منتخبنا أضاع ملايين الدولارات على المراهنين الأتراك !
بعض أصدقائي وجيراني من الأتراك دائما ما كانوا يسألونني عن قوة الفرق الأفريقية وضعفها في منافسات الكاف وكنت أعتقد أن اهتمامهم هذا نابع من حبهم الشديد لكرة القدم خاصة وأنني أراهم يتابعون كل المباريات الأفريقية بل ويعرفون نتائجها أول بأول ! عقب مباراة منتخبنا أمام زامبيا وفوزه العريض انهالت عليً التهاني من هؤلاء الأصدقاء وكنت فرحاً فخوراً بذلك مع أن فرحهم كان أكبر في تلك الليلة عكس المباراة الأخير لمنتخبنا الذي تواضع فيها وخسر نقطتين ثمينتين كانت في المتناول لو أدار مازدا المباراة بشكل أفضل !! بعد إنتهاء مباراة الصقور في ماسيرو بليسوتو رأيت الحزن في عيون هؤلاء بل أن الغضب كان بادئاً في وجه من كان يكلمني بحزن عن ضياع نقطتين من السودان مع فريق ضعيف ..!! سألته مستغرباً كيف عرف بنتيجة المباراة والتي انتهت لتوها وهي غير منقولة تلفزيونياً ؟! قال عرفت من تركيا .. لقد اتصلوا بي الآن وأخبروني بهذه النتيجة الكارثية ؟! زاد تعجبي واستغرابي ... نتيجة كارثية ؟! ومال تركيا بنتيجة مباراة في تصفيات أفريقيا ؟! وهل تحولت تركيا لقارة أفريقيا أم ماذا ؟! قال وهو يكاد ينفجر من الغيظ .... معقولة .. تفوزوا على بطل أفريقيا وتتعادلوا مع أضعف فريق في أفريقيا ؟! معقولة دي يا زول .. ؟! فريق مغلوب رايح جاي بالثمانية والخمسة ولم نسمع له فوزاً من قبل ... تتعادلون معه ؟! ضيعتونا معاكم ....... تاني ما بنرشحكم !!
هدأت من روعه وقلت له إن شاء الله بنعوض في المباراة القادمة ظناً مني أن هذا سوف يبسطه .. قال بعد أيه ؟! بعد ما خسرنا الملايين ؟! قلت له أي ملايين وأي خسارة تقصد ؟! قال كل تركيا راهنت على السودان .. لا أعتقد أن أحداً راهن على التعادل أو خسارة السودان ؟! مع زامبيا خسرتونا برضو لأن عدد كبير راهن على بطل أفريقيا لكنكم قلبتم الطاولة علينا وهزمتم بطل أفريقيا... وبعد هذا تقلبونا علينا الطاولة مرة أخرى ؟!
ثم علمت أن كثير من الأتراك منغمسين في مراهنات كرة القدم وتذكرت أيام توتو كورة في عهد مايو وحمدت الله على اختفائها من حياتنا لأنها محرمة تحريماً مغلظاً والرهان قمار والقمار من باب الميسر الذي قال الله فيه سبحانه: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة: من الآية90)، والميسر هو القمار وهو مثلما إن كان كذا فكذا، إن كان فلان جاء فلك كذا وإن كان ما جاء فعليك كذا ويقول رسولنا الكريم معلم الناس الخير - صلى الله عليه وسلم -: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر) والسبق العوض، أي لا عوض إلا في نصل أو خف أو حافر، يعني في الرمي وفي المسابقة بالخيل وفي المسابقة بالإبل .
بالكو:
ومن طرائف المراهنات التركية أنهم بعد تنامي ثورات الربيع العربي فتحوا مكاتب تراهن على سقوط الأنظمة العربية بحيث يأتي المراهن ويضع عدة آلاف من الدولارات في مكتب المراهنة ويرشح النظام الذي يرى أنه أقرب للسقوط فإن سقط كما توقع تضاعفت امواله فإن لم يسقط يكون قد فقد أمواله وكان الآلاف من الأتراك قد راهنوا بكثافة على سقوط النظام اليمني لكنهم فشلوا في بعض التوقعات كسقوط النظام البحريني والجزائري والأردني وهم ينتظرون ما ستسفر عنه الأحداث في سوريا !!
انتهت الفترة الصيفية للتسجيلات التكميلية في السودان بينما هي تعتبر الفترة الرئيسية في باقي دول العالم لأن موسمنا مقلوب كما هو معلوم .. ورغم ضيق الوقت الذي فرضه إتحاد الخرمجة على الأندية لكن إدارات الأندية لم تقصر فاجتهدت وسابقت الزمن فرممت فرقها بمحترفين وانتقالات وإعارات عسى ولعل أن تقدم هذه الأندية مستويات أفضل في القسم الثاني من الدوري الممتاز !!
لا نريد أن نقرأ من وقت لآخر أن اللاعب الفلاني قد تقدم بشكوى للفيفا ضد نادي الهلال .. فلكي نتجنب هذه الشكاوى والتي تسئ لسمعة النادي يجب أن نمنح كل محترف متعاقد مع الهلال مستحقاته عند مغادرته حتى لو أكتفى الفريق بمحترف واحد أو اثنين أفضل من خمسة محترفين ومجنسين لا نستطيع أن نوفي مستحقاتهم المالية ..كما أن النادي لا يمكنها مساءلة ومعاقبة محترف عن التأخير أو التقاعس في أداء عمله ما لم يتم إيفاء حقه بالكامل حسب العقد .. ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل !!
محترفى دونقي بالكو ....... يعني خلى بالك من قروش المحترفين ..!