الرياضة السعودية على الطريقة الهلاريخية

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن التعصب الأعمى الذي تفشى بين أنصار العملاقين الهلال والمريخ وما صاحب ذلك من احتفالات ومظاهرات فرح عندما يخسر الآخر من فريق أجنبي مدعوما ذلك بكتابات بعض الإعلاميين الذي ظلوا يؤججون النار بدلا من إخمادها في مهدها.

فما يحدث في الرياضة السودانية جد خطير وسيقودنا الى الأسوأ ولن نتقدم كثيرا في ظل هذا التعصب السلبي.

وقد ذهب التنافس بين الناديين الكبيرين الى أكثر من ذلك عندما يتهم شخص مسؤول في النادي الكبير الفريق المنافس بزرع الأشواك في طريقه من أجل منعه من الفوز بلقب الدوري والانتصارات الخارجية، وكلنا قد تابع خلال الأيام الماضية الاتهامات التي طالت نادي المريخ في تحريضه لنادي حي العرب والأمل في تقديم شكوى ضد الهلال في بعض اللاعبين الذين نالوا بطاقات صفراء ولم ينفذوا العقوبات المنصوصة من وجهة نظرهم وكأن إدارات الأندية الولائية لا تستطيع أن تفعل ذلك من تلقاء نفسها وبمساعدة نادي كبير مثل المريخ رغم أن الدور المنوط به مجالس الإدارات هو حماية أنديتها وحفظ حقوقها ومكتسباتها، وحتما ستتهم إدارة المريخ نافذين في الهلال بتحريك الشكوى التي تقدم بها هلال الساحل ضد المريخ طاعنا في قانونية مشاركة اللاعب بله جابر.

مثل هذه التحريضات لن تتوقف حتى وان خرجت من إدارات الأندية المتظلمة نفسها لأن الأمر أصبح مرتبطا بهلال مريخ وكفى.

ما يحدث في الرياضة السودانية بدأ ينتشر في الرياضة السعودية، وبمثل ما سعدت فئة قليلة من أنصار المريخ بخسارة الهلال أمام مازمبي والأمر ينطبق على فئة هلالية فرحت عندما خسر المريخ، هذه الظاهرة السيئة ظهرت في الملاعب السعودية ولكن بدون توابيت ولمست ذلك من خلال الفرحة التي ارتسمت على وجوه بعض المشجعين عندما خسر الاتحاد نهائي البطولة الأسيوية أمام بوهانج الكوري، فأنصار الفرق الأخرى لم يستطيعوا إخفاء سعادتهم بهذه الخسارة.

والحادثة الثانية هي الشكوى التي تقدم بها نادي الشعلة الذي يعلب في الدرجة الأولى ضد نادي الهلال في مباراتهم التي جرت قبل يومين ضمن مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد وكسبها الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، فقد تضمن احتجاج نادي الشعلة على أن نادي الهلال اشرك ستة لاعبين أعمارهم فوق 23 سنة واللائحة تنص على مشاركة خمسة لاعبين فقط، هذا الأمر جعل الاتهامات تطال المسؤولين في نادي النصر بأنهم وراء هذه الشكوى والتحريض لإدارة الشعلة، وقد ذكر ذلك نائب رئيس تحرير صحيفة الرياضية اليومية المعروفة الأستاذ عبد الرحمن الجماز لإحدى القنوات الفضائية وهو الشخص الذي يمثل أعلى القمم في الاعلام الرياضي السعودي، وهذا دليل على أن التنافس بين القطبين الكبيرين الهلال والنصر أصبح يسير في طريق التنافس بينا قطبينا الهلال والمريخ وبدأ في أخذ منحى آخر غير كرة القدم داخل المستطيل الأخضر، ومثل هذا التعصب والاتهامات ستقود الرياضة إلى الوراء في أي دولة، وربنا يستر على الكرة السعودية من الانحدار إلى الهاوية بعد أن وصلت إلى العالمية.

والله من وراء القصد