الى متى يكون الجمهور هو السبب؟!

عقد فريق الهلال معسكرا خارجيا بمصر استعدادا للموسم الجديد ،ولعب من خلاله عدد من المباريات الودية بالاضافة لمشاركة نجومه القوية مع منتخب الوطن في نهائيات الامم الافريقية بالاضافة للمباراتين الوديتين القويتين ضد حرس الحدود وزيسكو الزامبي، ولذلك لن تجد الجماهير الزرقاء عذر للاعبين في ادائهم السئ في بداية الممتاز ضد فرق لم يتوافر لها ما توافر للاعبيها،والجماهير لا شأن لها بحقوق اللاعبين المتأخرة التي بحوزة البرير،وعقد ايضا المريخ معسكر خارجي في كينيا وشارك بعض نجومه مع منتخب الصقور بالاضافة للمباراتين الوديتين الدوليتين ضد الحرس وزيسكو،ولذلك لن تجد ايضا الجماهير الحمراء عذر لنجوم الفريق في البداية الضعيفة في الممتاز ضد الامل والموردة الذين لم يعسكروا خارجيا ولم يلعبوا مباريات ودية دولية وليس لهم لاعبين دوليين بالمنتخب ،والجماهير ليست لها شأن بالسلبيات التي صاحبت معسكر الفريق في كينيا وليست لها شأن بالمشاركة الضعيفة للاعبين في غينيا الاستوائية والجابون ،وذلك لان نجوم المريخ قد توافر لهم مالم يتوافر لاي لاعب سوداني حاليا.

أقول لا عذر لثنائي القمة بالنسبة للجماهير في الاداء السئ بالممتاز خاصة بعد التفوق الكبير الذي احدثته بعض فرق الممتاز الولائية عليها وهي لا تمتلك عُشر ما تمتلكه من إمكانيات ،وذلك اذا استبعدنا مقارنة ما توفر للاعبين هنا وهناك بالمعسكرات ،خاصة ان فرق الممتاز التي تعقد معسكرات خارجية في مصر أو غيرها تحظى دائما بفتات الموائد مقارنة بما يجده ثنائي القمة من ناحية الاعداد والفنادق ونوعية الوجبات والحوافز.

أقول كل ذلك بسبب الهجمة الجماهيرية الحمراء الشرسة التي وجدها نجوم المريخ بسبب الاداء الضعيف ضد الامل والموردة والتعاطف الذي احدثه المدير الفني البرازيلي هيرون ريكاردو والاعلام السالب تجاه اللاعبين،من حق جماهير المريخ مهاجمة اللاعبين اذا كانت هذه هي مستوياتهم وهم ينالون أعلى المرتبات وافضل الحوافز،ومن حق جمال الوالي ان يمنع تكريم اي لاعب في اي صحيفة أو مؤسسة أخرى ما لم يتجاوز الفريق في هذا الموسم محطة دور ال32 في بطولة ابطال افريقيا،مستوى الفريق الضعيف في الدوري الممتاز وحتى هزائمه ليست بالاشكال الكبير على الجماهير ،لان ذلك يمكن تعويضه في قادم المباريات، وما زال المشوار طويلا ،وتعثر المنافسين متوقع وخاصة في الولايات التي بدات انديتها في الاستأساد على الفرق الخرطومية،مشكلة جماهير المريخ الحقيقية هي في خروج الفريق المتوقع المبكر من البطولة الافريقية،وتسعى الجماهير بصراخها في اللاعبين ليستشعروا المسئولية ويرتفعوا بمستوياتهم للافضل قبل الدخول في المعترك الافريقي الذي لا يرحم،ويمكن ان يخرج الفريق من البطولة الافريقية من هزيمة واحدة عكس ما يحدث عندنا في الممتاز الذي يتم حسمه من خلال 26 مباراة على دورتين.

استغربت من اعلام المريخ السالب الذي طالب الجماهير بعدم الصراخ في وجه اللاعبين الذين يتلاعبون بشعار النادي طوال المواسم السابقة دون مسحة من حياء أوخجل،الجميع يقر بان المريخ في الموسم الماضي حاز على بطولة الدوري الممتاز بسبب مجهودات الدولي المصري عصام الحضري الذي تلاعب بادارة النادي كيفما شاء دون ان يجد العقاب الرادع ودائما يجد الطريق امامه مفروش بالورود من أجل عيون الممتاز،ولولا الحضري لما تمكن المريخ من الحصول على المركز الرابع في بطولة الممتاز الموسم الماضي بسبب الاخطاء الكبيرة للاعبي الفريق وخاصة خط الدفاع،فريق المريخ اصلا في الموسم الماضي كان يلعب بلا صانع العاب وتنتج الاهداف من مجهودات كبيرة لثنائي الهجوم ومن لاعبي الدفاع وما كان سيسائلهم أحد اذا لم تأتي هذه الاهداف.

عودة اكرم الهادي سليم لحراسة المرى في المريخ ستكشف المستوى الفني الحقيقي للاعبين والفريق ككل خاصة اذا استمر اكرم بمستواه الضعيف الذي ظهر به في المباراتين السابقتين،اكرم لا يقل مستوا من الحضري ولكن اذا كان في قمة مستواه وانضباطه،على اعلام المريخ ترك الغزل و(الطبطبة)على اللاعبين واطلاق الالقاب عليهم ،ويجب تنبيهم بحقيقة مستوياتهم التي يلعبون بها هذه الايام ،ويجب على الاعلام السالب ترك الجماهير ممارسة دور السلطة الرابعة اذا افتقدوا هم هذا الامر بسبب ممارسات الوالي ، وكما تقوم هذه الجماهير بدعم الفريق وتشجيع اللاعبين وحملهم على الاعناق دعوها تشتمهم وتصرخ في وجوههم عسى ذلك الامر يكون حلا ليرتعبوا ويلتزموا بالانضباط ويتركوا ارتياد اماكن الشيشة والسهر الذي يقود الى تبديد اللياقة..وهذا الامر ينطبق ايضا على لاعبي الهلال.

وما يحدث في المريخ والثورة الجماهيرية الجارية حاليا يمكن ان يحدث في الهلال اذا لم يلتزم البرير بحقوق اللاعبين الذين اصبحوا يلعبون بلا رغبة حقيقة في الدفاع عن الوان النادي،ما يجده لاعبوا المريخ اذا توافر نصفه للاعبي الهلال لحصلوا على بطولة ابطال افريقيا،ولذلك يجب على ريكاردوا ان لا يقارن بما عايشه في الهلال بما يحدث في المريخ حاليا ،لان بالهلال كابتن ممتاز و كان في عهدك التدريبي يقوم بحل كل مشاكل زملائه اللاعبين وفي أحايين كثيرة من جيبه الخاص، ويواجه هيثم مصطفى مجلس الادارة بالحقائق كاملة ويقوم الارباب بحلها ما استطاع الى ذلك سبيلا،ولا يدفن الارباب رأسه في الرمال كما يفعل البرير غير مبال بما يمكن ان يحدث في المستقبل.