• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
عبد اللطيف الهادي

فجر المشارق

عبد اللطيف الهادي

 1  0  1734
عبد اللطيف الهادي
فجر المشارق ـ عبداللطيف الهادى

دجوليبا .. المبارة العصيبة والفرحة القريبة!

* بسم الله يبدأ فتية الهلال الأشاوس مساء اليوم مسيرة الفوز باللقب الخارجي الأول بعد أن تعذر على سلفهم الحصول عليه ظوال 82 عاماً هي عمر تأسيس النادى الفخيم رغم إجتهادات جيلي 1987 و1992 م في إعتلاء العرش الأفريقي لبطولة الأندية الكُبرى إلاّ أن بطولتا ذلك العامين حلقتان بعيداً وأستقرتا في دهاليز الأهلي المصري والوداد البيضاوي المغربي ، وقد حاول الجيل الحالي تسطير إسم الهلال وتخليده في لائحة الشرف الأفريقي في المنافستين الأفريقيتين لكن محاولاته لم تتجاوز مرحلة نصف النهائي بالخروج علي يدي النجم الساحلي "2007" ومازيمبي "2009" في رابطة الأندية الأبطال ، وغادر مربع الكونفيدرالية بركلات الترجيح أمام الصفاقصي في "2010" ، وهاهي الفرصة تُتاح للهلال من جديد في الوصول للنهائي بعد غياب عنه دام عشرون عاماً ، فهل سيكون دجوليبا جسر ومعبر تحقيق غاية الأهلة وحلمهم الذي طال إنتظارهم له؟

* الذي لا شك فيه أن ظروفاُ سلبية كثيرة وعديدة حالت دون توشح الهلال بالذهب الأفريقي حيث تؤكد الدلائل والبراهين الموثقة في ذاكرة التاريخ البعيد والقريب أن أبناء الأزرق أنفسهم هم منْ تسببوا في هذا (الحرمان) الأليم والموجع بترصدهم وتربصهم ببعضهم البعض بدءاً من خلافات عام 1966م عندما أوشك الفريق على وضع قدميه على عتبة النهائي كأول نادي عربي يصل لهذه المرحلة المتقدمة ، لكن وعلى ذمة نهر التاريخ المُتدفق علينا فقد تفجّر الخلاف لدرجة الضرب تحت الحزام وكان بديهياً أن يكون الإخفاق والفشل العنوان العريض للهلال في مضمار سباق الوصول للمجد الأفريقي.

* ومنذ ذلكم التاريخ الذي شهد غرس بذرة (الكلتشات) بأيدي "ترابلة" الإداريين المتصارعين على أرض الصراعات الشخصية ، فقد وضح لكل ذي عين بصيرة أن شجرة الخلافات نمتْ وفرهدتْ وكبرتْ وقويتْ بعد أن تعمّقتْ جذورها وإستقوت في عمق أديم النادي ، وباءت كل محاولات الأنقياء والمخلصين في إجتثاثها ، أو على الأقل خلخلتها حتى تتهاوى وتسقط من تلقاء من نفسها ، لكن حرص وإهتمام "البوربونيون" على بقائها وإستدامتها كان المُرجّح لكفتهم الموازية لكفة الكيان لتستمر الشجرة "الملعونة" باقية ومخيّمة بظلالها الخانقة لأحلام وآمال الشعب الأزرق المخلص والوفي.

* لم أقصد بكلماتي أعلاه تقليب و"تغليب" المواجع ، إنما هدفتُ لتسليط الضوء على المآلات التي تريد ذات أيدي الزُرّاع الجُدُد سوق هلالنا إليها ينفس سيناريو التشاحن والبغضاء والإحن ليكون الضحية الهلال وشعبه الرائع الذي تنطبق عليه مقولة الراحل محمود محمد طه التي خصّ بها الأُمة السودانية: ( شعب عملاق تتقدمه أقزام) ، وهؤلاء الأقزام الزُرُق الذين تسنّموا قيادة النادي الكبير يصرون و"يحلفون" على الحيلولة دون حصول الهلال على الإنجازات الخارجية في عهد خلفهم حتى لو كان هذا الخلف حملته القاعدة البرلمانية على أكتاف الديمقراطية ، رغم أنهم ـ أي المتأقزمون ـ يدركون ويعلمون جيداً أن ذاكرة التاريخ تدوّن الإنجاز للكيان لا الأفراد ، كما أن العالم الكروي وعبر وسائطه الإعلامية يُسطّر المجد للنادي وللوطن المُنتمي إليه ، أما منْ يغردون خارج السرب ويسبحون عكس التيار وتحديداً أعني حماعة (أكل عيش) فهم منْ يشغلون أنفسهم وغيرهم بالتسبيح والشكر والثناء لأولياء نعمتهم فتجدهم في مواقفهم ـ كما همو الآن ـ منبرشون ومنبطحون وبأيدِ راجفة "يشخبطون" مقرر الإملاء اليوماتي المفروض عليهم مقابل "جُنيهات" قليلة ما هي إلإ عبارة عن فتات بائس تتفضّل به خزائن أولئك الأقزام "الألغام"!.

* ومن هذا السيناريو المُكرر والمُعاد سيدخل أبطال الهلال الملعب مساء اليوم لكسر حاجز النحس والمؤامرات في آن معاً ، وسيعملون بكل ما يملكون من عزيمة وروح قتالية على تطويع المستحيل و"تليين" المُحال لتحقيق نصر كبير وعريض على الخصم المالي يُسهّل لهم مهمة مباراة الإياب المحدد له السبت المقبل الموافق الاشر من نوفمبر بالعاصمة باماكو ، وشخصي على ثقة بأن الفرسان قادرون على إجتياز عقبة دجوليبا رغم قوته وصلابة عناصره وتمترسه في بطولات الكاف ، ورغم شراسة جمهوره الذي حتماً سيكون معبأً بصورة أكثر قسوة وشراسة إن خسر فريقه جولة اليوم بإذن الله سبحانه وتعالى وسيستقبل الهلال في ملعبه بصورة هوجاء وهستيرية وجنون لا ولن يقلان عن هستيريا وجنون أقزام الداخل!.

* وثقتي المتمددة في دواخلي مُستمدة من عبقرية و"فهلوة" المدرب الداهية غارزيتو الذي نجح فعلاً في أن يصنع فريقاً قوياً إستطاع تخطى كافة العقبات والمتاريس والأشواك بجلد وصبر ، ولم يتعرض طوال الموسم إلاّ لخسارة واحدة أمام المريخ ساهم فيها بشكل لافت الحكم الزامبي "ميّت الضمير" ، وبعقلية المدربين الكبار نجح الفرنسي في تجاوزها بإنتصارات مبهرة في الدوري المحلي كفلت له إسترداد اللقب بنسبة كبيرة والذي سيكون خير محفّز ودافع للآزرق في مشوار اليوم الصعب والخطير.

* ومن الصدف الغريبة أنه أثناء تحبيري لهذا المقال إستقبل هاتفي مكالمة من الأخ الصديق خالد سيكا أخطرني فيها أن تاريخ اليوم الثاني من نوفمبر يُصادف تاريخ فوز الهلال بكأس الذهب الثاني الذي ناله بعد فوزه على المريخ بهدفي المخضرمين عزالدين الدحيش وعلي قاقارين ، وعلى إثر هذه المهاتفة تمددت الثقة أكثر وأكثر في نفسي في أن يكرر الأبطال ذكرى ذلكم التاريخ الخالد والبديع .. شكراً سيكا!.

* تعالوا في هذا اليوم المبارك والطيب نرفع أيادينا بالدعاء لله عزّ وجلاّ شأنه في أن ينصر الموج الأزرق ، وأن يأتي النصر عاتياً وقوياً كإعصار "ساندي" الذي جتاح بعض مدن أمريكا في اليومين الماضيين ، وطالما في صفوفنا "ساني" سنكرر "ساندي" هنا بأم درمان وهناك بباماكو .. اللهم أنصر هلال الملايين ، اللهم آمين.

فجر أخير

* للناس الدمنا بنزينها .. فقرا تسترزق من دينها .. يا بتْ الناس الصالحين .. الذمم المشريّة الطالحة .. شتان بين دينك ودينها .. "القمر" الطيب يفضحني .. تنبحني سجونك وآهاتها!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    حاتم الدابي 11-02-2012 02:0
    اسناذ عبد اللطيف أظنك ذكرت حقيقة مهمة جداً وأنت تذكر تأريخ الصراع داخل البيت الهلالي والذي لم أكن أتصور أن يكون منذ ذلك الزمن الطويل وإلي يومنا هذا . فهذا الصراع أفقد الهلال الكثير والكثير جداً . وهنالك حقيقة أخري أظن أنها بنفس أهمية الاولي وهي :- كمية الحقد والحسد الذي يكنه أغلب الهلالاب علي فريق المريخ وهذا القل والحسد زاد بعد إحراز المريخ لبطولة الكؤوس الأفريقية عام 1989م . و لذلك علي الأهلة تنقية نفوسهم و ترك الشخصية التي تظهر الان بشكل واضح ولكم ولنا نقول ( ربنا يدنا الفي مادنا ))
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019