الآصل فى الكتابة هو تحقيق النفع للناس .. وحتى يكون ما يطرحه الكاتب نافعا عليه ان يعبر عن حاجة الناس لا عن حاجياته .. اخطر انواع الكتابة واشدها ضررا تلك التى توفر معلومات للقارىء دون استوثاق و تطرح وجهات نظر دون ان تسمح للقارىء بالتحقق من مصداقية مصدرها .. امثال هذا الطرح الذى درج عليه الآستاذ اسحق احمد فضل الله فى كتاباته يستخدم لستر وجهة نظر غير محايدة بكلمات مبهمة وشكوك اقرب الى الآشاعات او (القوالات ) كما نقول فى عاميتنا ... تجريد الكلام ضرورة .. وهذا معناه الصراحة والوضوح وهما معا معنيان بقول الحق والصدق دون لف ودوران .. الصراحة لا يقدر عليها الا الكبار .. و الشفافية لفظ اهم ما تحتويه من معانى الآعتراف بالخطأ وتحمل تبعاته من مسئوليات .. وهذه ايضا لا يقدر عليها الا من يمتلك الشجاعة .. اقرب مسافة بين نقطتين هى الخط المستقيم الواصل بينهم .. الآستقامة لفظ مضاد للتحوير والغموض .. تحوير الكلام والكتابة بمداد سرى يقود الى البلبلة والآرباك .. المباشرة والوضوح فى الطرح ضرورة خاصة فى وطن متململ اضحت عوامل تشرذمه اكبر واقوى من عوامل بقائه ككيان موحد قابل للتطور .. اذا اردنا ان يحترمنا الآخرون علينا ان نحترم انفسنا اولا .. البحث عن شماعة للآخفاق يتنافى مع نهج المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وصحبه الكرام .. من العيب ان نسكت عن الظلم والفساد والفشل فى ادارة شئون الرعية ونتحدث عن نوايا ومؤامرات اريتريا واثيوبيا واسرائيل ومن خلفهم اميركا .. من المحزن حقا ان نلوم السيسى على فعلته ونغض الطرف عما فعله المشير ببادرة من الترابى وشيخ على .. من المخزى ايضا ان نتحدث عما فعلته قوات الآمن فى ميدانى رابعة والنهضة وننسى ما فعله قوش و نافع .. من المحزن والمبكى ايضا ان نختزل كارثة السيول و ما احدثته من دمار فى فشل مشروع طوبة العاقب .. من غير المعقول ان تقول دولة انها قادرة على تصنيع الطائرات و الدبابات و الدانات و اطلاق الصواريخ من على المنصات ويأتى من يخبرنا و من رحمها بأنها فشلت فى تحويل مشروع صناعة طوبة اتى به احد علمائها الى واقع بسبب الموساد والسى اى ايه .. اربع وعشرون عاما من الضجيج و التمكين و التهليل والتكبير و المحصلة فساد و شتات و تمرد و انفصال وحصاد الحصرم .. هذه هى الحقيقة التى وصلنا اليها بأيدينا و ليس بيد احد سوانا .. قال صلى الله عليه وسلم (( كبرت خيانة تحدث اخاك حديثا هو لك مصدق وانت به كاذب )) !!!!
x
إغلاق