زووم
فرية الموسم المقلوب..!
تابعنا ردود الأفعال في مريخ ما بعد الخروج الأفريقي، حيث كان الوضع يبدو كما (بيت البكاء).. لا شيء يسمع بوضوح غير البكاء والعويل، ولا أحد ينصت للآخر حتى يعرف ماذا يقول، وحتى رئيس النادي تهرب من كبار الأقطاب ورفض الجلوس مع عدد من كبار الأقطاب بداعي أنهم لم يساهموا معه بالمال.. ولكن من أكثر المبررات التي استفزتني، وقد أختلف عن الآخرين في ردة الفعل نحوها، أنهم أقحموا فرية الموسم المقلوب ضمن مصفوفة المبررات التي أدت لخروج الفريق من تمهيدي دوري الأبطال، وهم يعنون بهذا الموسم المقلوب أن الموسم السوداني أو الدوري الممتاز يبدأ مع المنافسات الأفريقية، وعندما تدخل أنديتنا غمار التنافس القاري تكون فرقها قد خرجت لتوها من فترة الإعداد، ولم تصل إلى مرحلة إجترار المخزون اللياقي بالصورة الطبيعية التي تدفعها للظهور بأفضل ما لديها من قدرات وإمكانيات، ولكن.. بالنظر إلى ما يحيط بنا في القارة الأفريقية، ومراجعة موعد انطلاقة دورياتها سنكتشف أن موسمنا لا علاقة له بإخفاقاتنا، فهنالك دول حققت إنجازات كبيرة على مستوى البطولة التي خرجنا من دورها التمهيدي وآخرها الأهلي المصري الذي حقق اللقب والدوري في بلاده ملغي تماماً ولا منافسات أصلاً تعده، وكذلك كرر المنتخب الليبي هذا الإنجاز وحطمه بتحقيق لقب بطولة الشان بجنوب أفريقيا والنشاط الرياضي في بلاده متوقف تماماً.. وهذه أمثلة فقط.
كثرت الآراء وتعددت وتقاطعت بشكل مزعج في تشخيص أسباب الإخفاق، ولكن في الغالب لم نختلف عن بعض الأسباب، بمعنى أن هنالك إتفاق على الحد الأدنى منها، وهي أنه لابد من عمل مؤسسي فيما يخص الهرم الرياضي للمراحل السنية، واحترام حقيقة أن الحديث عن فريق بطولات ومستويات إحترافية لابد أن يقترن بالأعمار، وأنه إذا كان لابد لنا من الإنفاق بذلك الكم الذي يضعنا على رأس قائمة الدول التي تنفق في المشروعهات الرياضية، فمن الضروري والمجدي أيضاً أن ننفق نسبة من تلك الأموال في المراحل السنية، فإذا فكر الوالي مثلاً في الأمر وقرر تشكيل فريق عمل من الفنيين، وتبنى إستراتيجية إحلال وإبدال كلية تعتمد على فكرة الحصول على فريق كامل ومتكامل بعد أربع سنوات فقط من لاعبين متوسط أعمارهم يتراوح ما بين 20 23 سنة فقط، وقبل ذلك بدأ فكرته هذه بمؤتمر صحفي يتولى تنوير القاعدة والإعلام بما سيجري، فإن الجميع سيعيش أجواءً جديدة، على الأٌقل سيكونوا على أمل أن هنالك شيء متوقع يستحق الصبر والإحتساب، وفي كل الأحوال لن نر المريخ يحتل مركزاً أسوأ من المرتبة الثانية في الدوري الممتاز، فهو في أوج حالاته وأسوأها كان يترنح ما بين الأول والثاني فقط.. ولو أنه استغنى عن قائمته بأكملها واستعان بأخرى من النجوم الشباب والموهوبين فإنه لن يذهب إلى أبعد من الخروج من الأدوار التمهيدية في الأبطال، والمركز الثاني في الدوري الممتاز، ولكن.. مع الإستمرار على ذات السياسات التي صنعت منتوج الأحد عشر عاماً الماضيات، ونفس الوسائل والأساليب فالنتيجة ستكون عشر سنوات أخرى مهدرة بدون الوصول إلى مستوى ممارسة مقنعة تضعنا في صفوف المنتظرين في بنك الإنجازات الكروية.
ليس هنالك موسم مقلوب، بل مفاهيم مقلوبة، وبعض القيادات وعلى رأسها جمال الوالي نفسه تحرص على إهدار كل ما تملك من مال من أجل المحافظة على الواجهة من حيث المظهر والمنظر، وفي أشياء ربما يكونوا أكثر المقتنعين بعدم جدواها وأنها لا تضعنا على المضمار الصحيح.. ولكنهم يصرون عليها,, وبذلك يصنعون الأزمات قبل أن يصطنعوا الدهشة كما البقية..!
فرية الموسم المقلوب..!
تابعنا ردود الأفعال في مريخ ما بعد الخروج الأفريقي، حيث كان الوضع يبدو كما (بيت البكاء).. لا شيء يسمع بوضوح غير البكاء والعويل، ولا أحد ينصت للآخر حتى يعرف ماذا يقول، وحتى رئيس النادي تهرب من كبار الأقطاب ورفض الجلوس مع عدد من كبار الأقطاب بداعي أنهم لم يساهموا معه بالمال.. ولكن من أكثر المبررات التي استفزتني، وقد أختلف عن الآخرين في ردة الفعل نحوها، أنهم أقحموا فرية الموسم المقلوب ضمن مصفوفة المبررات التي أدت لخروج الفريق من تمهيدي دوري الأبطال، وهم يعنون بهذا الموسم المقلوب أن الموسم السوداني أو الدوري الممتاز يبدأ مع المنافسات الأفريقية، وعندما تدخل أنديتنا غمار التنافس القاري تكون فرقها قد خرجت لتوها من فترة الإعداد، ولم تصل إلى مرحلة إجترار المخزون اللياقي بالصورة الطبيعية التي تدفعها للظهور بأفضل ما لديها من قدرات وإمكانيات، ولكن.. بالنظر إلى ما يحيط بنا في القارة الأفريقية، ومراجعة موعد انطلاقة دورياتها سنكتشف أن موسمنا لا علاقة له بإخفاقاتنا، فهنالك دول حققت إنجازات كبيرة على مستوى البطولة التي خرجنا من دورها التمهيدي وآخرها الأهلي المصري الذي حقق اللقب والدوري في بلاده ملغي تماماً ولا منافسات أصلاً تعده، وكذلك كرر المنتخب الليبي هذا الإنجاز وحطمه بتحقيق لقب بطولة الشان بجنوب أفريقيا والنشاط الرياضي في بلاده متوقف تماماً.. وهذه أمثلة فقط.
كثرت الآراء وتعددت وتقاطعت بشكل مزعج في تشخيص أسباب الإخفاق، ولكن في الغالب لم نختلف عن بعض الأسباب، بمعنى أن هنالك إتفاق على الحد الأدنى منها، وهي أنه لابد من عمل مؤسسي فيما يخص الهرم الرياضي للمراحل السنية، واحترام حقيقة أن الحديث عن فريق بطولات ومستويات إحترافية لابد أن يقترن بالأعمار، وأنه إذا كان لابد لنا من الإنفاق بذلك الكم الذي يضعنا على رأس قائمة الدول التي تنفق في المشروعهات الرياضية، فمن الضروري والمجدي أيضاً أن ننفق نسبة من تلك الأموال في المراحل السنية، فإذا فكر الوالي مثلاً في الأمر وقرر تشكيل فريق عمل من الفنيين، وتبنى إستراتيجية إحلال وإبدال كلية تعتمد على فكرة الحصول على فريق كامل ومتكامل بعد أربع سنوات فقط من لاعبين متوسط أعمارهم يتراوح ما بين 20 23 سنة فقط، وقبل ذلك بدأ فكرته هذه بمؤتمر صحفي يتولى تنوير القاعدة والإعلام بما سيجري، فإن الجميع سيعيش أجواءً جديدة، على الأٌقل سيكونوا على أمل أن هنالك شيء متوقع يستحق الصبر والإحتساب، وفي كل الأحوال لن نر المريخ يحتل مركزاً أسوأ من المرتبة الثانية في الدوري الممتاز، فهو في أوج حالاته وأسوأها كان يترنح ما بين الأول والثاني فقط.. ولو أنه استغنى عن قائمته بأكملها واستعان بأخرى من النجوم الشباب والموهوبين فإنه لن يذهب إلى أبعد من الخروج من الأدوار التمهيدية في الأبطال، والمركز الثاني في الدوري الممتاز، ولكن.. مع الإستمرار على ذات السياسات التي صنعت منتوج الأحد عشر عاماً الماضيات، ونفس الوسائل والأساليب فالنتيجة ستكون عشر سنوات أخرى مهدرة بدون الوصول إلى مستوى ممارسة مقنعة تضعنا في صفوف المنتظرين في بنك الإنجازات الكروية.
ليس هنالك موسم مقلوب، بل مفاهيم مقلوبة، وبعض القيادات وعلى رأسها جمال الوالي نفسه تحرص على إهدار كل ما تملك من مال من أجل المحافظة على الواجهة من حيث المظهر والمنظر، وفي أشياء ربما يكونوا أكثر المقتنعين بعدم جدواها وأنها لا تضعنا على المضمار الصحيح.. ولكنهم يصرون عليها,, وبذلك يصنعون الأزمات قبل أن يصطنعوا الدهشة كما البقية..!