• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  2032
اماسا
زووم
(كلاسيكو) موسم الرماده..!
عندما تريد أمهاتنا السودانيات ذجر أحد الأبناء بكلمات تدل على خيبته وخيبة رجائهن فيه يقلن له: الرماده في خشمك.. وأحياناً يقال للرجل عندما يفشل في تحقيق شيء ما: الرماد كال حماد، وهو مثل سوداني ذائع الصيت، يستخدم بكثافة هذه الأيام، ولكنه سيكون بمثابة (قميص عامر) لو جربناه على الكرة السودانية في موسم إستحق عن جدارة لقب عام الرمادة، نسبة للنتائج البائسة التي تحققت على مستوى كل المنتخبات الوطنية والأندية بلا استثناء في البطولات الخارجية، وحتى نجوم ألعاب القوى الذين كانوا يفرحوننا في السنوات الأخيرة أصيبوا بعدوى الخيبة الكروية ولم يحققوا شيئاً في عام هو عام الرمادة بإمتياز.
مباراة القمة اليوم لن تكون استثناءً عن هذه القاعدة، صحيح أن حرارة الأجواء فيها قد ارتفعت على نحو حارق، وأن التحديات بلغت مداها في الصحف اليومية حتى تخيلنا أن ما سنشاهده من مستويات في المباراة يرقى لإحدى مباريات الدوري الإسباني من حيث المظهر والتنظيم والروح الرياضية، ولكن ما ورد من مقدمة فيما يخص نتائج الكرة السودانية في هذا الموسم، ونتائج الناديين أمام كل الفرق ومن ثم مظهرهما في كل المباريات التي خاضاها لا يوحي بأننا سنشاهد مباراة تختلف وتخرج عن العك والتوتر والمشاحنات واللعب على الأجسام، وهذا العك ليس كل ما لدى اللاعبين وإنما تصنعه دائماً أجواء المباراة وما يسبقها من أحداث ووعود تعلنها قيادة الناديين لحوافز خرافية ترصد في حالة الفوز، وتنافس اللاعبين على دخول قلوب الجماهير بتقديم أرفع ما يمكن تقديمه، فإن تحقق ذلك وكان اللاعب هو صاحب هدف الفوز، فقد كتب له تأريخ جديد بمداد من ذهب .. وإن كان في الأصل مشكوكاً في أهليته للدفاع عن ألوان ناديه، وإن فشل في ذلك يكون قد قطع شوطاً نحو مغادرة الكشوفات وإن كان نجماً لامعاً في صفوف فريقه.. فالأمور هنا لا تقاس بمعيار واضح ومعروف وإنما ترتبط بمسائل نفسية بعضها تعبر عن نفسية مهزوزة وموتورة صنعتها طبيعة الصحافة السودانية وعقلية الإدارة الرياضية التي صنعت الفشل بكل أصنافه بدلاً أن تصنع النجاح.
أتوقع ألا يشهد المباراة أي من قيادات إتحاد كرة القدم لأنها تقام في تأريخ قريب جداً من سقوط المنتخب أمام ليسوتو على الأرض وأمام أعين الجماهير السودانية، وكل الأصابع تشير إلى اتحاد فعل كل شيء من أجل الفوز بمقاعده في الإنتخابات ولم يفعل أي شيء ليفوز منتخبنا بثلاث نقاط ومن الطبيعي ألا يضعوا أنفسهم أمام هتافات الجماهير في هذه الأجواء الساخنة.. لسبب آخر ومهم للغاية وهو أن المهزوم في الديربي يفتعل معركة ضارية مع إتحاد كرة القدم ولو أهدر لاعبيه عشر ركلات جزاء حسبها له الحكم ظلماً.
تضاربت الأنباء حول الحوافز التي أعلنها رئيس نادي المريخ، فقد نفى جمال الوالي ذلك الإعلان الذي نقلته الصحف عن خمسة آلاف دولار لكل لاعب كحافز للفوز، وتبرأ مما نسب إليه، أما قطب الهلال ورجل الأعمال المعروف أشرف سيد أحمد (الكاردينال) فقد قفز فوق أسوار المستحيل ومد عنقه ليعلن عن حافز فوز كبير عبارة عن 20 مليون جنيه.. أو 20 ألفاً بالجديد للاعبي الهلال في حال فوزهم على المريخ، ما يعني أن البطولة قد أصبحت في متناول الأزرق ما إذا تعثر المريخ في أية مباراة قادمة كتكرار لإنجاز سبق وحققه الفريق عندما قلص الفارق الكبير الذي كان يفصلهما واستطاع انتزاع اللقب في إعجاز حقيقي منحت الفريق دفعة بطولية وثقة كبيرة في الموسم التالي.. ولكن المريخ لم يعد هو ذلك الفريق.. ولا أظن أن الهلال نفسه هو ذلك الفريق الذي كسب كل مبارياته ليقلص الفارق من ثمانية نقاط ويحولها فيما بعد لتفوق لمصلحته.. كما أن الكثير من الأحداث قد جرت تحت جسور الناديين ولم يعد هذا هو عهد المعجزات والأرقام القياسية إلا في الإتجاه السالب..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019