• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
عبد اللطيف الهادي

فجر المشارق

عبد اللطيف الهادي

 2  0  1287
عبد اللطيف الهادي
فجر المشارق ـ عبداللطيف الهادى

ليلة 21 اكتوبر .. إمّا أن نفوز أو ننتصر!

* الكيانات الكبيرة دوماً قدرها الإنحياز للخيارات الخطيرة في المواعيد
المُشرقة والنضيرة ، وميلاد الهلال الجميل أو بالأحرى فكرة إنشائه
النابعة من لدن أفكار أناس مهمومين بالوطن وإنسانه لم يكن الهدف والقصد
منها ممارسة النشاط الرياضي فقط ، وإنما الغاية غير المرئية كانت بغرض
واحد لا ثاني لها ألا وهي مقاومة المستعمر ومحاربته ، وتأسيس النادي
الأزرق والذى تمّ على أيدي عدداً من الشخصيات الوطنية المتعلمة والمثقفة
من خريجي جامعة غردون ـ جامعة الخرطوم الآن ـ كان خيار حتمي لا بد منه
كبديل لنادي الخريجين بعد تضييق عسس الإنجليز الخناق علي أعضائه حيث
أعتقدوا أن إغلاقهم للنادي سيًحد وينهي ظاهرة المنشورات المٌعرّية
لسياسات الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وفي نفس كانت تلهب
أفئدة ثوار الشعب السوداني وتحفزهم وتشحذ هممهم للخلاص من دكتاتورية
أصحاب الشعر الأشقر والعيون الخضراء ، لكن زاد جنون الإنجليز وظاهرة
المنشورات تتصاعد وتزداد وتيرتها وباتوا يلهثون لمعرفة المكان الذي تُطبع
فيه لكنهم فشلوا في ذلك لأن عبقرية الإنسان الفذّة التي أخرجت هلال
الحركة الوطنية للوجود كانت من أعظم وأكبر غطرسة وأوهام الإنجليز الذين
طنّوا أنهم من طينة أخرى خلاف طينة آدم وحواء!.

* إستمرالهلال يؤدي الدور الوطني المطلوب منه إلي أن (لمْلمْ) الغريب
(عدّته وساق معه ولده) إلي بلاده غير مأسوفاً عليه ، وإزاء هذا الموقف
المشرف والباذخ للهلال كان طبيعياً وبديهياً إنحياز جموع الشعب
السوداني إليه ـ اللهم إلاّ منْ أبى ـ بعد أن وقفت بنفسها وعايشت الفرق
بين (الجدْ والهزلْ) ، وبين صاحب الإسم والشعار الواحد (الخالد) والأندية
الأخرى متعددة الأسماء ومتنوعة الشعارات !.

* وبما أن الهلال كان شريكاً أساسياً في وضع لبنة الديمقراطية للوطن
الغالي لم يكن مستبعداً أن تكون داره ودهاليزها مركز إشعاع الديمقراطية
الرياضية وشيوعها على جميع أندية السودان ، ومن هنا كان قدر الهلال أن
يكون رأس الرمح وقلب الرياضة النابض في المساهمة مع القطاعات الأُخرى
المُشكّلة لنسيج المجتمع الوطني السوداني المُدافعة عن مكتسباته وحقوقه
التي سلبتها منه حكومة 17 نوفمبر 1958م بقيادة الفريق إبراهيم ـ عليه
رحمة الله ـ حيث واصل النادي في مناهضته لأول حكومة عسكرية إلي أن إنتصر
الشعب السوداني في الحادي والعشرين من أكتوبر 1964م في ثورة نادرة
وخالدة أدهشت العالم بأسره.

* وغداً السبت ـ ليلة 21 أكتوبر ـ يدخل الهلال ملعب أحفاد (سيدة فرح)
لأداء مباراته الأخيرة في ختام المرحلة قبل الأخيرة لبطولة الكونفيدرالية
أمام المريخ بغاية واحدة وبهدف واضح المعالم عنوانه التمسك بصدارة
المجموعة ، ورغم أن نتيجة التعادل تُحافظ عليها الإّ أن الأسياد مصممون
على الفوز لتقديمه هدية لجماهيرهم حتى يكون هدية تتواءم وذكرى مناسبتين
عظيمتين : الأولى ذكرى ثورة أكتوبر الأخضر في مناسبتها رقم 48 وحتى تشرق
شمس بعد غداً الأحد وجمهور تتلبسه فرحتان .. فرحة الإنتصار على المريخ
وفرحة الإحتفال بأكتوبر .. والمناسبة الثانية مناسبة عيد الفداء والتضحية
العظيمة المصادف يوم الجمعة المقبلة .. إذن فالحقيقة التاريخية المثبتة
تؤكد أن الهلال الكبير يكون دوماً في المناسبات العظيمة كبيراً لحد
التعملق المصحوب بالكبرياء والمهابة!.

* وبشريات النصر (الأوكتوبري) حملتها روح (القيادة الجماعية) للفرقة
الزرقاء والتي تبدّتْ في أبهى وأروع صورها بعد دخول (سيدا) لأرض الملعب
لدرجة تنازل الغزال وجمهور الهلال ـ معاً ـ من لقطة (الهوبا) التي
يمارسها مهند متى ما زارت (يساريته) شباك الخصم ، ولاحت البشريات من خلال
الكلمات الرائعات التي خصّ بها (القائد) الزميلة صحيفة قوون أمس والتي
جاءت بمثابة رد التحية بأحسن منها للحديث الطيب الصادر من غارزيتو بحق
القمر الموهوب الذي وضح من خلال عطائه ومردوده الفني الممتاز يوم مباراة
هلال كادوقلي إبتعاده عن عناصر معارضة الأجندة الخفية والحريصة على
مصالحها الشخصية والتي تضعها فوق مصلحة الكيان ، فالهلال عند هذه الفئة
مجرد شعار مرفوع تتوارى خلفه كل (المصائب والمحن) .. و .. (يا هلال صحّي
الموت سلام ما يغشاك شرْ)!.

* .. و .. باكر جايين الكادحين .. وبإذن الله منتصرين .. و.. فايزين ..
وبإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغنى .. عن (هلال) إشتعلّ نصراً .. وفوزاً
.. وتمني!.

فجر أخير

* أم درمان ليست مومساً رهن الطلبْ .. أم درمان مفخرة التواريخ النبيلة
والصمود .. ولهذا نحن يا شعبيّ العنيد .. نولد كل يوم في (ملاحم) رفضها
العاتي .. ونطلع في أناشيد الغضبْ
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    خلود 10-19-2012 05:0
    تطبيل فى الفارغ حركه وطنيه وايه ماعارف وفى النهايه صفر غليد راقد متندل من زمن الاستعمار
  • #2
    مهند ميرغنى 10-19-2012 10:0
    النادى باقى لى عندها عقدة...معليش الفشل بيعمل اكتر من كده..ياخى بدل ما تكتب في نقاط ضعف فريقك شابكنا دميقراطية والهلال نادى الوطنية والكلام الفارغ ده.يعنى هسى ايكانقا الكل يوم ماخد ليهو بطاقة ده حيستفيد شنو وطنيتكم دى..غايتو انتو يا صحفيين الغفلة الواقع الرياضى في وادى وانتو في وادى تانى..يا حليل زمن المرحوم حسن عزالدين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019