• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
جلال داوود ابوجهينة

نحن كدة

جلال داوود ابوجهينة

 1  0  1508
جلال داوود ابوجهينة
عبد الكريم المغترب جاء في إجازة و دخل بيته في الخرطوم الذي تسكن فيه أصغر زوجاته الثلاثة ..
الزوجتان الأولى و الثانية يقطنان بأقصى الشمال ، و ينوي الذهاب إليهما بعد أن يروي غليله من أصغر الزوجات هذي ..
دخل و هو متورد الخدين بفعل كريم ( جليسوليد ) الذي يحبه ، و إبتسامة عريضة تسبقه، و عِمة جديدة لنج (تقول لعمة ترباس أبعدي غادي) ، و عطر نفاذ يفوح منه ، و فتح الباب و هو فارد ذراعية لإحتضان أصغر الزوجات، فإذا بزوجتيه قد سبقتاه من البلد و قاعدات ليهو ( وش ) و إبتسامة تحاكي إبتسامة الموناليزا مرسومة على الشفاة و لكنها صفراء لها بريق متحفز ينذر بالسوء. لم يستطع المسكين أن يبدأ بالسلام فوقف كالمُتَسمّر على الأرض و هو ينقل بصره بين الثلاث و كأن مؤامرة ما قد حيكت ضده.
فبادرته أم العيال الكبيرة :
تجي الخرطوم بعد سنة في إجازتك من دون ما تقول لينا ؟ إنت قايل الأخبار بتندس ؟ نحن متابعنك من يوم ما خشيت سوق باب شريف في جدة تلقط في حاجات الإجازة يا راجل الهنا.
و نظرت إليه نظرة ، ذكرته بقصة ريا و سكينة ( فبسمل و حوقل و قرأ المعوذتين ) و لم يكمل قراءة آية الكرسي قبل أن تقول الثانية من تحت أسنانها :
داير تبرطع هنا و بعدين تجينا في البلد مهلهل و منتّف و تقعد ليك أسبوع و تقول عندي عفش مشحون و تفرتق للخرطوم و تقعد مع حبيبة القلب. مش ؟
و لكزته في صفحته لكزة ( إنفدس لها ) دون أن ينبس بكلمة.
المسكين كان يُمني نفسه بعناق طويل مع حبيبة قلبه الصغيرة ، و لكن ها هما تقفان كالجستابو أما ناظريه. فإبتلع ريقه الجاف و خلع عمته الكبيرة و تشهد.
قالت الكبيرة : أفتح الشنط.
فقال و هو يتلعثم : في الحقيقة ....
و لم تعطيانه الفرصة ، فقد هجمت الزوجتان على الشنط ، و في ثوان معدودة ، كانت محتويات الحقائب قد تكومت في ثلاث أكوام متساوية.
فقال : بس المقاسات ...
قالت الثانية : نحن عارفين جايب الحاجات أغلبها مقاس الست الصغيرة. بس برضو نحن بندورن ضيقات، ما دام منك بنقبل أي شي ، إن شاء الله ما يدخلن من الرقبة.
و حدرت ليهو حدرة ، إنخلع لها قلبو الماهو رهيف.

البيت كان مكونا من حجرتين. و مكث عبد الكريم خمسة و أربعين يوما ( يباصنّو التلاتة بيناتن زى خرطوش الشيشة ) لم يجد فرصة حتى يشيل الفاتحات التي تنتظره أو تسجيل قطعة الأرض التي إشتراها ، كالمعسكر المقفول ، كل ما فعله هو زيارة والديه و إخوته برفقة الزوجة الكبيرة لزوم المراقبة اللصيقة. و عندما إنتهت الإجازة ، كان عبد الكريم في حالة ( تحنن العدو )
قالت الكبرى في وداعه بالمطار و هو يستند على عكازة :
أها الإجازة الجاية بتكلمنا ولا نجي برانا في مواعيدك زى السنة دي؟
فقال عبد الكريم : علي الطلاق بالثلاثة منكن التلاتة ما أجي ، إلا كان تجي جنازتي.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : جلال داوود ابوجهينة
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    abosolara 06-15-2012 12:0
    ههههههههههههههههاى والله يابو جهينه ضحكت حتى بانت نواجزى ربنا يمتعك بالصحه والعافيه يارب انا هسه عايز ادبل العرس يعنى اصرف نظر ولا شنو
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019