديين الكبيرين وبلا خجل منهم المنافع الشخصية طغت على كل شئ وهاك ما يحدث من اعوجاج مالي ضرب نادي المريخ في الوقت الذي كان يتبجح فيه اعلامه بأن الكاش يقلل النقاش عبارة سوقية مبتذلة روج لها هذا الاعلام بقيادة ساحرهم وهو لايدري بغباء منقطع النظير بأن الايام دول كما نجد في جانب اعلام الهلال والرشيد يسوق القطيع من الطرف الاخر .
الازمة الحالية كشفت الكثير من الاعلاميين ومن يسمون أنفسهم اعلاميين وهم في الاصح لا يمثلون الا انفسهم وسبحون بحمد بعض الاداريين . هذه الازمة قد يكون المتضرر المباشر فيها فريق الامل وان الهلال دخل في الخط من باب انصر أخاك وأنه متأثر بصورة غير مباشرة.
توقعت من بعض الاعلاميين ان يتناولو الموضوع وهذه الازمة من منطلق مهنيتهم لا من منظور أنديتهم، فجميع كتاب المريخ هم حاليا ضد الامل ومناهم يروه في الدرجة الثالثة أو مشطوب من الاتحادات، على الرغم من أنه صاحب قضية ومن المفترض ان يقف الجميع معه.
الحيادية اضبحت عملة نادرة في هذا الزمن الأغبر ، ان لم تكن مصنفا فانت غير معترف بك وتعتبر كل كتاباتك انشاء فقط، ولا اعفيك من اللوم انت يا ابو عاقلة لم تتطرق الى الموضوع من جانب الوقوف مع الحق، البعض منكم لزم الصمت وعدم التطرق لهذا الموضوع وهذا اضعف الايمان.
ولك التحية ولكل الكتاب الذي يكتبون بمهنية ويقفون مع الحق حتى يعود الى اصحابه .
للاسف هذا حال كل القطاعات فى السودان ولن ينصلح الحال الا اذا بدأت الحكومة بمحاربت الفساد بكل اشكاله وانواعة وفى كل المواقع عندها ممكن ان نتحدث عن تطور او تقدم فى اى مجال من المجالات وخصوصا فى الرياضة