• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
ابو عمار

عندما تتحول وسائل الاعلام الى "ابواق" موجهة !!!

ابو عمار

 0  0  13754
ابو عمار
عندما تتحول وسائل الاعلام الى "ابواق" موجهة !!!

عرفت الصحافة وعلى مر التاريخ بانها العين الساهرة التي تعمل على ضبط ومراقبة المجتمع ومؤسساته المختلفة من الانفلات او "التجبر" .
وعرف الصحفي بأنه هو الذي يبحث ويلهث عن المعلومة المفيدة والجيدة التي تمكنه من نشر رسالته بطريقة سلسة تفيد مجتمعه اولا ومن ثم تحقيق السبق الصحفي لوسيلته .
كما ان الصحافة عندما وجدت في نهاية القرن قبل الماضي "بشكلها الاحترافي" لم تقم لخدمة اغراض ذاتية بل كانت موجهة لخدمة كيانات كبيرة "كالكنيسة" بمفهومها المعروف وصراعاتها الدامية في تلك الحقبة التاريخية و "المؤسسات" الاقتصادية الكبرى المتمثلة في صراعات الدول واللوبيهات .
الا ان صراع الصحافة ودخولها وتوجيهها لخدمة الافراد لم يظهر الا في العصر الحديث عندما اصبحت سلعة تباع وتشترى من قبل الرأسمالية من جهة وبعض اصحاب النفوذ من "الحكام" من جهة اخرى .
ويحفظ التاريخ لكثير من اباطرة الصحافة انهم رفضو تحويل وتوجيه هذه الوسيلة الاعلامية من خطها الذي وجدت من اجله الى خدمة اغراض ذاتية ضيقة فكانت النتيجة الطبيعية لذلك هي تضحيتهم بمناصبهم ايا كانت مسمياتها في سبيل ارساء ادب كانوا يعتقدون انه يمكن ان يسري ويمتد عبر الاجيال التي ستعقبهم .
سقت هذه المقدمة الطويلة عطفا على "المانشيت" الرئيس الذي ظهرت به صحيفة "المشاهد" الرياضية امس والذي استوحاه القائمون على امر تحريرها من هتافات حدثت اثناء مباراة الهلال والشلف الجزائري الاخيرة بعنوان " ما دايرين سباب الدين" وباكبر خط يمكن ان تستخدمه صحيفة لكتابة مانشيت رئيس .
وهو "مانشيت" مهما حاول كاتبه او كاتبوه ان يجدوا له من المبررات فانه وجد وصدر على راس الصفحة الاولى من الصحيفة من اجل غرض واحد يمكن ان يعرفه او يلمحه أي متابع للصحافة الرياضية في بلادي وهو محاولة اغتيال معنوي للشخصية المقصودة من خلال المانشيت .
عرفت المشاهد وعلى مر التاريخ ومنذ ان كان يتولى رئاسة تحريرها الزميل مزمل ابوالقاسم ومرورا بالزميل شجرابي والزميل النعامان حسن ووصولا للزميل دسوقي بانها من اميز الصحف الرياضية اداء ومهنية وحيادية ... ومن هنا نبعت غرابتي وانا اشاهد هذا المانشيت الذي لا يرقى حتى للنشر في صحيفة حائطية ناهيك عن صحيفة محترمة كصحيفة المشاهد .
ربما قال قائل ان صدور الصحيفة بهذا المانشيت كان بتوجيه من الناشر لكنني استبعدت ذلك تماما لمعرفتي الدقيقة به وبما يستخدمه من اساليب مع خصومه المفترضين فهو رجل عرف بالمواجهة المباشرة في كل الاحوال سواء كان ذلك بقلمه او عبر اللقاءات المباشرة مع الجمهور ... ليصبح خيار محاولة استرضاءه واردا رغم عدم الحاجة لذلك .
وبالتالي فان هيئة تحرير الصحيفة هي المسئول الاول عن خروجها بهذا الشكل الذي يسئ لتجربة الصحافة الرياضية في السودان منذ النشأة وحتى الان .. بل يمكن ان يوصف بانه انحدار بليغ في مستوى تعاملها مع القارئ الذي يقتطع من قوت اسرته يوميا ليقراء ما تنشره الصحف .
شخصيا لا اعرف الكيفية التي تمت بها اجازة الصحيفة لتخرج بذلك الشكل للمتلقي سوى من ادارة تحريرها الصغيرة او من مجلس الصحافة والمطبوعات لكن واقع الحال يؤكد وجود ازمة كبيرة تعيشها الصحافة الرياضية بصفة عامة الامر الذي يستدعي تدخل عاجل من الجهة المختصة للمعالجة .
وارجو ان تتخيلوا معي الوضع اذا اسمح للصحف للخروج بمثل هذه الكيفية دون محاسبة !!! هل سنستغرب لاحقا اذا وجدنا مانشيتا رئيسيا في احدى الصحف يتحدث عن "عرض" شخص او "سلوك فرد" ما مهما علا وزنه او صغر .
قد اقبل ما نشر "على مضض" فقط اذا جاء ما ذكر في المانشيت ضمن متن الخبر كاشارة الى ان جماهير الهلال هتفت وقالت كذا وكذا وكذا ... لكن نشره بهذه الطريقة يؤكد استخدام الصحيفة في معركة بين شخصين او بين فئتين لا يستفيد منها القارئ شيئا البتة .
واذا ظن الاخوة في المشاهد انهم وبهذا الخط التحريري الغريب يخدمون ناشر الصحيفة ليعود لمجلس الهلال فانهم مخطئون بل يمكن ان يكونوا سببا رئيسيا في ابعاده نهائيا عن هذا الهدف لما يمكن ان يتسببوا فيه من رد فعل بنشر مثل هذه العناوين .
وهناك عدد كبير من الوسائل التي يمكن من خلالها انتقاد الشخص المقصود بالمانشيت لكن استخدام جمهور القراء واقحامه في هكذا معركة ليس الا دليل على الفشل في مقارعة الحجة بالحجة .
ليس لنا مصلحة في ان نساند زيد من الناس في مواجهة عبيد لاننا على يقين ان كل الصراعات التي تدور في الوسط الرياضي اغراضها مكشوفة وتقوم في مجملها لتحقيق مصالح ضيقة وخدمة لافراد وليس كيانات ...
لكن يبقى التأكيد على ان محاولة استخدام وسائل الاعلام في اغتيال شخصيات الخصوم وسيلة رخيصة لا يلجأ اليها الا عاجز



مانشيت اول

ما زالت فرقنا الاربعة موجودة في منافسات الكاف لوم تخرج بعد واي محاولة لتثبيط الهمم مرفوضة تماما .
سنؤمن بحظوظنا حتى النهاية وسنرضى بما اراد الله شرا ام خيرا .

مانشيت اخير
الصحافة الرياضية في بلادي تحتلف تماما عن نظيراتها في الدول الاخرى ... ففي الوقت الذي نجد فيه صحافة غيرنا توجه لخدمة المصلحة العامة نجدها عندنا توجه لخدمة افراد رغم يقين القائمين عليها انهم مهما علا وزنهم فهم في النهاية الى زوال .
حدثني احد الاصدقاء ان موقعا رياضيا سودانيا جديدا ظل يترصدصحيفتنا "كفر و وتر" من خلال نشر اخبار تسيء لها وللصحفيين العاملين فيها ... ولهؤلاء اقول ان النجاح لا يأتي بترصد الاخرين وانما بالثقة في النفس في المقام الاول ومن ثم احترام الاخرين خاصة اذا ما كانو اكبر منك سنا .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابو عمار
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019