• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-27-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 0  0  2885
ابراهيم عبدالرحيم
في وجه الرياح
إبراهيم عبدالرحيم
البرازيلي إيلتون.. إعارة باهظة الثمن..!!
لا يختلف إثنان حول القيمة الفنية العالية للبرازيلي إيلتون خوزيه شافيز المحترف بنادي الفتح السعودي.. والذي حطّ رحالة في النادي السعودي الصغير الذي يتحسس خطاه ليجد له موطئ قدم بين كبار الأندية في السعودية.. بعد عدة رحلات خليجية كان طابعها هو الإعارة ما بين النصر السعودي والريان القطري ودبي والوصل الإماراتيين.. فالبرازيلي صاحب الستة وعشرون عاماً قدم نفسه بشكل مميز للغاية في كل تجاربه مع الأندية المذكورة أعلاه.. ولعل أبرزها كانت مع النصر السعودي الذي شهد تفجر موهبته.. بعد أن نجحت إدارة(العالمي) كما يحلو لأنصاره تسميته.. في إكتشافه بالتعاقد معه منتقلاً من نادي ستيوا بوخارست الروماني في العام2007.. ويعد من أبرز المحترفين الأجانب الذين قدموا إلي المملكة العربية السعودية.. ولا يختلف أحد حول المفاوضات الجادة التي قام بها السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ من أجل التعاقد مع إيلتون بنظام الإعارة لمدة ستة أشهر.. وهي المدة المتبقية من نهاية الموسم في السودان.. والحقيقة أنها أقل من ستة أشهر في حالة موافقة نادي الفتح السعودي علي إعارته للمريخ.. حيث أن سيلعب أقل من خمسة أشهر بإعتبار نهاية الدوري السوداني في نوفمبر.. وهي ذات الفترة التي سيبدأ فيها الموسم الكروي في السعودية.. وهي النقطة التي يجب أن يتوقف مجلس المريخ عندها طويلاً قبيل الإقدام الرسمي في إجراءات إستعارة إيلتون..!!
الصدفة وحدها التي قادت رئيس المريخ للتفكير في إستعارة البرازيلي إيلتون من نادي الفتح السعودي.. والدليل علي ذلك أن إيلتون وقبل أيام قد دخل في مفاوضات مباشرة مع ناديه السعودي لتجديد تعاقده الذي ينتهي بنهاية يونيو المقبل.. ولو كان إيلتون مرصوداً بالفعل من قبل رئيس المريخ أو مجلس إدارته أو أي أحد ممن يتحكمون أو يؤثرون في تعاقدات الأجانب.. لدخل المريخ طرفاً مباشراً في التعاقد معه بنظام الإنتقال الحر وليس الإعارة.. رغم أن لوائح الإتحاد السوداني تمنع طلب بطاقات اللاعبين الأجانب في منتصف الموسم إلا بنظام الإعارة.. ولكن المخرج القانوني ممكن في هذه حالة عدم وجود نادٍ ثانٍ.. لا سيما وأن عدة أندية خليجية دخلت طرفاً للظفر بخدماته.. أبرزها نادي الكويت الكويتي الذي رصد سبعمائة ألف دولار.. ولكن البرازيلي قبل بعرض أقل من هذا في سبيل البقاء بالفتح السعودي لرغبته في البقاء بنادي فارس الإحساء.. فضلاً عن توصية مدرب الفتح بضرورة الإبقاء عليه.. وهذا يقود مباشرة للتوقف عند التصريحات التي أدلي بها أحمد الراشد عضو مجلس إدارة نادي الفتح والتي شدد فيها على صعوبة إعارة إيلتون في هذا التوقيت.. مبرراً أن فترة إعارته تصادف دوري زين السعودي وأن فريقه يحتاج إلى خدماته.. موضحاً أن إدارة الفتح ترفض هذه الخطوة إلا في حال دفع المريخ مبلغ مالي كبير يمكنها من تعويضها بلاعب صاحب إمكانيات فنية رائعة لا يقل شأناً عن البرازيلي الذي أثبت وجوده وأكد علو كعبه الفني.. منهياً حديثه بأن حاجة الفريق لخدمات اللاعب ربما تجبرهم على التمسك به وعدم التفريط فيه..!!
لا أريد إستباق الأحداث والمفاوضات الجارية بين المريخ والفتح من أجل التوصل لإتفاق يفضي في النهاية لإستفادة المريخ من خدمات البرازيلي الموهوب.. ولكن في ذات الوقت يجب النظر بعين الإعتبار للحقائق التي ذكرها عضو مجلس إدارة نادي الفتح السعودي.. ولا أدري هل الهدف من المطالبة بمبلغ مالي كبير نظير القبول علي طلب المريخ والذي عنونته صحيفة الإقتصادية السعودية علي موقعها الألكترونيإيلتون غال.. أدفع نتنازل).. هو تعجيزه وقفل الباب تماماً أمامه ومن ثم صرف النظر عن إستعارة اللاعب..؟ ورغم يقيني التام بأن رئيس المريخ لا يضع بالاً للمبلغ المالي الكبير الذي سيطلبه النادي السعودي لإعارة إيلتون للمريخ ومن ثم تعويض رحيله بلاعب آخر لا يقل عنه شيئاً.. إلا أنه لا بد من دراسة الأمر من كافة جوانبه.. فإستعارة إيلتون ستكلف مبلغاً كبيراً لن يقل بأي حال من الأحوال عن نصف مليون دولار.. وهو مبلغ لا يمكن دفعه البتة في إعارة لن تزيد عن الخمسة أشهر.. وهو مبلغ كافٍ تماماً لعرضه لذات اللاعب بالإنتقال معاراً الآن ومن ثم التجديد له عن طريق الإنتقال المباشر في ديسمبر المقبل.. أي أن تكون المفاوضات علي أساس الإنتقال الكامل.. علي أن تكون الإعارة لمدة ستة أشهر جزءاً من الإنتقال.. وأري أنه من الطبيعي دخول المريخ في مفاوضات مباشرة مع الفتح لكسب اللاعب عن طريق بيعه طالما طلب مبلغاً كبيراً لإعارته.. أو البحث عن من أهم أفضل من إيلتون وبمبالغ أقل..!!
إتجاه الرياح..!!
وعلي ذكر التعاقدات ذات الأرقام العالية.. نذكر هنا الجدل الكثيف.. والحيرة من أمر أجانب القمة أصحاب التعاقدات المليارية.. ومستوياتهم الضعيفة جداً.. التي لا تتناسب البتة مع الضجة التي صاحبت التعاقد معهم..!!
فشل أصحاب التعاقدات المليارية في تقديم مستويات مقنعة.. إنتقل لمجلسي إدارتيهما.. فأصيبا بشلل واضح في تقرير مصير أي محترف.. والأسباب واضحة.. وهي التأثر الواضح بالعاطفة.. وعدم الإعتراف الواضح بالأخطاء التي أُرتكبت قبل أو في أو بعد التعاقد..!!
القمة تعاني من إرتفاع مستويات الصرف.. وبدلاً من أن يعملا علي التعاقد مع أجانب بمبالغ هادئة.. يكون السباق محموماً نحو محترفين تتجاوز عقودهما المليون دولار.. هذا الرقم الذي أصبح عادياً في عرفهما..!!
الأسوأ من ذلك الإعتقاد الخاطئ لديهما أن التعاقد بمبالغ كبيرة يعني ضمان النجاح المباشر.. رغم علمهما أن أفضل محترفيهما.. هم من تم التعاقد معهم بمبالغ لا تزيد عن المائة ألف دولار.. والقائمة تبدأ من إيداهور وكلتشي وقودوين ويوسف محمد في فترته الأولي.. وكوني والزهرة.. وتنتهي بباسكال وتوريه وموتيابا..!!
تورّط المريخ من قبل في صفقة خيالية مع إستيفن وارغو.. رغم أن الجميع يشهد له بإمكانياته الكبيرة.. ولكنه فشل في تقديم ما يوازي ما ناله.. والآن تبدو الورطة أكبر لدي الهلال الذي تعاقد مع أوتوبونج في صفقة كانت محل دهشة الجميع..!!
وارغو تمتع بإعارة قصيرة ثم عاد وتبقت ستة أشهر فقط من نهاية عقده.. الشئ الذي قلل كثيراً من صدمة المريخاب في تقديم اللاعب لذات المستويات التي قدمها مع فريقه السابق أنيمبا النيجيري.. ولكن في ذات الوقت لا بد من التأكيد علي أن المكابرة كانت سيدة الموقف في كيفية إيجاد مخرج للنيجيري.. وهي ذات المكابرة التي يبديها رئيس الهلال مع أوتوبونج الذي أجمع الكل علي فشله وأنه فعلاً صفقة خاسرة..!!
إذا ما تمت المقارنة بين الإثنين.. نجد أن ورطة الهلال أكبر بإشتراطه نيل ذات المبلغ الذي دفعه فيه في حالة نية أي فريق التعاقد معه.. وحتي الإعارة فشل الهلال في إيجادها للخروج من ورطة الكاميروني.. ليضع الهلال في ورطة أكبر.. هي البقاء في الكشف والتمتع بمخصصات كبيرة وبخانة كان يمكن أن يحل فيها من هو أفضل منه..!!
ما أريد الوصول له أن فشل أو نجاح أي محترف رهين بالكثير من الظروف.. ولكن يبقي المهم هو كيفية التفكير في إستبدال هذا المحترف في حالة فشله..!!
السبب.. غياب النظرة الإحترافية في التحسب لكل الظروف التي يمكن أن تحول دون نجاح أصحاب التعاقدات الكبيرة.. فضلاً عن ضعف الجانب التسويقي الذي إقتصر عند القمة في البحث عن إعارات قصيرة لأي لاعب يفشل في الشقيقة ليبيا.. وهي إعارات كانت تكلف الناديين خسائر كبيرة..!!
هذه الإعارات تشبه التخدير الموضعي.. وسرعان ما يعود اللاعب لناديه.. لتبدأ الساقية مرة أخري في الدوران.. وتبقي القمة حبيسة أمرين أحلاهما مر.. إما التخلص من اللاعب صاحب المخصصات المليارية وتحمل تبعات ذلك.. أو الإبقاء عليه حتي إنتهاء فترة تعاقده.. وفي الحالتين الخسائر واقعة واقعة..!!
والأكثر أسفاً أن إدارتي الناديين لم تتعلما من قيمة وفائدة التعاقدات بمبالغ لا تزيد عن المائة ألف دولار.. لأن أي لاعب يتم التعاقد معه بمبالغ هادئة يمكن التخلص منه بسهولة في حالة فشله.. مثلما حدث مع باري ديمبا وكاسيروكا وغيرهم..!!
ولكن هل يستطيع المريخ والهلال التوصل لتسويات مع آخرين يتقاضون أكثر من أربعمائة ألف دولار في العام..!!؟
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019