انديتنا باستثناء الهلال والمريخ مفلسة لا تملك اى مصادر تمكنها من مواصلة مشوار التنافس خارجيا حتى نهاية المشوار وحتى الهلال والمريخ فان ما يتمعان به من مصادر لا احد يضمن استمراها حيث تعتمد على الراغبين من اصحاب المال ان يصرفوا عليهما بلا حدود بصرف النظر ان يكون صرفهم مساهمة او دين مستحق لصاحبه وهو وضع قابل لان يزول فى اى لحظة لتواجه هذه القمة حالة من الفلس تصل العدم .
واذاكنت اكتب هذا الموضوع ولا اعلم مصير اهلى عطبرة فى لقاء الاياب للتاهل للمرحلة القادمة فى بطولة الكونفدرالية وبالطبع اتمنى ان يكون تخطى منافسه للمرحلة القادمة ليبقى السؤال على ما هو عليه كيف له ان تاهل ان يواصل المنافسة حتى نهاية المرحلةالختامية وهو يفتقد مصادر المال .
فلقد اطلعت على تصريح لاحد منسوبى هذا النادى وهو يكشف عن ما تكلفه النادى لمواجهة مباراة الاياب والذى بلغ اكثر من ثلاثمائة مليون جنيه بجانب المستلزمات المادية العادية وقد اوضح فى حديثه حجم المعاناة التى واجهها النادى لتوفير التزامات هذه المباراة فكيف اذن للنادى لو خدمه الملعب لمواصلة المشوار.
هذه القضية لا تقف على اهلى عطبرة وحده ولكنها تتهدد كل اندية السودان بلا استثناء حيث ان هذه المشاركات الخارجية تتكلف اموالا فوق طاقتها وكم من انديتنا عادت من هذه المشاركات مثقلة بالديون المالية التى اعجزت النادى لفترة طويلة والتى ترتب عليها فى حالت كثيرة ان يهرب الاداريين المتطوعين لادارة هذه الاندية ان يهربوا بجيوبهم من هذا الاستنزاف المادى ليتركوه مثقلا بالديون والقضايا امام المحاكم.
وكم من نادى دفع ثمن هذه العجز تدنى مستوى النادى نفسه وفقدانه الاهلية حتى على مستوى المحلى بسبب ما خرج به من ديون كبيرة من مشاركة خارجية.
تاريخيا شهدنا اندية اخص منها ناديى النيل وبرى اللذان مثلا السودان يوما فى بطولات خارجية وعادا منه مرهقين بالديون حتى فشلا فى الصمود محليا والبقاء فى الدرجة الاولى او الممتاز .
ولعل نادى الموردة نفسه ليس استثناء حيث شهدنا تدحرج نادى المورد الذى كان يمثل ركنا هاما من اركان الدرجة الاولى لو الممتازة ضمن القمة الثلاثية حتى هبط به الفلس للدرجة الاددنى.
اذن هو واقع لابد للقائمين على امر الرياضة ان يواجههوه بشجاعة حتى لا يكون موقفهم سلبيا من هذه القضية الهامة وهم يعلمون عجز هذه الاندية عن مواصلة مشوار التتافس الخارجى ان كان هو الهدف الاستراتيجى لانديتنا فهى غير قادرة عليه حتى لو شاء حظها ان تواصل المسيرة رغم تدنى مستوايتها الفنية بسبب شح المال وسوء ادارته للقائمين على هذه الاندية.
كنت اتمنى لو ان اجهزتنا الرياضية الرسمية والاهلية والتى تغض الطرف عن هذه القضية لو انها اجرت دراسة مالية لتوضح لنا كم يحتاج النادى اذا كان له ان يصل نهاية البطولة لنقف على قدرة هذه الاندية لمواجهة هذه التكلفة لتصبح هذه الاجهزة بين خيارين لا ثالث لها:
الاول ان تكون الدولة قادرة وملتزمة بتوفير هذه التكلفة لمن يرفع رايتها خارجيا بان تتحمل المسئولية المالية او ان تصرف النظر عن المشاركات الخارجية لعدم قدرتها على مواحهتها.
ولعل الاتحاد الدولى لكرة القدم الذى يشرف على المشاركات الخارجية والاحرص على نجاحها كشف عن انه اكثر اهتماما بهذه القضية المالية التى تواجهها الاندية خاصة المعروفة بقلة المصادر المالية مثل حالنا فى السودان لهذا حرصت الفيفا على ان تضع شروطا مالية تضمن قدرة الاندية على تحمل التزاماتها المالية وفق مصادرها وقدرتها المالية دون اعتمادها على مصادر اخرى او ديون عليها وبغير ذلك تحرم من الرخصة التى تؤهلها للمشاركة فى المنافسات الخارجية.الا ان اتحادنا اثر التحايل على هذه الشروط دون ان يعالج حالة الاندية المادية
وبهذا لو اعملنا المطق وهو ما لا تعيره الاجهزة الرسمية والاهلية اى اهتمام فانه يتعين علينا ان كنا متتطلعين للانجازات الخارجية ان نعيد النظر فى الاندية السودانية التى ترفع راية السودان خارجيا بحيث تعاد هيكلتها حتى يصبح على راس شروطها ان تمتلك المصادر الخاصة بالنادى بما يؤهلها لتكون ضمن المنظومة الدولية وذلك بفتح الباب للشركات والمؤسسات المالية المقتدرة الراغبىة فى الاستثمارفى مجال الاندية الاحترافية التى اصبحت من مصادر الربحية العالية لمن يحسن استغلالها.
وحتى ذلك الحين ما نشهده اليوم ليس الا نوعا من العبث
