• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
ياسر حامد

ندى الحروف

ياسر حامد

 0  0  1642
ياسر حامد
الإعلام السالب يقودنا الى الوراء
يحكى أن مواطنا بلجيكيا يدعى ديسان دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه \"يهرب\" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب!.
السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: \"حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا\"!!.
استوقفتني هذه القصة كثيرا لأنها ترمز إلى ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!.
وتعبر هذه القصة عن واقعنا الرياضي والسياسي والاجتماعي وغيره، وحقيقة واقعنا الرياضي خاصة في مجال كرة القدم مبني على شغل الرأي العام والجمهور تحديدا في أمور بعيدة عن واقع فريق الكرة، مع كل هزيمة وإخفاق يخرج علينا أحد أعضاء مجلس الإدارة بأعذار واهية ويطلق تصريحات مغايرة للموضوع الذي يشغل الكل ويريد أن يعرف الكثير عنه والاسباب التي أدت الى هذا التراجع في المستوى، ولكن هؤلاء يتم شغلهم بالإعلان عن صفقات كبيرة في الموسم الجديد وخلق المشاكل مع أعضاء في المعارضة وغيرها من الأمور.
المشاكل تحل بمواجهتها وإشراك الكل فيها، وللأسف الشديد نجد أن الاعلام لعب دورا كبيرا في الترويج لمثل هذه الأعذار والتقليل من شان انجازات الفريق المنافس والبحث عن بعض النقاط السلبية وإطلاق العنان لها من أجل ضرب الطرف الآخر، وكثيرة هذه الأمثلة في هذا المجال.
وبحكم أن رياضتنا لا تعرف غير الهلال والمريخ من الطبيعي جدا أن يسيطر الناديان على الاعلام بكل أنواعه وأن يكون هناك كتاب ينساقون وراء بعض الإداريين ونشر كل ما يقولونه سواء كان في مصلحة الفريق أم غيره، المهم عند هؤلاء شغل الرأي العام عن القضية الأساسية والنيل من الذين يعتبرونهم أعداءهم في مجلس الإدارة.
اعجني جدا النهج الذي اتبعه كتاب المريخ خلال الأيام الماضية بعد الإخفاق الذي صاحب فريق الكرة المريخي في كل المنافسات التي خاضها، بعد أن كان الاعلام المريخي يطنب في المدح للاعبين والإداريين ويخلق من هؤلاء اللاعبون أبطالا، ها هو يصحوا من سباته ويكتشف أنه كان يتحدث عن أشياء غير واقعية وقد أكدت النتائج ذالك، فالبحث عن العيوب والسلبيات التي صاحبت أداء الفريق في هذا الموسم هو الذي سيقود إلى النتيجة الايجابية، والحديث عن نقاط الضعف وشرحها سيقود حتما إلى معالجتها والاستفادة من الأخطاء في الموسم المقبل، ولو انتهج هذا الاعلام الذي وصفه رئيس نادي المريخ على ما اذكر بالإعلام السالب، هذا الاعلام لو اتبع أسلوبه الذي يتحدث عنه هذه الأيام لما وصل المريخ إلى ما وصل إليه حاليا، والحال ينطبق على الهلال ايضا.
نريد إعلاما واعيا يتحدث عن مواضع القصور ويطرح المقترحات لوضع البلسم الشافي لها بدلا من الاهتمام بالنادي المنافس والبحث عن سلبياته لنشرها، فيفترض على الإعلامي الأمين أن يتحدث عن السلبيات التي صاحبت أداء ناديه والأندية الأخرى من أجل الوصول إلى منافسة يمكن ان ننافس بها الدول من حولنا ونفتخر بان لنا دوري قوي مثل بقية الدوريات.
متفرقات:
@ الاعلام السالب هو الذي يساهم في تدمير فريقه بدلا من رفع شأنه، والإعلام الايجابي هو الذي يتحدث عن مواضع القصور وطرحها للعيان من أجل التباحث في حلها، ونعلم أن هناك الكثيرون الذين يحملون أفكارا نيرة ولكن لا يجدون الفرصة لان الأجهزة الاعلام تتحدث عن المدح أكثر من الزم.
@ الهلال والمريخ لن يتقدما في الموسم المقبل أكثر من ما وصلا اليه في هذا الموسم ان لم تتضافر جهود الإعلاميين وتناسوا الانتماء الضيق وكرسوا أنفسهم لخدمة الكرة السودانية عبر الناديين الكبيرين ومن أجل منتخب وطني قوي.
@ شغل الجمهور عن بعض الأمور قد يكون ايجابيا ولكن يجب أن لا يكون الهدف إخفاء الإخفاقات والعيوب، مع العلم بأن لاعبينا مازالوا في مرحلة تصديق كل ما يقال عنهم حتى وان كان من باب المدح الذي يسبق الزم.
@ أكتب هذه الأحرف قبل لقاء الأمس بين الهلال والأمل والمريخ وهلال الساحل، وفوز الهلال سيؤكد الفوز باللقب وفوز الأمل سيؤكد حصول الفريق العطبراوي على المركز الثالث، وفي الحالتين نحن سعداء.
@ المنتخب الأول يستعد في لملاقاة بنين وهي مباراة تحصيل حاصل بعد أن ودعنا البطولتين بأمر المدرب الأقل قامة من منتخبنا الذي كان يمكن أن يقدم أفضل من ذلك لو اشرف عليه مدرب غير قسطنطين.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر حامد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019