عافاكم الله جميعا من كل مرض وداء.
أسهل شيء لدينا كسودانيين هو نطق الحلف بالله، ثم جملة (على الطلاق وحرم). ويأتي في الترتيب الثالث وصف الدواء لكل من نزوره من المرض ، يعني لا نخرج من عند مريض إلا وقد عملنا له غسيل مخ بتكرار فوائد دواء قد جربه فلان وقام زى البغل، وجربته فلانة فكان الحِمْل والفصال أهون من سلق البيض.
في السبعينيات من هذا القرن، أتاني سعودي مستفسرا عن أفضل مكان يسكن فيه بالخرطوم، وبعد أن قدمت له النصح والإرشاد، فهمت منه أنه ينوي الذهاب إلى هناك لأن سودانيا وصف له (حَلَل التمساح) علاجا للعجز الجنسي، وحلل التمساح هو ذكر التمساح و الله أعلم. فقلت له : ليه ما تروح عند الطبيب.؟
فقال أنه جرب أدوية الدكاترة ولكن دون نتيجة.
ويبدو أن مشكلته كانت عويصة.
ما علينا.
ذهب أخونا في الله، وهناك أتخمه (حواتي) بكمية من الحلل إياه، فصار يأكله بطريقة فاقت إستهلاكه من الكبسة وتوابعها في مطاعم منفوحة وغبيرة . وعندما عاد كان لسان حاله يقول ( لا لقينا بلح الشام ولا عنب اليمن ولا موز الصومال ) وبعد شهر تم إدخاله المستشفى وأجريت له عملية دقيقة بسبب تلبك في المصران، نتيجة لتلك الكميات التي إبتلعها من حلل التمساح الذي يقال أنه إذا جفَّ فلا يمكن لبلدوزر أن يسحقه ( لله في خلقه شئون).
يقول الفرنجة أن القوة الجنسية تكمن في أكل كبد البط والذي يسمى علميا ( الفواغرا ) ومنه تم إشتقاق إسم الفياغرا ( إن شاء زول عزيز لديكم ما يحتاج ليهو )، والروس يقولون الكافيار لا يُعْلى عليه والأفارقة يصرون على مسحوق قرون وحيد القرن والقورو. ولا أدري ما الذي جعل الحواتة عندنا يصفون الحلل ؟ ربما له جرعة محددة ووقت معين.
وإلى أن يدخل حلل التمساح دستور الأدوية الأمريكي فسيكون التمساح مهددا بالإنقراض كالنمر الآسيوي .
أذكر عندما كنا صغارا ، كان مرض السعال الديكي ( الكدكود ، أو الكتكوت ) و هو سعال يبدأ بكحة خفيفة ثم تنقلب إلى كحة مجرورة طويلا مع إنتفاخ الأوداج وإحتقان العيون وبروز عروق الرقبة وخروج اللسان مع كل كحة وكأنك تقول ( يا لييييييل يا عييييين ) ولكن بصوت ديك شركسي، وتظل تدور في الحوش وأنت تعزف عزفا منفردا أنت منحني الظهر، وعندما تنتهي هذه النوبة، تكون فقدت سوائل من عيونك أنفك و خشمك وهلم جرا.
وأيامها كان الدواء الموصوف في الشفخانات والمراكز الصحية دواءا لا يتمتع بمفعول قوي، مما جعل الناس يبحثون عن الطب البديل، فتفتق ذهن أحد جهابذة الطب البلدي على وصف خارق ، لو كان أرشميدس عائشا لهرول عريان ملط للشارع وهو يصيح وجدتها وجدتها.
كان الدواء هو لبن الحمير، نعم والله ، لبن الحمير، مئات الأطفال شاركوا الدحوش اللبن المحلوب من ( إناث الحمير ) اللبونات. ، حتى أننا كنا نعاكس كل من شرب من هذا اللبن ( أخو الدحش في الرضاع ) ، حتى أن صديقنا (متوكل) عندما كبر قليلا ، كانت أذناه طويلتان زيادة عن اللزوم ، فكنا نعاكسه بأنه ربما شرب الحليب إياه من ثدى الحمارة رأسا.
في معظم قرانا .. يقوم شخص محنك بقلع الأضراس و الأسنان بأدوات تصلح فقط للنجارين و السمكرجية و السباكين ، يضعها في شنطة حديد تسمع كركبتها و هو يأتي بها من غرفة داخلية و يفتحها أمامك : زردية و كماشة .. أي والله .. ثم قطن تغير لونه و زجاجة صبغة اليود. ثم يمسك بك إثنان من العتاولة و يكنكش فيك المحنك و يمسك بالضرس و يلاويهو فتسمع عروق أسنانك و هي تفارق اللثة مفارقة فرع الشجرة للساق بفعل الريح.
ثم هناك الكى بالنار. رغم أنه آخر العلاجات
أنا شخصياً أصابني اليرقان و نظرأ لإستعجال والدي رحمه الله لعلاجي نظرا لقرب الإمتحانات فقد إنطلق بي إلى قرية (كنور) شمال عطبرة إلى الشيخ المفضال (ودطلب) حيث قام بعملية الكى بمسمار صغير في نهاية الذراعين. لم أحس بأي ألم و لكن شممت رائحة الجلد المحروق و سال سائل أصفر .. و تم الشفاء بعون الله في غضون يومين.
عشرات النباتات في السودان ، جربها الآباء و الأجداد كعلاج ، و لكنها تحتاج إلى تقنين في الإستعمال ، و ذلك بقيام صيدليات الطب البديل القائمة على الدراسة و التحليل المعملي.
معظم الذين يدمنون الصعوط الآن ، إستعملوه أول مرة كدواء لوجع الأسنان المنخورة بالسوس ، ثم تبدأ الدوخة ، ثم الغثيان ، ثم الإستفراغ ، ثم التبنيج الكامل ( لدرجة أنه يمكن خلع سن صغيرة بدون ألم )، و تبدأ عملية الإستسلام للخدر اللذيذ الذي يأتي من ثالث سفة ملفوفة في القطن.
دجاجنا في السودان يلقط الحب و كل شيء ، إلا الصعوط ، لماذا ؟ لا ندري.
لدينا أستاذ جهبذ في الكلام ، و هو من النوع الذي لا يعطي فرصة لأحد في أي إجتماع ، و يكون سافي سفة صعوط ماكنة ، و عندما يريد التخلص من السفة ، يمط شفته السفلى و يدحرج السفة وهو يقول : دقيقة أدونا فرصة معاكم ، تلافيا لحدوث إختراق كلامي من أحد.
أذكر أن أحد المزارعين بالشمال ، كان لا يخلو بيته من مشروب ( الدكاى ) و هو مشروب من التمر المخمر في زير فخاري لعدة أيام في الصيف ، و هو شراب أقوى من الشربوت و أقل قوة من العرقي. كان لديه ولد صغير مزعج لدرجة بعيدة ، فكان يأتي لوالده في الوقت الذي يجلس فيه ليتسلطن بالمنكر. فأعطى الأب لولده يوما كورية مليئة بالمنكر ، فكتحه الشافع ، و فنجل عويناتو لبرهة ، و ضحك ضحكة المندهش ، ثم تكرفس في البرش بالقرب من والده حتى الصباح. الولد كان نحيفا جدا و له كرش كبيرة جدا و رأس أكبر لا تتناسبان و حجم جسمه ، فكان يبدو من بعيد كعلامة الإستفهام. بعد أن تذوق الولد طعم ذلك المشروب كان يأتي لوالده في نفس التوقيت و هو بالسروال فقط ، و يقوم بالتمليس على كرشه و هو يقول : أبوى ، أديني كوريتي عشان أنوم.
فيكتح ، ثم يتكرفس و ينوم. ....داء و دواء.
حكى لي أحد الزملاء ، أنه و زوج أخته كانا يتناولان المنكر في منزل نسيبه هذا بإحدى أحياء عطبرة العريقة. فجاءت أخته و قالت لزوجها أن إبنها ( عشرة سنوات ) يتلوى من المغص . فذهب إليه والده ، و عاد و ملأ كأسا من العرقي النضيف ، و رجع لولده و قال له : خد الدوا دة ، جبتو من التمرجي جارنا. فكتحه الولد على دفعات و هو ممتعض الوجه.
و بعد قليل جاءت الزوجة و قالت أن الولد مازال يتلوى. فعاجله الأب بكأس مترعة أخرى. فنام الولد نوما عميقا حتى الصباح.
و في الصباح سأله أبوه : إنت كويس.
فقال : جدا.
فقال له أبوه : الدوا كان مر .. مش كدة ؟
فقال الولد و هو ( يمطق ) : أنا كنت بقيت كويس من الكباية الأولى ، لاكين عشان تديني تاني ، عملت نفسي لسع متوجع.
فناوله أبوه صفعة ، فقد خسر كأسا جراء كذب إبنه.
أسهل شيء لدينا كسودانيين هو نطق الحلف بالله، ثم جملة (على الطلاق وحرم). ويأتي في الترتيب الثالث وصف الدواء لكل من نزوره من المرض ، يعني لا نخرج من عند مريض إلا وقد عملنا له غسيل مخ بتكرار فوائد دواء قد جربه فلان وقام زى البغل، وجربته فلانة فكان الحِمْل والفصال أهون من سلق البيض.
في السبعينيات من هذا القرن، أتاني سعودي مستفسرا عن أفضل مكان يسكن فيه بالخرطوم، وبعد أن قدمت له النصح والإرشاد، فهمت منه أنه ينوي الذهاب إلى هناك لأن سودانيا وصف له (حَلَل التمساح) علاجا للعجز الجنسي، وحلل التمساح هو ذكر التمساح و الله أعلم. فقلت له : ليه ما تروح عند الطبيب.؟
فقال أنه جرب أدوية الدكاترة ولكن دون نتيجة.
ويبدو أن مشكلته كانت عويصة.
ما علينا.
ذهب أخونا في الله، وهناك أتخمه (حواتي) بكمية من الحلل إياه، فصار يأكله بطريقة فاقت إستهلاكه من الكبسة وتوابعها في مطاعم منفوحة وغبيرة . وعندما عاد كان لسان حاله يقول ( لا لقينا بلح الشام ولا عنب اليمن ولا موز الصومال ) وبعد شهر تم إدخاله المستشفى وأجريت له عملية دقيقة بسبب تلبك في المصران، نتيجة لتلك الكميات التي إبتلعها من حلل التمساح الذي يقال أنه إذا جفَّ فلا يمكن لبلدوزر أن يسحقه ( لله في خلقه شئون).
يقول الفرنجة أن القوة الجنسية تكمن في أكل كبد البط والذي يسمى علميا ( الفواغرا ) ومنه تم إشتقاق إسم الفياغرا ( إن شاء زول عزيز لديكم ما يحتاج ليهو )، والروس يقولون الكافيار لا يُعْلى عليه والأفارقة يصرون على مسحوق قرون وحيد القرن والقورو. ولا أدري ما الذي جعل الحواتة عندنا يصفون الحلل ؟ ربما له جرعة محددة ووقت معين.
وإلى أن يدخل حلل التمساح دستور الأدوية الأمريكي فسيكون التمساح مهددا بالإنقراض كالنمر الآسيوي .
أذكر عندما كنا صغارا ، كان مرض السعال الديكي ( الكدكود ، أو الكتكوت ) و هو سعال يبدأ بكحة خفيفة ثم تنقلب إلى كحة مجرورة طويلا مع إنتفاخ الأوداج وإحتقان العيون وبروز عروق الرقبة وخروج اللسان مع كل كحة وكأنك تقول ( يا لييييييل يا عييييين ) ولكن بصوت ديك شركسي، وتظل تدور في الحوش وأنت تعزف عزفا منفردا أنت منحني الظهر، وعندما تنتهي هذه النوبة، تكون فقدت سوائل من عيونك أنفك و خشمك وهلم جرا.
وأيامها كان الدواء الموصوف في الشفخانات والمراكز الصحية دواءا لا يتمتع بمفعول قوي، مما جعل الناس يبحثون عن الطب البديل، فتفتق ذهن أحد جهابذة الطب البلدي على وصف خارق ، لو كان أرشميدس عائشا لهرول عريان ملط للشارع وهو يصيح وجدتها وجدتها.
كان الدواء هو لبن الحمير، نعم والله ، لبن الحمير، مئات الأطفال شاركوا الدحوش اللبن المحلوب من ( إناث الحمير ) اللبونات. ، حتى أننا كنا نعاكس كل من شرب من هذا اللبن ( أخو الدحش في الرضاع ) ، حتى أن صديقنا (متوكل) عندما كبر قليلا ، كانت أذناه طويلتان زيادة عن اللزوم ، فكنا نعاكسه بأنه ربما شرب الحليب إياه من ثدى الحمارة رأسا.
في معظم قرانا .. يقوم شخص محنك بقلع الأضراس و الأسنان بأدوات تصلح فقط للنجارين و السمكرجية و السباكين ، يضعها في شنطة حديد تسمع كركبتها و هو يأتي بها من غرفة داخلية و يفتحها أمامك : زردية و كماشة .. أي والله .. ثم قطن تغير لونه و زجاجة صبغة اليود. ثم يمسك بك إثنان من العتاولة و يكنكش فيك المحنك و يمسك بالضرس و يلاويهو فتسمع عروق أسنانك و هي تفارق اللثة مفارقة فرع الشجرة للساق بفعل الريح.
ثم هناك الكى بالنار. رغم أنه آخر العلاجات
أنا شخصياً أصابني اليرقان و نظرأ لإستعجال والدي رحمه الله لعلاجي نظرا لقرب الإمتحانات فقد إنطلق بي إلى قرية (كنور) شمال عطبرة إلى الشيخ المفضال (ودطلب) حيث قام بعملية الكى بمسمار صغير في نهاية الذراعين. لم أحس بأي ألم و لكن شممت رائحة الجلد المحروق و سال سائل أصفر .. و تم الشفاء بعون الله في غضون يومين.
عشرات النباتات في السودان ، جربها الآباء و الأجداد كعلاج ، و لكنها تحتاج إلى تقنين في الإستعمال ، و ذلك بقيام صيدليات الطب البديل القائمة على الدراسة و التحليل المعملي.
معظم الذين يدمنون الصعوط الآن ، إستعملوه أول مرة كدواء لوجع الأسنان المنخورة بالسوس ، ثم تبدأ الدوخة ، ثم الغثيان ، ثم الإستفراغ ، ثم التبنيج الكامل ( لدرجة أنه يمكن خلع سن صغيرة بدون ألم )، و تبدأ عملية الإستسلام للخدر اللذيذ الذي يأتي من ثالث سفة ملفوفة في القطن.
دجاجنا في السودان يلقط الحب و كل شيء ، إلا الصعوط ، لماذا ؟ لا ندري.
لدينا أستاذ جهبذ في الكلام ، و هو من النوع الذي لا يعطي فرصة لأحد في أي إجتماع ، و يكون سافي سفة صعوط ماكنة ، و عندما يريد التخلص من السفة ، يمط شفته السفلى و يدحرج السفة وهو يقول : دقيقة أدونا فرصة معاكم ، تلافيا لحدوث إختراق كلامي من أحد.
أذكر أن أحد المزارعين بالشمال ، كان لا يخلو بيته من مشروب ( الدكاى ) و هو مشروب من التمر المخمر في زير فخاري لعدة أيام في الصيف ، و هو شراب أقوى من الشربوت و أقل قوة من العرقي. كان لديه ولد صغير مزعج لدرجة بعيدة ، فكان يأتي لوالده في الوقت الذي يجلس فيه ليتسلطن بالمنكر. فأعطى الأب لولده يوما كورية مليئة بالمنكر ، فكتحه الشافع ، و فنجل عويناتو لبرهة ، و ضحك ضحكة المندهش ، ثم تكرفس في البرش بالقرب من والده حتى الصباح. الولد كان نحيفا جدا و له كرش كبيرة جدا و رأس أكبر لا تتناسبان و حجم جسمه ، فكان يبدو من بعيد كعلامة الإستفهام. بعد أن تذوق الولد طعم ذلك المشروب كان يأتي لوالده في نفس التوقيت و هو بالسروال فقط ، و يقوم بالتمليس على كرشه و هو يقول : أبوى ، أديني كوريتي عشان أنوم.
فيكتح ، ثم يتكرفس و ينوم. ....داء و دواء.
حكى لي أحد الزملاء ، أنه و زوج أخته كانا يتناولان المنكر في منزل نسيبه هذا بإحدى أحياء عطبرة العريقة. فجاءت أخته و قالت لزوجها أن إبنها ( عشرة سنوات ) يتلوى من المغص . فذهب إليه والده ، و عاد و ملأ كأسا من العرقي النضيف ، و رجع لولده و قال له : خد الدوا دة ، جبتو من التمرجي جارنا. فكتحه الولد على دفعات و هو ممتعض الوجه.
و بعد قليل جاءت الزوجة و قالت أن الولد مازال يتلوى. فعاجله الأب بكأس مترعة أخرى. فنام الولد نوما عميقا حتى الصباح.
و في الصباح سأله أبوه : إنت كويس.
فقال : جدا.
فقال له أبوه : الدوا كان مر .. مش كدة ؟
فقال الولد و هو ( يمطق ) : أنا كنت بقيت كويس من الكباية الأولى ، لاكين عشان تديني تاني ، عملت نفسي لسع متوجع.
فناوله أبوه صفعة ، فقد خسر كأسا جراء كذب إبنه.