افريقيا تعيش عرسها الكروي

*تصحو افريقيا اليوم على انغام طبولها وايقاعاتها الراقصة وهي تبث الحماس في نفوس ابنائها استعدادا لانطلاق العرس الكروي البهيج الذي تستضيفه الغابون وغينيا الاستوائية , القارة السمراء التي باتت منبع المواهب شانها في ذلك شان امريكا اللاتينية كلاهما يمد ملاعب الكرة الخضراء بافضل اللاعبين والمع النجوم ومئات المواهب التي تتلقفها اوربعا وتحتضنها وترعاها واحياناً يصلحون من بنيها ويدافعون عن الوان منتخباتها .

*اليوم تنطلق النسخة الثامنة والعشرون من الكان بمشاركة منتخبنا السوداني وهي بطولة اكثر ما يطغى على ملامحها غياب الكبار الذي غادروا منذ التصفيات امام طموح وجموح المنتخبات الباحثة عن مكانة واسم بين رموز الكرة الافريقية , يغيب عن افريقيا في يوم عرسها الفراعنة المصريين ومحاربي الصحراء الجزائريين واسود الكاميرون ونسور نيجيرا لكنها ايضا تحفل بنسور قرطاج واسود الاطلس وافيال كوت ديفوار نسخة يجزم المراقبون بانها ستشهد مولد بطلا جديد سيما في ظل وجود منتخبات طامحة للقب واخرى تسعى بكل ما لديها لستجل اسمها بين من حازوا على هذا الشرف الكبير .

*غدا يفتتح السودان لقاءاتة بمواجهة رفاق ديدية دروغبا وجيرفينيو وسالمون كالو وليتهم يستطيعون ان يكونوا في مستوى الحدث ويقدموا وجهاً مشرفا يليق بالكرة السودانية واسم العريق لا احد ينتظر منهم ان يسحقوا ساحل العاج او يتغلبوا عليها بالثلاثة لكن اهم ما ينتظر هيثم مصطفى ومصعب عمر وزملاءهما ان يفلحوا في عكس مستوى يليق بدولة ارتقت لهذا العرس الافريقي الهام الذي يتابعه الملايين على مستوى العالم , الان في غينيا والغابون مئات الوكلاء وكشافي المواهب جميعهم يرصدون وينظرون ويمنون انفسهم بالعودة بنجوم واعدين وعلى ما يعتبرون نجوماً في كرتنا السودانية ان يجملوا وجه الوطن بحضور انيق ومشرف رغم علمنا بالعلات والامراض التي تلازم كرتنا بشكل عام .

*شاهدوا اليوم كيف ان افريقيا ودولها باتت تنظر للغد بشكل مختلف انظروا كيف تتعامل الشعوب مع البطولات التي تحتضنها تابعو الجماهير وهي تقدم النموذج الذي يمكن ان يحذو الجميع حذوه على مدرجاتنا , ودعونا نتوقف لنعرف كيف يعشق الناس منتخباتهم ويكف يناصرونهم وان كانوا خارج حدود جغرافيا الوطن .

*اليوم تبدأ رحلة من الامتاع الكروي ننسى معها خطرفات ( ونساتنا الرياضية ) واخبار وصول اتوبونغ من الكاميرون وكيف ان كلتشي ووارغو يبحثان عن الوصول لنيروبي !! ونتخلص من الانباء التي تروج لتألق فلان في تمارين اللياقة وتدريباتاتها وكيف ان المدرب البرازيلي او الفرنسي مبهور باللاعب العلاني !! اليوم فقط نتعشم في كرة قدم تزيل عنا رهق ما يملأ اجواءنا ويسمم افكار جماهيرنا من عبث .

*يبدأ ثوار ليبيا مشوارهم في العرس الافريقي تحت امرة البرازيلي باكيتا بمواجهة غينيا صاحبة الارض والجمهور وهي مباراة تتساوى فيها الحظوظ ونتمنى ان تكون فاتحة شهية لما هو قادم وات في كان 2012م .

*الكان وجه افريقيا الكروي الحقيقي فلنستمتع بجماله .